18 ديسمبر، 2024 10:09 م

يفغيني بريغوجين….بروتس الذي اجهز على نفسه

يفغيني بريغوجين….بروتس الذي اجهز على نفسه

طباخ لكن اكلاته الدسمة اوصلته الى الشهرة, فتحت شهية الكرملين على الاطباق الخارجية فاستساغها ,عمل على تحسينها لتكون الفائدة اكبر لروسيا التي تحاول جاهدة اعادة مجدها الذي حطمه غورباتشوف .
لقد رأى بريغوجين في نفسه انه بطل من الدرجة الاولى وساهم بفاعلية في معارك شرق اكرانيا وبالأخص باخموت, حاول التطاول على قيادة الجيش واتهمها بانها تعرقل تحركاته ولا تمده بالذخائر اللازمة لتأدية عمله ربما معه بعض الحق, لأنه رجل ميداني لكن سيد الكرملين ينظر الى ما يجري من زوايا مختلفة,لقد بالغ زعيم الفاغنر في تقييم نفسه ما دفعه الغرور الى الاعلان عن التوجه الى العاصمة موسكو واسقطاها وجعلها تحت سيطرته وبالفعل بدا تحركه لكنه لم يدرك ان الذهاب الى موسكو ليس بالأمر الهين بضع ساعات هزت عرش بوتين لكنها كانت حاسمة ,واعتبرت العملية خيانة عظمى, ولن يتسامح بوتين مع فاعلها, ايقن حينها بيرغوجين ان عليه التهدئة وارتحلت قواته او لنقل جزءا منها الى بيلاروسيا وكان هناك نوع من راب الصدع والتغاضي الى حين.
اعتبر البعض ان ما قام به بريغوجين لم يكن انقلابا بل مسرحية متعددة الفصول وعلى اكثر من ركح ,قد ظهر لقيادة معارك روسيا مع الغرب خارج حدود الحلبة الاوكرانية وبالتحديد في افريقيا التي تشهد تجاذب روسي صيني لأجل زعزعة الوجود الفرسي في مستعمراته السابقة وتهديد مصالحها.
نهاية مأساوية لزعيم الفاغنر وثلة من مساعديه, لتجاوزهم الخطوط الحمر في زمن الحرب ,بينما يرى البعض انه ربما لم تتم تصفيته جسديا ليختفي من التداول الاعلامي , و تم ترتيب خروج آمن له ولعائلته بحيث يتمكن من العيش ما بقي له دون ملاحقات أو تهديدات, القائد الفذ انتهت مهمته و وحان الوقت ليتم تبادل الأدوار والمناصب بين القادة ،يعتبر البعض ان فاغتر أصبحت عبأ على روسيا وعليه وجب تغيير مسارها مع الإبقاء على الاهداف المحددة التي تخدم المصالح العليا لروسيا. الرحلة كانت للقاء بوتين, الأمر الان يعتمد على بوتين اما مواجهة مع فاغتر او تحرك مشترك للانتقام من الغرب, ربما تكون هناك الحاجة الى اذرع مسلحة لتنفيذ سياسات الكرملين بالخارج ولكنها ستكون مطعمة بضباط من الجيش الروسي وتحت مراقبته.
يفغيني بريغوجين….بروتس الذي اجهز على نفسه, لأنه لم يدرك مدى بشاعة عمله فتم التضحية به ليكون عبرة لكل من يحاول ان يشق الصف الوطني وجعل الوطن ساحة للتدخلات الخارجية.
ربما الدرس المستفاد هو ان الاجسام الموازية وبالأخص العسكرية, يجب ان لا يترك لها الحبل على الغارب لتشعر انها صاحبة الفضل في كل شيء, ومن ثم تأخذ زمام المبادرة وتتصرف دون معرفة تامة بمجريات الامور,والنتيجة قد تصاب المؤسسة العسكرية بالوهن ما يؤدي الى اضعاف الدولة. وهذا ما نلاحظه في السودان وليبيا وغيرهما, حيث الدعم السريع يقاتل الجيش السوداني بمساعدة اطراف خارجية للاستيلاء على السلطة بينما التشكيلات المسلحة في غرب ليبيا هي التي تتحكم في العاصمة وتفرض شروطها على حكومة الوحدة الوطنية التي نراها مجبرة على الدفع السخي لهذه الميليشيات كي تبقى في السلطة.