خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
“قطار التطهير وصل إلى محطة الجامعات”؛ بعد مرور 45 عامًا؛ على هذا التصريح التاريخي للشهيد “مرتضى مطهري”؛ بخصوص ضرورة تحويل الجامعات إلى موقع لتعارض الآراء بل وتوفير أستاذ ماركسي للتدريس للطلبة مباديء هذا المذهب، لكن حاليًا يفقد الأساتذة المعارضون للنظام مكانتهم داخل الجامعات لصالح أعضاء جبهة (پايداري)؛ بحسب تقرير “مهدي بيكـ أوغلي”، المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.
هذه القضية التي صنفها بعض المحللين تحت عنوان: “الثورة الثقافية الثانية”، وطالبوا بتوضيح التداعيات بشفافية.
لكن يُجدر تتبع جذور هذا الموضوع في قرارات النائب السياسي السابق بـ”وزارة الداخلية”.
دور جامعة “پايداري”..
لكن اتضح وقوف فريق جبهة (پايداري) بالحكومة، والبرلمان، وأجهزة صنع القرار خلف مشروع تطهير الجامعات. لذلك بمجرد فصل الأساتذة البارزين بجامعة “شريف” الصناعية، يجرى استبدالهم بآخرين من جبهة (پايداري) أو بعض أساتذة جامعة “الإمام الصادق”.
وتعليقًا على تورط جبهة (پايداري) والفصائل الموالية للجبهة داخل الحكومة في هذا الموضوع؛ يقول “شریفي زارچي”، عضو الهيئة العلمية بقسم العلوم الحيوية والذكاء الاصطناعي، كلية هندسة حاسبات جامعة “شريف” الصناعية: “في أقسام الجامعة؛ هناك وثائق تُثبّت أن حكومة؛ إبراهيم رئيسي، قد بدأت بشكل سّري آلية جذب: 15000 عضو هيئة تدريس من المؤيدين بشكلٍ فوري ومخالف للأطر العلمية الموجودة بالجامعات. وتلك كارثة لأن تسّكين: 100 عضو في كل جامعات العلوم الطبية، وسّكوت المجتمع العلمي، هو بمثابة خيانة للجمهورية الإيرانية”.
واستكمالًا لتلك الفرضية يقول “جواد آذري جهرمي”؛ وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق: “تنفيذ التغيير في ظل الحكومة الثالثة عشر يجري على قدمٍ وساق !.. ويبدو أنه صدر قرار بخصوص (جذب الهيئة العلمية الجامعية)؛ ومن المقرر في المرحلة التالية الشروع في ملف تصفية الطلاب. وتهدف جبهة (پايداري) إلى فصل منظومة القياس عن وزارة العلوم، وإدراجها تحت المجلس الأعلى للثورة الثقافية؛ حيث من المقرر أن يقوم فريق بوضع الخطوط الفنية لاستبدال الطلبة المستقلين بمجموعة محسوبة على (پايداري) والتخطيط للثورة”.
هل يحل أعضاء “پايداري” مكان النخبة ؟
لا يكاد يمر يوم دون خبر فصل وتعليق أساتذة جامعيين بارزين، كالسّهم في قلب الرأي العام الإيراني دون حسّرة. ورغم تقديم كل هؤلاء الأساتذة في مؤخرًا الاستثمارات التنموية غير المعروفة في “إيران”، لكن فجأة اختفت مجموعة عن الساحة السياسية، وحرمان الطلاب المتعطشون للعلم من فصول هؤلاء الأساتذة البارزين.
لكن مؤخرًا تحدث بعض المحللين عن دور فريق جبهة (پايداري) حول فصل الأساتذة. والمثير للحيرة في الموضوع هو استبدال الأساتذة المفصولين بآخرين أقل كفاءة. وقد أثار استخدام “أمير حسين ثابتي” و”عباس موزون”؛ مقدما برامج، للتدريس بالجامعات بجامعة “شريف” الصناعية، الأسئلة حول ما يحدث في الجامعات ؟..
الحقيقة أن “ثباتي”؛ عضو جبهة (پايداري) ومن الوجوه المحسّوبة على؛ “سعيد جليلي”، ومن المقرر أن يدرس للطلبة بجامعة “شريف” مقرر (الثورة الإسلامية) !.. بالتوازي مع ذلك من المقرر أن يقوم؛ “عباس موزون”، بتدريس مقرر “قواعد الحياة” للطلبة !.. الأمر الذي دفع نقابة اساتذة الجامعات إلى انتقاد فرض السيطرة الأمنية على الجامعات واستخدام عناصر موالية للحكومة، الأمر الذي سّاهم في تسريع وتيرة إقالة الأساتذة المنتقدين. وقد صنف الكثيرون هذه الموجة تحت مسّمى: “الثورة الثقافية الجديدة”.
القاء الكرة في ملعب الآخرين..
بعد فصل أساتذة جامعة “شريف” الصناعية، لجأت جبهة (پايدارى) إلى سلام ملتوي، عبر نشر مجموعة من الأسماء مثل: “محمد رضا عارف”، وأعلنت موافقة الأساتذة من (التيار الإصلاحي) على هذه القرارات غير القانونية، لكن الأخير كذب هذا الادعاء وقدم استقالة على الفور وأعلن: “لطالما شكوت من سياسات هيئة التوظيف بالجامعات، وحذرت من تداعيات عدم تمديد اتفاق الاساتذة أمثال: “شریفي زارچي”، لأن هذا النوع من التعامل سوف ينتهي بتداعي النخبة… إن التدخل التدميري لمؤسسات لا علاقة لها بالشأن الداخلي للجامعات، يهدد استقلال هذه الجامعات. وقد تحولت الأوساط العلمية نتيجة التدخل المستمر لتلك الأجهزة إلى إدارة تقليدية لا تليق مطلقًا بالتعليم العالي، وكنت قد راسلت رئيس الجمهورية العام الماضي وحذرت من تداعيات التعامل الأمني مع الأساتذة والطلاب”.
لكن طالما تفتح جبهة (پايداري) حصون الحكومة الواحد تلو الأخرى، يتصور الكثيرون أن نطاق تأثير هذا الطيف المتشدد لن يقتصر على الوزرات المربحة ولكن سيطال المجالات الاقتصادية والثقافية، لكن ومع بقاء عامين في عمر الحكومة، فقد تبين أن من المقرر تفعيل أهم مشروعات جبهة (پايداري) في الجامعات.