تداعيات خطيرة .. “فورين بوليسي” تتوقع حرب أهلية “كُردية” بسبب أزمة نفط الشمال !

تداعيات خطيرة .. “فورين بوليسي” تتوقع حرب أهلية “كُردية” بسبب أزمة نفط الشمال !

وكالات – كتابات :

حذرت مجلة (فورين بوليسي) الأميركية من أن استمرار الخلاف بين “العراق” و”تركيا”؛ حول تصدير “النفط” من “إقليم كُردستان”، قد يؤدي إلى ما أسّمته: بـ”الحرب الأهلية” بين الكُرد، وربما تمتد إلى خارج حدود الإقليم.

وأشار المجلة في تقريرها الذي أورده موقع (الحرة) الأميركي، إلى أن “تركيا” أوقفت تدفقات “النفط” العراقية عبر خط الأنابيب الممتد لـ”ميناء جيهان”؛ في 25 آذار/مارس الماضي، بعد أن أمرت هيئة تحكيم تابعة لـ”غرفة التجارة الدولية”؛ “أنقرة”، بدفع تعويضات لـ”بغداد”، بقيمة: 1.5 مليار دولار تقريبًا عن الأضرار الناجمة عن تصدير حكومة “إقليم كُردستان”؛ “النفط”، بشكلٍ غير قانوني بين عامي: 2014 و2018.

خسائر جمة..

ويرى التحليل أن التداعيات الاقتصادية والسياسية والقانونية لهذا النزاع النفطي آخذة بالتصاعد مع بقاء ملايين براميل “النفط” عالقة في الموانيء.

ويُضيف أن خط الأنابيب كان ينقل نحو: 10% من إجمالي الصادرات العراقية، أي ما يُعادل: 0.5% من الإنتاج العالمي.

وأدى وقف “تركيا” للصادرات، من بين أسباب أخرى، إلى ارتفاع أسعار “النفط” العالمية إلى ما يزيد عن: 70 دولارًا للبرميل.

علاوة على ذلك؛ تُمثل عائدات تصدير “النفط” نحو: 80% من الميزانية السنوية لحكومة “إقليم كُردستان”، مما يعني أنها تواجه مخاطر جمة في حال استمرار توقف الصادرات، وفقًا للتحليل.

احتمالية الإطاحة بحكومة “كُردستان”..

يُشير التحليل إلى أن الحظر النفطي التركي كلف حكومة “إقليم كُردستان”؛ لغاية الآن، أكثر من ملياري دولار، مبينًا أن استمراره يمكن أن يدمر اقتصاد الإقليم وربما يؤدي إلى انهيار حكومة “إقليم كُردستان”؛ التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.

لسنوات عديدة؛ كان اقتصاد حكومة “إقليم كُردستان” يُعاني نتيجة الخلافات مع الحكومة الفيدرالية المتعلقة بحصة الإقليم في الموازنة.

وفي حال ظل الخلاف مع “أنقرة” من دون حل، يُحذر التحليل الأميركي من ذلك قد يؤدي إلى موجة هجرة كبيرة لعشرات الآلاف من الكُرد العراقيين إلى “أوروبا”.

“كذلك يمكن أن تؤدي التداعيات المالية والعجز الكبير في الميزانية؛ في كل من حكومة إقليم كُردستان وبغداد، إلى حالة من عدم الاستقرار الكارثي في المنطقة، وهو أمر يمكن أن تسّتغله الجماعات المسّلحة مثل تنظيم (داعش)، مما قد يؤدي إلى المزيد من زعزعة الاستقرار”، بحسّب التحليل.

تهديد الاستثمارات الأميركية بالعراق..

تحليل المجلة الأميركية أشار أيضًا إلى أن استمرار النزاع يُهدد: “بانهيار الاستثمارات الأميركية في العراق، وزعزعة الاستقرار الاقتصادي للحكومة الفيدرالية العراقية، وربما اندفاع روسيا وإيران لملء الفراغ الجيوسياسي”.

أدى هذا المأزق؛ بحسّب التحليل، إلى خفض شركات “النفط” العالمية في “العراق” استثماراتها بمقدار: 400 مليون دولار، وتسّريح مئات العمال، والتهديد باتخاذ إجراءات قانونية.

ومع استمرار الأزمة؛ يقول التحليل إن سّمعة “العراق” بين المستثمرين سوف تتضرر بشكلٍ متزايد.

حرب أهلية كُردية محتملة !

ونتيجة لذلك كله؛ يرى التحليل أن استمرار خسّارة “أربيل” لمليارات الدولارات واحتمال انهيار حكومة الإقليم قد يؤدي إلى صراع بين الحزبين الرئيسيين في “كُردستان”؛ (الديمقراطي الكُردستاني والاتحاد الوطني)، ويتحول في النهاية لحرب أهلية شاملة.

ويُتابع تحليل (فورين بوليسي)؛ أن عدم الاستقرار في “إقليم كُردستان” قد يمتد إلى باقي أنحاء “العراق”، الذي يتأرجح بالفعل على حافة صراع طائفي.

ومن الممكن كذلك؛ أن يؤدي سقوط: “حكومة إقليم كُردستان إلى خلق فراغ يسّمح لإيران بتكثيف تدخلها في العراق ويُهدد بحرب أهلية على مستوى البلاد”، بحسّب التحليل.

وزار وزير النفط العراقي؛ “حيان عبدالغني”، “أنقرة”، هذا الأسبوع، حيث فشل هو ونظيره التركي في التوصل لاتفاق بشأن استئناف صادرات “النفط”، لكن الجانبين اتفقا على إجراء مزيد من المحادثات.

وأجرى وزير الخارجية التركي الذي وصل إلى “بغداد”، الثلاثاء، محادثات مع نظيره العراقي تناولت قضية المياه واستئناف صادرات “النفط” من “كُردستان” إلى “تركيا”، إضافة إلى وجود حزب (العمال الكُردستاني) في “العراق”.

كذلك اجتمع وزيرا الخارجية والطاقة التركيان مع رئيس حكومة “إقليم كُردستان”؛ شبه المستقل، لإجراء محادثات، الخميس، تتناول موضوعات من بينها صادرات “نفط الإقليم”.

ولم ترد إشارة إذا كان قد تم التوصل إلى اتفاق لاستئناف تدفق الخام عبر “تركيا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة