الفرق بين القبلة الاسبانية التوافقية بين لاعبة المنتخب الاسباني بكرة القدم جيني هيرموسو ورئيس الاتحاد لويس روبياليس ، وبين التوافقية التي ادّعاها الرئيس ، ان الاولى تطيح برئيس الاتحاد فيما تثبت توافقيتنا السياسية النواب والوزراء والرؤساء في مناصبهم !
وهو فرق كبير بين ثقافتين ، فالقبلة الاسبانية التوافقية لم تكتف بمطلب استقالة رئيس الاتحاد ، بل ان لاعبات المنتخب الاسباني جميعهن ، البالغ عددهن 55 لاعبة ، رفضن اللعب مستقبلا مع المنتخب ، الذي حصلن فيه على لقب البطولة العالمي ، الا بشرط استقالة رئيس الاتحاد ، لأنه بكل بساطة سرق قبلة من شفتي نجمة المنتخب اثناء حفل التتويج، قال عنها ، إن ذلك كان “عفويا ومتبادلاً وتوافقيا”، وأنه لم يفعل ذلك من “موقع قوة” استنادا إلى منصبه وأكد “لن أستقيل، لن أستقيل، لن أستقيل”، مضيفا “هل أن قبلة سريعة بالتراضي ستكون كافية لإخراجي من هنا؟ سأقاتل حتى النهاية، فيما قالت النجمة، هيرموسو، أن قبلة روبياليس، على شفتيها خلال حفل تتويج منتخب بلادها بطلا لمونديال السيدات لم تكن برضاها وأوضحت في بيان: “أريد أن أوضح أنني لم أوافق في أي لحظة برضاي على القبلة ولم أسع بأي طريقة إلى إثارة الرئيس”!
المؤكد ان القبلة ، توافقية كانت أم غير توافقية ستطيح برئيس الاتحاد حتماً مهما قاتل من اجل تثبيت وجهة نظره !!
قبلاتنا التوافقية في مساحتها السياسية تعتمد على مبدأ ” بوس عمك بوس خالك ” لتمرير اخطر القرارات في البلاد أو لترضية ” الزعلان” بسبب صغر قطعة الكعكة التي حصل عليها، أو منحه وعوداً باستحقاق اكبر في توزيع الغنائم مستقبلاً !!
وقبلاتنا التوافقية تحتاج في ” بعض ” الاحيان الى شيء من العنف فتصبح قبلة دموية تودي في النهاية الى توافقات سياسية يأخذ فيها كل ذي ” حق حقه” حتى لايطيح الواحد بكرسي الآخر !!