خاص : كتبت – نشوى الحفني :
من قُمرة قيادة مقاتلة من طراز (إف-16) في قاعدة (سكريد ستروب) الجوية في “الدنمارك”، نظر الرئيس الأوكراني؛ “فلاديمير زيلينسكي”، مبتسمًا لتحقيق حُلم طالما طالب الغرب به لتعديل ميزان القوة منذ بدء الحرب مع “روسيا”، وذلك بحضور رئيسة الوزراء الدنماركية؛ “مته فريدريكسن”، التي أعلنت أنها ستُسلم: 19 مقاتلة من هذا الطراز إلى “كييف”.
وقالت “فريدريكسن”؛ إن بلادها ستتبرع لـ”أوكرانيا” بعدد: 19طائرة مقاتلة (إف-16).
وأضافت رئيسة الوزراء أنها تأمل في تسّليم “أوكرانيا” ست مقاتلات أخرى من الطراز نفسه؛ بحلول العام المقبل تقريبًا، وخمس إضافية خلال العام ذاته.
وتابعت: “يُرجى أخذ هذا التبرع كرمز لدعم الدنمارك؛ الذي لا يتزعزع، لنضال بلدك من أجل الحرية”.
وفي وقتٍ سابق من يوم أمس الأول، أعلنت “هولندا والدنمارك”، تقديم طائرات حربية مقاتلة من طراز (إف-16) إلى “أوكرانيا” في إعلان طال انتظاره.
إعلان تاريخي..
ووصف الرئيس الأوكراني؛ الخطوة: بـ”الدافع المهم” للقوات الأوكرانية المنخرطة في هجوم مضاد معّقد.
وقال رئيس الوزراء الهولندي؛ “مارك روت”، لـ”زيلينسكي” – أثناء زيارة الأخير لقاعدة جوية هولندية – إن الجدول الزمني لتسّليم المقاتلات يعتمد على مدى استعداد الأطقم والبنية التحتية الأوكرانية للطائرات القوية المصنوعة في “الولايات المتحدة”.
ورحب “زيلينسكي” بالإعلان الذي وصفه: بـ”التاريخي”، وأثنى على روحه لجعله “هولندا” أول دولة تقدم هذه الطائرات لـ”كييف”.
هذا ولم تُحدد “هولندا” عدد الطائرات التي ستوفرها، بينما قال “زيلينسكي”؛ عبر قناته في تطبيق (تلغرام)، إن “أوكرانيا” ستحصل على: 42 طائرة.
وتُشارك الحكومتان الهولندية والدنماركية أيضًا في تحالف يعمل على تدريب طيارين أوكرانيين على قيادة الطائرات المقاتلة المتقدمة.
كما رفض “زيلينسكي” الكشف عن عدد الطيارين الأوكرانيين الذين سيخضعون للتدريب في “الدنمارك”؛ ثم “رومانيا”، وأرجع ذلك لأسباب أمنية.
مع ذلك أعلنت “الدنمارك”؛ يوم الجمعة، أن التدريب سيبدأ الشهر الحالي.
وقال مسؤولون؛ في وقتٍ سابق، إن الطيارين الأوكرانيين سيحتاجون تدريبًا من ستة إلى ثمانية أشهر.
دفعة كبيرة من “واشنطن” لـ”كييف”..
وقالت “هولندا” و”الدنمارك”، يوم الجمعة، إن “الولايات المتحدة” سّمحت لهما بتسّليم طائرات (إف-16) إلى “أوكرانيا”.
ويُنظر إلى موافقة “الولايات المتحدة”، يوم الجمعة، على تسّليم “هولندا والدنمارك” طائرات (إف-16) إلى “أوكرانيا”؛ بمثابة: “دفعة كبيرة”؛ لـ”كييف”، على الرُغم من أن هذه الطائرات لن تُشكل تأثيرًا على الأمد القريب في الحرب المستمرة منذ 18 شهرًا تقريبًا.
وتقول “واشنطن” إن طائرات (إف-16) ستكون حاسّمة على الأمد البعيد في المواجهة بين “كييف” و”موسكو”.
وتعتمد “أوكرانيا” على طائرات قديمة مثل (ميغ-29) و(سوخوي) روسية الصنع، بينما تتمتع طائرات (إف-16) بتكنولوجيا وقدرات استهداف أحدث، ويقول خبراء إنها أكثر تنوعًا.
“أوكرانيا”.. ومقاتلات “إف-16”..
لطالما ناشدت “أوكرانيا” الحلفاء بمنحها المقاتلات المتطورة؛ بما يُعّزز من قدراتها القتالية، بعدما شّنت مؤخرًا هجومًا مضادًا طال انتظاره ضد “موسكو” دون غطاء جوي، ووضعت قواتها تحت رحمة الطيران والمدفعية الروسية.
وافقت “الولايات المتحدة”؛ يوم الجمعة، على طلبات “الدنمارك وهولندا” لتصدير مقاتلات (إف-16) أميركية الصنع إلى “أوكرانيا”، في خطوة أولى لتعّزيز قدرات “كييف” العسكرية في حربها ضد “روسيا”.
تُشارك الحكومتان الهولندية والدنماركية؛ في تحالف مكوّن من: 11 دولة، يعمل على تدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة الطائرات المقاتلة المتقدمة.
قال وزير الدفاع الدنماركي؛ “جاكوب إليمان غنسن”، إن تدريب الطيارين الأوكرانيين يبدأ هذا الشهر، بيد أن مسؤولين كشفوا في وقتٍ سابق؛ أن الطيارين الأوكرانيين سيحتاجون عدة أشهر من التدريب.
وتقول “واشنطن” إن طائرات (إف-16) على غرار: “دبابات (أبرامز)”، ستكون حاسّمة على المدى الطويل في الحرب.
استثمار في قدرات “أوكرانيا” على المدى الطويل..
من جانبها؛ اعتبرت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية؛ “إيرينا تسوكرمان”، لموقع (سكاي نيوز عربية)، أنه يُنظر إلى تدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات (إف-16)، بجانب موافقة “واشنطن” على إرسال المقاتلات، على أنه استثمار في قدرات “أوكرانيا” على المدى الطويل.
وحددت “توسكرمان” دلالة تلك الخطوة في عدد من النقاط، بالقول إن: بعض شركاء التحالف الأوروبي الذين وافقوا على المشاركة في برنامج تدريب (إف-16)، بدؤوا التدريب بالفعل دون انتظار موافقة “الولايات المتحدة” على إرسال المقاتلات.
مشيرة إلى أن العوامل متوسطة وطويلة الأجل مهمة؛ لأن “أوكرانيا” لم تُكثف بعد قدراتها، حيث يُمكنها مواجهة القوات الروسية بشكلٍ فعال في وضع الجمود السابق.
وتؤكد أن تسّليم مقاتلات (إف-16) إلى الجيش الأوكراني يُعتبر عنصرًا بإمكانه تغيّير قواعد اللعبة بالنسبة لـ”كييف”، والتي من شأنها المسّاهمة في الدفاع عن البلاد من الهجمات الجوية المستمرة، ومواجهة القوات الجوية الروسية بفاعلية.
لكن مع ذلك؛ فالتدريب أيضًا عنصر مهم؛ لكنه يسّتغرق الكثير من الوقت يصل إلى 18 شهرًا، ومن ثمّ فكل تلك الإجراءات لن يكون لها تأثير قريب في الهجوم المضاد الذي تُشّنه “أوكرانيا” حاليًا.