ساهم الإعلام الفرنسي بالدرجة الأولى , وإعلام الغرب عموماً , في الترويج المسبق بأنّ دول الأيكواس في صدد القيام بعمل عسكري مشترك واجتياح دولة النيجر , بهدف الإطاحة بالأنقلاب العسكري الذي حدث مؤخرا . حيث بدا أنّ الفرنسيين اجروا تفاهماتٍ ” مالية ” ضخمة مع قادة تلكم الدول تتضمّن اولاً تمويل وتأمين كافة النفقات العسكرية واللوجستية لذلك الهجوم < عدا ألأمتيازات الخاصة والصفقات السرية مع رؤساء هذه الدول > , وكان واضحاً سبب اندفاعهم للحرب المفترضة وتحمّلهم وتكبدهم الخسائر والضحايا مقابل ماذا .؟! , وقد أخذ كلّ ذلك حيّزا بارزا في الإعلام , وجرى تصويره وكأنّ ساعة الصفر تدنو وتقترب .! , وكان لهذا السيناريو من متطلباتٍ في الإخراج والإنتاج والى درجة عقد اجتماعاتٍ لرؤساء اركان جيوش تلك الدول , واجتمعوا فعلاً واصدروا بياناً او اعلاناً قالوا فيه : < انهم حددوا يوم الشروع بالهجوم , لكنهم لا يعلنوا عن موعده > .! , وهذا آخر ما أمكن افرازه عبر الكلمات .!
وفق استقراءات الأوضاع الدولية والعلاقات الدولية , فإنّ الولايات المتحدة لم تسمح بذلك , ولم تعط ايّ وميضٍ من الضوء الأخضر ( بالرغم من الخلافات التي نشبت بين باريس وواشنطن بهذا الشأن وسواه ) , مما دفع بالرئيس ماكرون ليهاجم امريكا في تصريحاته ” دون ان يسميها بأسمها ” ويتهمها بتجزئة اوربا وتقسيمها والهيمنة على قراراتها .!
الى ذلك وبحديثٍ ذي صلة بدول الأيكواس < والتي كأنها مصابة اصابةً بالغة بالوسواس > .! , فالمجتمع الدولي ” اولاً ” لا يتحمّل ولا يتقبل اندلاع حروبٍ جديدةٍ في آنٍ واحد , الى جانب الحرب الأوكرانية الروسية , وما يجري في بعض دول الشرق الأوسط , ثمّ أنّ الأمريكان يتفرغون الأن لتصاعد او تصعيد التوتر مع الصين , تزامناً مع تطوير عملية تزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى , بالأضافة الى التحشد العسكري الأمريكي على الحدود العراقية – السورية لقطع الطريق على طهران لتزويد سوريا وحزب الله بالأسلحة , سيما أنّ المنطقة شرق وغرب الفرات ملآى بميليشيات متعددة الأصناف والجنسيات , ولعلّ ايّ شرارة مفترضة قد تجرّ الى اشتعال النار الى ما هو اوسع في الجيوبوليتيك المحدد وربما سواه في مدىً ابعد .!
مع اختزال التفاصيل هنا كيما إبعاد التشعّب في الأمر ومديات سخونته , فإنّ اجتماع السادة رؤساء اركان جيوش الأيكواس ليس سوى عملاً مُمَسرح , وليس لديهم موعداً للهجوم , وربما للأنسحاب من الإعلام والكلمات .!