يعتبر الاعلام الوسيلة الحقيقية التي تخاطب المجتمع وتعيش ظروفه بكل جوانب الحياة وخصوصا الاعلام الفضائي الذي يمكن ان يكون احد اهم وسائل الاتصال الجماهيري كونه يخاطب اكبر شريحة من الشعب وبكافة مستوياته الثقافية بل يصل خطاب القناة الفضائية الى أبعد نقطة في الكرة الأرضية خصوصا القنوات التي لها القدرة التكنولوجية في البث والارسال وهذا أمر مهم في حالة الخطاب ومن هذا المنطلق يجب ان نعتمد الرسالة المهنية الصحيحة في الحديث الى عامة الناس وان يكون هذا الخطاب في اطار حماية السلم الاهلي والحفاظ على المجتمع امنيا واجتماعيا يُراعى في ذلك مصلحة الوطن والمواطن على حد سواء ولا نخوض في أجندات يراد لها ان تُفرض من الخارج بل اليوم المسؤولية كبيرة على إعلامنا العراقي في ظل التحديات التي تمر بها المنطقة العربية ونحن مقبلون على استحقاق انتخابي كبير لاختيار البرلمان القادم في وضع سياسي عربي مشحون بالطائفية وطغيان الحركات التكفيرية التي تتزايد اليوم وسط مناطق الاشتعال الطائفي من الخليج الى سواحل البحر المتوسط ،، والعراق ليس بعيدا عنها فهناك تحشيد وتجييش على اثارة الفرقة والطائفية بين ابناء مجتمعنا من اجل تمزيق الصف الوطني واسقاط التجربة العراقية بكل تفاصيلها وعلينا ان نكون حذرين ونقف ضد تلك التحركات الاعلامية المشبوهة التي تمارسها بعض الجهات من خارج البلد .
المطلوب من مؤسساتنا الإعلامية الوطنية الحريصة على السلم الاهلي ان تدعم النظام العام للبلد وتحافظ على ابناء المؤسسة العسكرية وقوى الأمن الداخلي لأنها تدفع باتجاه الحفاظ على الاستقرار وسلامة كل واحد منا لا أن نكون ناقمين عليهم وعلى الدستور الذي يسير عليه البلد، وهذا يمكن ان نحتويه من خلال إعلامنا ورسالتنا الاعلامية حتى نحافظ في نهاية المطاف على النظام العام وفرض القانون ، وبما ان الاعلام يعتبر السلطة الرابعة في مفهوم علوم السياسة فمسؤوليته ان يقوم على اظهار الحقائق بصورة مهنية بعيدا عن التشهير والتنكيل بالدولة ونظامها العام لأن الدولة لا تتمثل بشخص فلان او فلان اذا أخطأ بل يجب محاسبة المخطئ ووفقا للقانون والدستور الذي نحتكم اليه ومرورا بالقضاء العراقي لأن التشهير لا يمكن ان يوصلنا الى حلول ناجعة لاصلاح الدولة ومؤسساتها وانما سيدخل الجميع في مهاترات ونزاعات حزبية وسياسية .
فلا بد من وقفة حقيقية مع الثابت الانتخابي القادم وتنوير المواطن بالصورة الحقيقية لمدى أهمية صوته في صندوق الاقتراع باعتباره يشكل خطوة مهمة في طريق بناء البلد وهو الاختيار السليم والصحيح للشخص الذي ينتخبه بعيدا عن المحاباة والمحسوبية والانصياع للمغريات المادية والمعنوية والوعود الكاذبة هذا هو المفصل المهم في دور الاعلام وتوجيهه للمواطن وليس التسقيط والتشهير الذي يقوم به البعض في جميع وسائل الاعلام من المرئي والمكتوب والمسموع وربما تشتد الحالة مع بدء الدعاية الانتخابية بعد الاول من نيسان القادم وقد نصبح في يوم 1/4/2014 واذا بنا نسمع كذبة نيسان على أفواه المرشحين هذا يدعي على ذاك وهذا الحزب يدعي على الحزب الاخر واذا بهم يقولون نحن في أجواء كذبة نيسان ويتيه الشعب العراقي في خضم هذه المحاولات البائسة لبعض المفلسين من السياسيين الذين لا يمتلكون قاعدة شعبية وسط الجماهير العراقية ، كما لا ننسى الاجندات الخارجية التي تحاول العبث بأجواء العرس الانتخابي من خلال أدواتهم العبثية التي تتواجد على الارض العراقية مثل خفافيش الظلام ومن المؤكد انهم سيحاولون ان يقلبوا حياة العراقيين الى جحيم طيلة الفترة القادمة التي تسبق اليوم الانتخابي من اجل إفشال التجربة الديمقراطية التي أزعجت الكثيرين من الحكام الجاثمين على صدور شعوبهم ولا ننسى انها التجربة الديمقراطية الاولى في المنطقة التي امتدت بشعاع الحرية الى الدول الاخرى فجعلت من الثورات الجماهيرية تكتسح عروش الأباطرة لذلك فان الخوف طرق أبواب الدول العربية الاخرى التي بدأ العد التنازلي فيها يتحرك باتجاه التغيير خصوصا في بعض الدول الخليجية .
رسالتي في هذه السطور ان يكون الاعلام هو صاحب المسؤولية الوطنية والراعي للسباق الانتخابي الشريف لأن السياسيين اليوم هم الذين يتسابقون ويتنازعون على فرص الفوز ومن المؤكد أن الخروج عن الحكمة الوطنية أمر وارد وان كان بسيطا في الصراعات لذلك فلابد أن يكون لدينا جهة تحافظ على التوازن الوطني في البلد وتحكم تصرفات الآخرين وهذه الجهة هي وسائل الاعلام التي يجب ان تبتعد عن المهاترات والدخول في جوف الصراعات بين الاحزاب والشخصيات المتناحرة حتى لا نجعل من الشعب العراقي عبارة عن مجاميع متناحرة فيما بينها من خلال التحشيد الطائفي او الصراع السياسي الحزبي او القومي فالعراق ما عاد يحتمل هذه النزاعات ، وأنتم كإعلاميين تعتبرون الجهة التي تخاطب الفرد في المجتمع فالسياسي وغيره لا يمكن ان يخاطب المواطن دون المرور بكم وبقنواتكم الفضائية فكونوا انتم الرسالة الصحيحة لهذا البلد وصمام الامان له من النيران التي تحيط بنا،، هذه أمنيتي قبل استعار الحملة الانتخابية أطلبها من كل زملائي الاعزاء.