22 نوفمبر، 2024 6:39 م
Search
Close this search box.

الفكر الصدري/ ما هو خطر الظلم؟

الفكر الصدري/ ما هو خطر الظلم؟

“”إن الأُمّة إذا شاع بين ظهرانيها الظلم والتعسّف ، وكانت راضيةً به مستخذيةً تجاهه ، لايوجد العمل فيها ضدّه ، ولا التفكير لـرفعه أو التخفيف منه .. إذن فسوف تكون أُمّةً خائنةً يتسافل إخلاصها وينمحي شعورها بالمسؤوليّة ”
هذا ما كتبه الصدر[1] في موضوع “الظلم” و “التعسف”. فما هو الظلم؟ وما هو التعسف؟[2]
⭕ تفاصيل النص:
يمكن تفكيك النص الصدري، وإستلهام فهومات، قدر الإمكان، كالتالي:
1️⃣إن الأُمّة إذا شاع بين ظهرانيها الظلم والتعسّف.
أي أصبح الشعور النفسي، النوعي الغالبي للامة، ضد الحق. أي أكثر من 50 بالمئة، هم هكذا.
2️⃣ وكانت راضيةً به مستخذيةً تجاهه.
مستخذية: منقادة للظلم، عن دراية به.
3️⃣ لا يوجد العمل فيها ضدّه .
لا تثور ضد الظلم. بل ان ثوراتها وانتفاضاتها لاسباب حزبية أو طائفية أو عنصرية. وليس لأجل تحقيق العدالة الإجتماعية.
4️⃣ ولا التفكير لـرفعه.
أي لا تخطط لأجل نشر العدالة.
5️⃣ أو التخفيف منه .
أي استخدام طرق وأساليب أمينة للإصلاح، بلا مخاطرة. فعلى سبيل المثال، إستخدام اسلوب لين, لا ضرر فيه. أنظر الآية 44 من سورة طه:
“فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ ”
6️⃣ إذن فسوف تكون أُمّةً خائنةً.
أي لم تفي بالتزاماتها بمستويات عدة. وهذا يعني خيانة الفرد للمجتمع. وخيانة المجموع للأمة.
فعلى سبيل المثال: سكوت ورضا غالبية العراقيين عن الظلم، سابقا وحاليا ، هي خيانة للأمة العراقية.
7️⃣ يتسافل إخلاصها وينمحي شعورها بالمسؤوليّة.
وهذه نتيجة السكوت عن الظلم. والرضا بالتعسف الحكومي والحزبي. أو الطائفي. أو العنصري. أي تنتج خسارة مستقبلية، فكما قيل بالمثل الصيني:
من يزرع الريح ، يحصد العاصفة.
وللحديث بقية

▪️▪️الهوامش▪️▪️
[1] كتب الولي العارف السيد الشهيد الصدر (رض) ما نصه:
“إن الأُمّة إذا شاع بين ظهرانيها الظلم والتعسّف ، وكانت راضيةً به مستخذيةً تجاهه ، لايوجد العمل فيها ضدّه ، ولا التفكير لـرفعه أو التخفيف منه .. إذن فسوف تكون أُمّةً خائنةً يتسافل إخلاصها وينمحي شعورها بالمسؤوليّة ، وتحتاج في ولادة ذلك عندها من جديد إلى زمانٍ مضاعفٍ ودهرٍ طويل ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾. وليت شعري كيف يكون هؤلاء على مستوى إصلاح البشريّة كلّها في اليوم الموعود ، وهم قاصرون عن إصلاح مجتمع صغير”.
المصدر: تاريخ الغيبة الكبرىٰ صـ٣٧٥
يمكن تحميل الكتاب من الرابط ادناه:

https://drive.google.com/drive/folders/12FQMpqOGLM4EGmvgmaHAk0pmhNxJ23cC

[2] الظلم: وضع الشيء في غير موضعه، وهذا ينطبق على مجالات الحياة كافة. ويطلق على غياب العدالة. أو هو الحالة النقيضة للعدالة.
التعسف في اللغة مأخوذ من العسف٬ يفتح العين وإسكان السين٬ ومعناه السير بغير هداية٬ والأخذ على غير الطّريق٬ وكذلك التعسف: الحكم بلا عدالة. أو السير على غير علم. قيل: (رجل عسوف) إذا لم يقصد الحق.

أحدث المقالات