نشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى دراسة عن ( خارطة طريق جديدة للعراق في دعم الاستقرار ) ..وكما هي العادة في تسويق السياسات الأمريكية وقياس رجع الصدى ..تكررت مضامين هذه الدراسة في وسائل التواصل الاجتماعي ربما في تغريدات على منصة اكس( توتير سابقا ) وعلى بعض كروبات الواتساب.. السؤال الابرز ما نوع ( خارطة الطريق الجديدة) التي تبشر بها هذه الدراسة ؟؟
قبل الاجابة على هذا السؤال..لابد من التعريف ان ما ينشر على منصة هذا المعهد البحثي الإلكترونية تمثل وجهة نظر القائمين عليه وهم من كبار الباحثين الأمريكان الذين يحصلون على تمويل برامجهم البحثية من أموال دافعي الضرائب الأمريكان وتذهب هذه الأبحاث للإجابة على تساؤلات مهمة جدا في تطبيقات السياسات العامة الأمريكية لاسيما اليات تعديل اوراق العمل الاستراتيجي .
في الاجابة على السؤال .. يبدو من الممكن القول :
اولا ،: هناك تهديد مجحف بمواد لبعض قرارات مجلس الأمن الدولي في حالة عدم الالتزام باتفاقية الإطار الاستراتيجي ترتبط بين مفهوم مكافحة الارهاب الذي التزمت به الحكومة العراقية ..في تفسير مجدد يعتبر فصائل ما يطلق عليه( المقاومة الإسلامية ) المرتبطة بالمشروع الإيراني لتصدير ولاية الفقيه ..نموذجا ( ارهابيا) .
مثل هذا التوصيف الذي ادرج عليه الخطاب السياسي والاعلامي والبحثي الأمريكي انما يحتاج الى موافقة الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي .
ولست هنا لتقمص دور ( محامي الشيطان) بالقدر الذي يتطلب كشف الحقائق كما هي وليس كما تسوق امريكيا .
ثانيا: ثنائية المواقف وردود الأفعال وتصارع الارادات عرافيا تمنح الازدواجية الأمريكية فرضيات حقيقية للتحكم باي افعال ميدانية بالضد من المخطط الأمريكي ومتغيراته في اعادة تحشيد قواته شرق الفرات على الحدود العراقية السورية .
هكذا نتائج لنظام المحاصصة وثقافة المكونات وامراء الطوائف السياسية ..يمنح واشنطن وطهران والمتحالفين مع أي منهما صلاحية قانونية متوفرة على الأرض في الفعل ورد الفعل.. تلك النتائج التي ما زالت غير قادرة على حسم الجدل في التنازع الأمني وما يمكن ان ينتهي واقعيا على العملية السياسية برمتها.
ثالثا : الرافض والموافق على متغيرات عودة القوات الأمريكية الى المنطقة ليس بيد اي منهما الا صخب وضجيج الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.. لان تسويق قدرات زائفة في التصدي لاي افعال عسكرية امريكية انما يعني فتح الابواب على مصراعيها لفرضيات مواجهة مباشرة او غير مباشرة .. والتبشير بالتغيير المقبل في عراق ٢٠٢٤ ايضا لا يمتلك الا ذلك الصدى من الفعل ورد الفعل الأمريكي .. وتهدئة المواقف وردود الأفعال عند ابواب ما يمكن ان يكون فعلا وليس قولا ..يمكن ان ينتهي الى تطبيقات واضحة وصريحة ومفهومة.
رابعا : هل تحتاج واشنطن مثل هذه الدراسات وتسويقها للكشف عن متغيرات الواقع العراقي؟؟ الاجابة ان الكثير من شخوص العملية السياسية يقعون تحت سهام هذه التسريبات لقياس ردود الافعال ..وسياسة عصر مابعد العولمة والذكاء الصناعي تتوقف عند القدرة على اختيار مصفوفة حلول لابد وان تفاجيء الطرف الآخر بما لا يمكن ان يتوقعه.
خامسا: ايرانيا.. لا اعتقد ان منهج المنفعة لتاجر السجاد العتيق.. ممكن أن يتعامل مع فرضيات ما تسوقه واشنطن لقبول العودة لاتفاقها النووي ..والذي بات يقارب نموذج لجان التفتيش العتيدة عن أسلحة الدمار الشامل في حقبة الحصار على العراق ..كما لا يقدم تضحيات مباشرة في شن حرب إيرانية على القوات الأمريكية..بل ستتعامل مع نموذج الحرب بالوكالة عبر جماعات مسلحة ولائية..وهذا ما شددت دراسة معهد واشنطن موضوع البحث التحذير منه لعدة اطراف عراقية.. حكومية ..ولائية.. مؤيدة لواشنطن ..معارضة لها …واجد ان الرسائل وصلت لهذه الأطراف من خلال نموذج اعادة التسويق ..او ردود الافعال عنه .
في ضوء كلما تقدم..والمشتكى لله لم يظهر اي موقف عراقي ..يتعامل مع كل هذه المتغيرات بمضمون ( عراق واحد وطن الجميع ) والخروج من دفتي الصراع الامريكي الإيراني وشركاهما المحليين والاقليميين… هكذا تتواصل دبمومة الافعال وردود الأفعال… فيما يضيع من العراقيين غدهم بعناوين براقة مختلفة ..ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!