23 يوليو، 2025 11:38 م

في ذكرى تنصيبه .. “صانع الأكاذيب” الأميركية “بأول” الممهد لاحتلال ونهب ثروات العراق !

في ذكرى تنصيبه .. “صانع الأكاذيب” الأميركية “بأول” الممهد لاحتلال ونهب ثروات العراق !

وكالات – كتابات :

في مثل هذا اليوم من عام 1989؛ أصبح “كولن بأول”؛ أول أميركي من أصل إفريقي يرأس “هيئة الأركان المشتركة” الأميركية، ويواصل فيما بعد صعوده نحو القمة إلى أن يُصبح: “رمزًا للأكاذيب الأميركية”.

قُدر للجنرال “كولن بأول”؛ وهو ابن مهاجرين من “غامايكا”، أن يتقدم أبناء جلدته في مناسبة أخرى بتعييّنه؛ في 16 كانون أول/ديسمبر 2000، في منصب وزير الخارجية الأميركي، للمرة الأولى لأميركي من أصول إفريقية، وكان ذلك في عهد الرئيس؛ “جورج بوش الابن”، في حين كان عُين في السابقة الأولى في عهد الرئيس؛ “جورج بوش الأب”.

أميركا تمتدح “صانع الأكاذيب”..

حين توفي “كولن بأول”؛ وكان يبلغ من العمر: (84 عامًا) في 18 تشرين أول/أكتوبر 2021، بمضاعفات الفيروس التاجي، نعته عائلته بالقول: “فقدنا زوجًا رائعًا ومحبًا وأبًا وجدًا وأميركيًا عظيمًا”.

وسائل الإعلام الأميركية وجدت في حادثة وفاته فرصة لامتداح مزاياه ووصفت؛ “كولن بأول”، بأنه: “جندي محترف” و”دبلوماسي عمل في عصر مضطرب”.

أما وزير الدفاع الأميركي الحالي؛ “لويد أوستن”، فقد رثاه قائلاً إن: “العالم فقد واحدًا من أعظم القادة الذين رأيناهم على الإطلاق. أول أميركي من أصل إفريقي يرأس هيئة الأركان المشتركة، أول وزير خارجية أميركي من أصل إفريقي، رجل يحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم. بصراحة، لا يمكن تعويض؛ كولن بأول”.

استعماري دموي منذ بداياته في “فيتنام”..

بالعودة إلى بدايات حياة “كولن بأول”؛ الذي كان ولد في 05 نيسان/إبريل عام 1937، نجد أنه عاش في كنف أسرة فقيرة من “غاميكا”، وأن والدته كانت تعمل في الخياطة، فيما كان يبيع والده الملابس، وحين بلغ “كولن” من العمر: (04 سنوات)، حقق والداه بعض النجاح وتمكنا من الانتقال من حي “هارلم”؛ في “نيويورك”، إلى جنوب حي “ذا برونكس”.

وكان “كولن بأول”؛ منذ صغره، مولعًا بالجيش وكان يحلم بأن يُصبح عسكريًا وقائدًا مظفرًا. برز في خدمته العسكرية وسرعان ما أصبح مدربًا عسكريًا وقائدًا لكتيبة تدريب، وعمل لاحقًا في وحدة أميركية متمركزة في “ألمانيا”.

وأرسل “كولن بأول” إلى “فيتنام” مرتين، أولها في عام 1962، وعمل حينها مستشارًا في وحدة عسكرية تابعة للحكومة الموالية لـ”الولايات المتحدة” في جنوب “فيتنام”، ويوصف بأنه في تلك الفترة كان من المتحمسّين لتلك الحرب الدموية؛ وكان يعتقد بأن القتال: “من أجل النفوذ الأميركي في جميع أنحاء العالم يجب أن يكون أكثر عنادًا”.

قاتل الآلاف من أبناء “العراق”..

وعمل في (البنتاغون)؛ وشارك وهو في منصب “رئيس هيئة الأركان المشتركة” في التخطيط لغزو “بنما”؛ في عام 1990، والحرب ضد “العراق” في عام 1991، وحين أصبح رئيسًا للدبلوماسية الأميركية وقعت هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.

وفي خضم التحضير لغزو “العراق”، أظهر “كولن بأول”؛ في جلسة لـ”مجلس الأمن”، في 05 شباط/فبراير 2003، أنبوب اختبار به مسّحوق أبيض، واستعرض ما أكد أنها أدلة قاطعة على امتلاك “صدام حسين” أسلحة بيولوجية.

وبعد شهر من ذلك؛ بدأت عملية غزو “العراق” وتدمير مقدراته لاحقًا؛ وإدخاله في دوامة من الفوضى والعنف قتل خلالها مئات الآلاف من أبنائه.

الاعتراف بالجريمة بعد اتمام غزو ونهب العراق..

وبعد عام من إمسّاكه في “مجلس الأمن” بأنبوب المسّحوق الأبيض، اعترف “كولن بأول” بأنه كان مخطئًا، وأنه: “حين قدمت التقرير في شباط/فبراير 2003، اعتمدت على أفضل المعلومات التي قدمتها لي وكالة الاستخبارات المركزية. لقد درسّنا ذلك بدقة وفحصنا مصادر البيانات المتعلقة بالمختبرات المتنقلة لإنتاج أسلحة الدمار الشامل على أساس الشاحنات والقطارات. لسوء الحظ، مع مرور الوقت اتضح أن المصادر كانت غير دقيقة وغير صحيحة، وفي بعض الحالات مضللة عمدًا”.

وفي مقابلة مع شبكة (إن. بي. سي)؛ أجريت معه في عام 2004، صرّح “بأول” قائلاً: “أشعر بخيبة أمل شديدة وأندم على ذلك”.

اللافت أن “بأول”؛ من حيث المبدأ، لم يكن مؤيدًا للغزو العسكري لـ”العراق”؛ كما تروج الدعايات الأميركية، ويقال إنه اقترح بدلاً من ذلك سياسة لردع “صدام حسين”، إلا أن كل ذلك لا يُفيد، وهو بالطبع لن يُعيد الحياة للضحايا العراقيين ولن يمسح بمعجزة الخراب الهائل الذي ألحق بهذا البلد، فالتاريخ كما هو معروف، يُحاسّب على النتائج لا النوايا.

تلك الأنبوبة التي وضعتها الاستخبارات المركزية في يده؛ وهو على رأس خارجية بلاده، أصبحت نقطة كالحة في سّيرة “كولن بأول”، ترسّخت إثرها صورته في مشهد يعد نموذجًا للأكاذيب الأميركية الرسّمية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة