“عبدالرضا فرجي راد” : بناء علاقات مع “السعودية” قرار استراتيجي !

“عبدالرضا فرجي راد” : بناء علاقات مع “السعودية” قرار استراتيجي !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

بالتأكيد لقاء الـ 90 دقيقة؛ بين “حسين أمير عبداللهيان”، وزير الخارجية الإيراني، و”محمد بن سلمان”؛ ولي العهد السعودي، حدث هام مصحوب بالفرصة الكافية لطرح الكثير من القضايا المشتركة والخلافية، وهذا يعني أنه من المحال عدم تطرق المباحثات للحديث عن ميدان “الغاز” المشترك؛ (آرش)، والقضايا المشابهة؛ بحسب تقرير “رضا بردستاني”، المنشور بصحيفة (آفتاب) الإيرانية.

المشكلات “الإيرانية-السعودية”..

أكد “عبدالرضا فرجي راد”؛ الأستاذ الجامعي المتخصص في الجغرافيا السياسية، أنه لا يمكن القضاء على المشكلات “الإيرانية-السعودية” في ليلة؛ وأوضح: “كان الأهم بناء علاقات وقد حدث. ولا يجب في هذه المرحلة التعجل، وإنما التركيز على المناقشات الاقتصادية والتعاون المشترك؛ فما تزال (العقوبات) سّد كبير على مسّار تطوير العلاقات (السياسية-الاقتصادية) الإيرانية مع أي دولة. والمؤكد أنه إذا كان بمقدور الولايات المتحدة الضغط على دول؛ كاليابان وكوريا الجنوبية، فلن تترد في فرض هكذا ضغوط على دول مثل: السعودية، والإمارات، وقطر، وعُمان، وتركيا. لذلك من الأفضل أن نُركز مع بداية العلاقات في هذه المرحلة الجديدة على التعاون الاقتصادي، وعدم الخوض في القضايا السياسية والإقليمية سريعًا”.

ماذا حدث في الـ 90 دقيقة ؟

يُضيف الأستاذ الجامعي: “أتصور أن هذا اللقاء هام، ورُغم عدم وجود مترجم فقد كانت الفرصة كافية، ومؤد أن اللقاء تناول موضوعات على شاكلة: العلاقات السعودية مع إسرائيل، والعلاقات الثنائية، والتعاون الإقليمي، والعلاقات مع الولايات المتحدة ووجودها العسكري في المنطقة. ورُغم وجود بعض القضايا المتعلقة بغرب آسيا والشرق الأوسط والتي تحظى باهتمام البلدين، لكن لابد من الاعتراف بأن السعودية لا تميل للدخول في مباحثات تتعلق بهذا الشأن طالما لم تتخلص من التحديات الأمنية والوصول إلى حالة من الهدوء النسّبي، مثل القضايا اللبنانية، والفلسطينية، والسورية، والعراقية، واليمنية، وشمال إفريقيا بل وأفغانستان وباكستان، ورغم اتفاق أو اختلاف وجهات نظر البلدين حول هذه القضايا لكن من المسّتبعد طرح هذه المشكلات أثناء المباحثات في هذه المرحلة”.

التوجه إلى الشرق..

في معرض إجابته عن سؤال حول ما إذا كانت السياسات الإيرانية والسعودية؛ بخصوص التحول باتجاه الشرق واحدة ؟.. أجاب “فرجي راد” قائلًا: “لا يوجد أي سّمات مشتركة بين التوجهين الإيراني والسعودي لأن:

– سياسة التحول إلى الشرق السعودي تقوم على المصالح الاقتصادية بمعنى أن “الرياض” لم تولي ظهرها بالكامل للغرب؛ فما تزال تعتمد أمنيًا على “الولايات المتحدة” والغرب.

كذلك لا يجب تجاهل حقيقة أن “السعودية” لا تُعاني من عقوبات اقتصادية، ولذلك هي ليست بحاجة لتقديم امتيازات؛ بل على العكس هي تبحث بالقطع من خلال التحول باتجاه الشرق للحصول على امتيازات.

– سياسة التحول باتجاه الشرق الإيرانية تقوم على أساس سياسي يمكن ملاحظة بعض الجوانب الاقتصادية في ثناياه، فالتحول الإيراني باتجاه الشرق لا يمكن أن يكون نابعًا عن موقع قوة بسبب العقوبات، وهو يبدو في الغالب نتاج الحاجة وليس اختيار !

لا يمكن أن نُطلق الغرب بالثلاثة..

وتعليقًا على الموازنة السعودية في السياسات الخارجية؛ قال: “علينا أيضًا إعادة النظر في موقفنا. لا أحد ينكر سياسة التحول إلى الشرق، لكن لا يمكننا تطليق الغرب وأوروبا بالثلاثة. ولا تستطيع إيران؛ (في ظل النظام الدولي الحديث)، تطليق أميركا وأوروبا والغرب بشكلٍ تام. كذلك فقد أجرت السعوديون تغيّيرات على سياساتها الخارجية، ورغم التوسّع في سياسية التحول إلى الشرق؛ فإنها لم تتجاهل شركاءها الغربيين بالمطلق، وهذا يعني أن العالم الآن يرى أن الاعتماد على قوة دولية واحدة لا يخلو من المشكلات !”.

هل بمقدور “السعودية” مساعدة “إيران” على التخلص من العقوبات ؟

في الختام؛ تطرق هذا الأستاذ الجامعي للحديث عن إمكانية مساعدة “الرياض” في رفع العقوبات عن “إيران”، وأردف: “بالتأكيد بمقدور الرياض مساعدتنا في ظل هذه العقوبات. وحين نقول إن علينا التركيز في علاقاتنا مع السعودية على القضايا الاقتصادية، إذ ربما لا تميل السعودية من المنظور السياسي للتدخل، لكن مؤكد تطوير العلاقات الاقتصادية مع الرياض يصب في صالح إيران. وكما ارتفع حجم العلاقات الاقتصادية مع الإمارات حتى: 16 مليار دولار، فإن هذا التبادل الاقتصادي يعتبر نقطة إيجابية بالنسّبة للجمهورية الإيرانية في ظل هذه الأوضاع الصعبة. والتباطؤ في توسّيع العلاقات (الإيرانية-السعودية) أمر طبيعي تمامًا، لكن هذه العلاقات قد تتسّع أكثر مما هي عليه في الوقت الحالي”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة