تذكرني تظاهرة يوم أمس لموظفي وزارة الشباب والرياضة وعدد من الرياضيين ضد القرار الجائر بمصادرة ارض وزارة الشباب ومجمع المدينة الشبابية لحساب المستثمرين بغية بناء مجمعات سكنية فارهة ومولات ، بالفيلم المصري القديم ( الحقونا) وهو من بطولة الراحل نور الشريف الذي جسد شخصية القروي الذي تعرض لعملية سرقة احدى كليتيه لحساب احد رجال الاعمال دون ان يعلم ، نعم دون ان نعلم ان القضية جرى حياكتها والاعداد لها بهدوء حتى وصلت الى الحكم بالدرجة القطعية بعد التمييز والاستئناف ومن ثم وصول قرار الاخلاء بعد فوات الاوان وبعلم وزراء الشباب السابقين ، بدليل ان مطلع العام الحالي قد شهد وبعد سنوات طويلة من التلكؤ، ان أنهى مجلس الوزراء أزمة الأرض المقام عليها ملعب الشعب الدولي، وذلك بموافقته على تخصيص العقار الخاص بالملعب إلى وزارة الشباب والرياضة، كما أقرّ المجلس إيقاف جميع الدعاوى المقامة حول العقار، موضوع البحث، بما فيها الدعوى التي أقامها المصرف العقاري وهو جزء من كل لمجمع كامل من الارض سبق وان اشار اليه الوزير السابق درجال بالاشارة في احدى جلساته الى اخبارهم بان ارض الوزارة معروضة للبيع والاستثمار ، ولم يصدق المتواجدون حينها مثل هذا الطرح ، كما لم تكن وزارة الشباب جادة بقوة في الدفاع عن ممتلكاتها باعتماد فريق متخصص من المحامين الاكفاء واكتفت بما هو متاح امام الطرف الاخر الذي سخر كل قواه بهذا الاتجاه .
لقد كانت وزارة الشباب والرياضة الصيد الاسهل من بين الوزارات القطاعية الاخرى وبدأ تقطيع اوصالها من المديريات ومنتديات الشباب التي ذهبت الى استثمارات بعيدة كل البعد عن الرياضة والشباب واليوم لم يبق للوزارة سوى المقر الاستراتيجي الذي خسرته هو الاخر واتوقع ان الخطوة المقبله هي حل الوزارة واعادتها الى هيئة صغيرة لا اكثر وتفريق موظفيها ، لان سبب البقاء قد انتهى والمليارات التي انفقت على قاعة ارينا والمدارس التخصصية ومستشفى الطب الرياضي والابنية الاخرى والملاعب قد ذهبت كما ذهب غيرها لسراق القرن ممن باع كل شيء وبعد ذهاب الاخضر واليابس ليس من موجب لبقاء الوزارة وضياع قطاع الشباب الكبير ليبقى الحل رهين ضربة قوية تقصم ظهر الفساد يكون فارسها رئيس الوزراء السوداني وبالسرعة القصوى وهذا ما ننتظره وان تم بيع وزارة الشباب اليوم فسيتبعها بيع جميع الوزارات الاخرى تباعا .