وكالات – كتابات :
اعتبر موقع (المونيتور) الأميركي؛ أن إدارة الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، ومن خلال التفاهمات المُعلنة قبل يومين بين “واشنطن” و”بغداد”؛ مع زيارة وزير الدفاع العراقي؛ “ثابت العباسي”، اتخذت الخطوة الأولى، لأجل الإجابة على تساؤلات “الكونغرس” الأميركي حول كيفية تخطيّط (البنتاغون) في التعامل والتعاون مع القوات العراقية لتعمل بمفردها، فيما بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم (داعش).
وأوضح التقرير الأميركي؛ أنه: “بعد أكثر من 04 سنوات على تسّليم (داعش) معقلها الأخير عند الحدود (العراقية-السورية)، جلس كبار مسؤولي (البنتاغون) مع نظرائهم العراقيين لوضع الأساس للدعم العسكري الأميركي لبغداد خلال العقد المقبل”.
خطوة متأخرة..
وأشار التقرير؛ إلى أن: “الاجتماعات المهمة التي عُقدت في واشنطن، خطوة متأخرة من بايدن نحو توحيد مقاربات الوكالات الحكومية الأميركية لتمّكين الجيش العراقي من الوقوف بمفرده”.
وذّكر تقرير (المونيتور)؛ بتصريح لمسؤولة سياسة الشرق الأوسط في (البنتاغون)؛ “دانا سترول”، قولها قبل الاجتماعات: “نرغب بشراكة معهم كالشراكة التي لدينا مع الجيوش في بقية أنحاء المنطقة”، وبأن القوات الأميركية: “لن تكون موجودة في “العراق” بالشكل الحالي الذي هي عليه الآن”.
وبحسّب التقرير؛ فقد ركز نهج سياسة إدارة “بايدن”؛ تجاه “العراق”، بدرجةٍ كبيرة على الحملة لإلحاق الهزيمة بـ (داعش)، ومع توجه التنظيم الإرهابي إلى العمل السّري، فإن “واشنطن” تسّعى إلى جلب استثمارات اقتصادية إلى “العراق” للمسّاعدة في استقرار اقتصاده وتحقيق تقارب بينه وبين جيرانه الخليجيين، بما في ذلك من خلال شراكات عسكرية.
“السوداني” منفتح..
ونقل التقرير عن السفيرة الأميركية في العراق؛ “آلينا رومانوفسكي”، قولها مؤخرًا إن: “الوقت قد حان الآن من أجل اغتنام هذه الفرصة، ورئيس الوزراء؛ محمد شيّاع السوداني، منفتح جدًا على ذلك”.
كما نقل عن “سترول” إشارتها إلى: “وجود فرص لتسّهيل اندماج العراق مع الشركاء في دول مجلس التعاون الخليجي، وإن ذلك يمكن تحقيقه أيضًا من خلال التدريبات العسكرية والانخراط العسكري”.
وبحسّب مسؤولين أميركيين؛ تحدثوا لـ (المونيتور)، فإن شبكات (داعش) التي تسّعى إلى شّن هجمات في “العراق” و”سوريا”، قد تم تقليصّها لتتحول إلى تمرد منخفض المسّتوى مع قدرة محدودة على تنفيذ عمليات خارجية، مشيرين إلى تراجع بنسّبة: 64% في هجمات (داعش) في “العراق”؛ خلال العام الماضي.
وفي هذا السّياق؛ ذكر التقرير، بتصريح لقائد قوات التحالف؛ الجنرال “ماثيو ماكفرلين”، قال فيه: “نعتقد أن هناك ألفًا أو أقل من (داعش) في العراق، والشيء نفسه بالنسّبة لسوريا”.
ولفت تقرير الموقع الأميركي؛ إلى أن: “مسؤولون عسكريون أميركيون أشادوا مؤخرًا بالخطوات التي اتخذتها قوات الأمن العراقية؛ منذ شبه الانهيار الذي عاناه الجيش في العام 2014 على يد تنظيم (داعش)، حيث اجتاح التنظيم عبر الحدود من سوريا واقترب لمسّافة قريبة من بغداد، وفرض حكمه على منطقة بحجم بريطانيا تقريبًا؛ وتضم حوالي: 08 ملايين شخص”. ونقل عن الجنرال “ماكفرلين” قوله: “نحن نُركز الآن على بناء قدراتهم؛ (الجيش العراقي)، لتنفيذ أكثر من عملية واحدة في وقتٍ واحد والبناء عليها في كافة أنحاء العراق”.
الوجود الأميركي..
وبيّن التقرير الأميركي؛ أن: “قوى الأمن الداخلي تواصل الاعتماد على حوالي: 2500 من المستشارين الأميركيين والتحالفين الدوليين في أعقاب الحرب ضد (داعش)، لكن المسؤولين يقولون أن هذه المهمة لن تستمر على الأرجح إلى أجلٍ غير مُسّمى”.
وأوضح أن: “في 2020 – 2021، سّحبت الولايات المتحدة ما يقرب من نصف قواتها المناهضة لتنظيم (داعش) في العراق؛ وعّززت مستشاري العمليات في المقر الرئيس قبل الإعلان علنًا عن انتهاء الدور القتالي للولايات المتحدة في العراق”.
وبحسّب مسؤولين أميركيين؛ فإن جزءًا من مناقشات الأسبوع الحالي في (البنتاغون) كان هدفه تحديد المعايير المتفق عليها بشكلٍ متبادل للانتقال إلى المرحلة النهائية لمهمة هزيمة (داعش).
ونقل تقرير (المونيتور)؛ عن مسؤول عسكري أميركي رفيع المسّتوى، قوله قبل الاجتماعات إن: “مع مرور الوقت، اعتقد أنك ستُلاحظ أنه مع تقدم المهمة، وستُلاحظ تقلص الأمور”.
لكن التقرير؛ اعتبر أن القوات العراقية ما تزال تُعاني من الفساد وهي غير قادرة؛ حتى الآن، على القيام بعمليات مشتركة متزامنة تعتمد فقط على استخباراتها الخاصة.
وأضاف أن: “الجيش العراقي مستمر باعتماده على أسلحة من الحقبة السوفياتية في خليط مع الأسلحة الأميركية وأسلحة أجنبية أخرى متطورة أثبتت صعوبة صيانتها وتشّغيلها”.
وفي هذا السّياق؛ ذّكر تقرير (المونيتور)؛ بتصريح للجنرال “ماكفارلين”؛ قال فيه: “إننا نشهد تحسّنًا بمرور الوقت في قدرتهم؛ (العراقيين)، على البحث والإصلاح والإنهاء بشكلٍ مستقل باستخدام طائراتهم وطائراتهم من طراز (إف-16)، لكن: 66% فقط من هذه الطائرات العراقية، قادرة على تنفيذ المهام، بحسّب ما يُشير إليه تقرير المفتش العام لـ (البنتاغون)”.
وبحسّب تقرير المفتش العام؛ فإن: “سلاح الجو العراقي يفتقر أيضًا إلى تنسّيق الاستهداف (جو-أرض) ويعتمد على قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لتحديد الأهداف في جميع الضربات الجوية التي تتضمن استخدام ذخائر موجهة”.
الجيش و”البيشمركة” و”الحشد”..
ولفت التقرير؛ إلى أن: “الميزانية تُشير إلى زيادة عديد وتمويل قوات (الحشد الشعبي)، فإنها أيضًا تدعو إلى خفض حجم جهاز مكافحة الإرهاب؛ (النخبة)، بنحو: 04 آلاف عنصر، أي أكثر من: 14% من قوة (النخبة)، بينما تقول واشنطن أن الجهاز يعمل فقط بنسّبة: 43% من عديده”.
وفي الوقت نفسه؛ قال التقرير، إن: “ألوية (البيشمركة) ما تزال مقسّمة برغم اعتمادها على قنوات التمويل الأميركي”، ونقل التقرير عن الباحث في (مركز الأمن الأميركي الجديد)؛ “جوناثان لورد”، قوله: “من المُرجّح تفكك القوات الكُردية في اليوم الذي تجف فيه الأموال”.
وختم تقرير (المونيتور)؛ بالإشارة إلى أن ترجيّحات مسؤولين أميركيين استئناف الهجمات على المواقع الأميركية في “سوريا والعراق”، من قبل الفصائل الموالية لـ”إيران”، ما لم يحصل “السوداني” على بعض المؤشرات الخارجية بحصول تقدم فيما يتعلق بمطالب هذه الفصائل، بإنهاء وجود القوات الأميركية في “العراق”.