دون مبالغة يمكن اعتبار زعيم تحالف السيادة الشيخ خميس الخنجر واحد من قلائل السياسيين العراقيين القادر على التأثير في صناعة واتخاذ القرار السياسي لجيران العراق من الدول التي من الواجب ان تربطها بالعراق اتفاقات وترتيبات استراتيجية تخدم المصالح المشتركة لدول المنطقة ، حتى وان كانت علاقاته مع طهرن محدودة ومتشنجة في بعض الاحيان ، بسبب موقف الشيخ من قضية التدخلات الخارجية الايرانية ، الا ان المؤكد ان طهران تنظر في قراراتها الى نوع ردود الافعال من الخنجر نفسه باعتباره الممثل الاكبر للمكون السني بزعامته لتحالف السيادة .
في زيارته الاخيرة الى انقرة ، ربما يكون الخنجر قد حمل رسالة من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على اعتبار ان الخنجر الشخصية السياسية الوحيدة القادرة على تحريك وحلحلة الملفات العالقة بين العراق وجيرانه، وهنا تكمن اهمية التكليف، الى القيادة التركية من خلال وزير الخارجية هاكان فيدان الشخصية المؤثرة في القرار السياسي التركي ، برغبة السوداني في التعاون الستراتيجي مع تركيا في مختلف المجالات بحسب بيان للتحالف، الذي اكد ضرورة التعاون في جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية.
الاهم ان الشيخ الخنجر ناقش مع وزير الخارجية التركي ملف المياه ، داعياً تركيا الى ضرورة التعاون مع العراق وشعبه في ملف المياه وزيادة الإطلاقات المائية إلى العراق في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها المنطقة.
وتكمن اهمية الزيارة في الترتيبات التي بحثها الخنجر لزيارة وزير الخارجية التركي لاحداث قفزة نوعية جديدة في العلاقات الثنائية والتطوير المشترك ، خصوصاً في التعاون مع العراق لإنشاء طريق التنمية الإستراتيجي بين البلدين.
نحن امام شخصية سياسية عراقية علينا ان نعوّل عليها في انفراجات ممكنة ومحتملة للمشكلات بين العراق وبلدان الجوار ..

.