14 نوفمبر، 2024 10:07 م
Search
Close this search box.

“سعاد محمد خضر” تخصصت في علم الجمال وأدارت مجلة الثقافة التقدمية

“سعاد محمد خضر” تخصصت في علم الجمال وأدارت مجلة الثقافة التقدمية

خاص: إعداد- سماح عادل

“سعاد محمد خضر” كاتبة وأكاديمية مصرية، عاشت وتزوجت في العراق، وكانت تدري مجلة الثقافة هي وزوجها.

وداعا..

في مقال بعنوان (سعاد محمد خضر الأستاذة العراقية- المصرية.. وداعا) كتب “إبراهيم خليل العلاف”:  “في يوم 26 من حزيران- يونيو المنصرم 2023 توفيت الكاتبة والباحثة والمناضلة والأكاديمية العراقية- المصرية الأستاذة الدكتورة سعاد محمد خضر، وهي زوجة المرحوم الأستاذ الدكتور صلاح خالص ورفيقته في درب الفكر والنضال والصحافة وإصدار مجلة الثقافة (البغدادية) سنة 1970. الدكتورة سعاد محمد خضر كانت متخصصة بالأدب الفرنسي وبعلم الجمال. قالت في حفل أقامته (الجمعية العراقية لدعم الثقافة) في بغداد أيار 2011 عن زوجها: “تخونني اللغة في التعبير عن كفاح رفيق الدرب الطويل الذي مرت أربعة وعشرين سنة على رحيله المبكر، كان الراحل يحب جميع الثقافات وخاصة الثقافتين العربية والكردية، وقد كان يسعى دائماً إلى التوحيد بينهما”.

وتناولت في حديثها الصفات الإنسانية والشخصية التي كان يتمتع بها خالص بالقول: “لقد كان أبا حنونا، وأخا لم يقصر بشيء تجاه إخوته، وصديقاً وفياً لأصدقائه”، كان يعمل مع جميع المثقفين العراقيين من جميع الأديان والقوميات من أجل خدمة بلدهم العراق”.

مجلة الثقافة..

وفي مقالة أخرى بعنوان (سعاد محمد خضر: وداعا أيتها الإنسانة والمفكرة الحقيقية) كتب “سعد جاسم”: “انتقلت إلى العالم الآخر المُفكرة والكاتبة الكبيرة الدكتورة سعاد محمد خضر (أم سعد)، وأعني أمنا ومعلمتنا في الثقافة والفكر والإبداع، ويُمكنني القول: إن هذه السيدة المصرية الجليلة الأصول، والعراقية الجنسية والهوى، سبق أن عاشتْ عشرات السنوات المضيئة والمريرة في العراق، وكانت تعيش وتعمل أستاذة جامعية، ومن ثم عملت كرئيسة تحرير برفقة زوجها الراحل (صلاح خالص) الذي هو الدكتور الأكاديمي والمفكر والأديب والمناضل السياسي، حيث كان يُديران تحرير مجلة “الثقافة” المتخصصة بالفكر العلمي والتقدمي والثقافي والإبداعي، إذ أن تلك المجلة كان لها دورها الفكري والإشراقي والأدبي والإبداعي في الساحة السياسية والثقافية عراقياً وعربياً، وكذلك فإنهما كانا قد قاما باحتضاننا نحن الأدباء والكتاب الشباب من ذوي الفكر الحر والثقافة والنتاجات الإبداعية المتمردة والمغايرة والمشاغبة للفكر والنظام البعثي.

وبكل صدق وصراحة أريد القول: أن الدكتورين الكبيرين (سعاد وصلاح) كانا- رحمهما الله- قد تعرّضا للعديد من المضايقات والاستجوابات وإيقاف إصدار مجلتهما الرصينة والعميقة الأفكار والخطابات والنتاجات الإبداعية”.

ويضيف: “وكذلك كانا قد حوربا بعملهما ورزقهما من قبل أزلام النظام البعثي الشمولي القاسي. لأمنا الراحلة النبيلة “أم سعد” نقول بحزن وأسف: وداعاً أيتها المفكرة الحقيقية، والمجد والخلود لك، ومن قبلك لاستأذنا المفكّر والكاتب والأكاديمي (الخالص، د. صلاح) شريك عمرك وفكرك، لكما الطمأنينة والسكينة والراحة الأبدية، وعلى روحيكما السلام”.

المصريون العراقيون..

وفي مقالة بعنوان (المصريون العراقيون “سعاد محمد خضر وإبراهيم المصري نموذجا”) كتب “سمير طاهر”: “لم أعرف بأنها مصرية إلا عندما دخلت بيتها وتكلمت معها. فقد كانت ترأس تحرير مجلة ثقافية يسارية في سبعينيات القرن الماضي في بغداد، ثم تركتها لتصدر مع زوجها مجلة ثقافية مستقلة. إنها الدكتورة سعاد محمد خضر. عاشت في العراق عقودا طويلة واندمجت في الهموم العراقية. زوجها هو الدكتور صلاح خالص، أحد أكثر الديموقراطيين المستقلين العراقيين نزاهة و شجاعة، إضافة إلى كونه من الأكاديميين الذي جعلوا من الجامعات ساحة أخرى من ساحات الكفاح من أجل العدالة والديمقراطية. والمجلة الشهرية التي أصدراها هي “الثقافة”، التي كانت تنفرد بنشر آراء و قضايا لم تكن الصحافة آنذاك تجرؤ على نشرها، وبقيت حتى عددها الأخير لسان حال الفكر العلمي التقدمي.

في تلك المجلة كانت الدكتورة سعاد تترجم مقالات ومواد عن الفرنسية إضافة إلى نشرها دراساتها الخاصة بعلم الجمالـ اختصاصها. وأدت علاقتها بأوساط الثقافة المصرية إلى إغناء المجلة بمساهمات العديد من الكتاب والمفكرين المصريين، وهي خاصية انفردت بها عن غيرها. حتى أنه عندما قامت مظاهرات يناير 1977 في مصر انفردت “الثقافة” بنشر تقارير تفصيلية كاملة عنها بما في ذلك وثائق الشرطة والمحاكمات.

وفي قضية تأسيس إتحاد الكتاب في مصر نشرت المجلة تقريرا طويلا لمراسلها في القاهرة الكاتب “صلاح عيسى”. باختصار أسهمت المجلة كثيرا في تعريف القارئ العراقي بأحدث نتاجات الثقافة المصرية المعاصرة المعروفة بغناها النوعي والكمي”.

ويواصل: “بعد القضاء على “الجبهة الوطنية” التي كانت تحالفا هشاً بين النظام البعثي والحزب الشيوعي العراقي، وصعود صدام إلى الحكم، توقفت عن الصدور كل الصحف والمجلات اليسارية، فيما صممت “الثقافة” على المضي قدما، لا سيما وهي لا تمثل تنظيما سياسيا. لكنها منذ ذلك الحين بدأت تعاني من المشكلات. فإضافة إلى الصعوبات المالية ومشاكل الرقابة وتضاؤل عدد الكتاب المساهمين بسبب الخوف، فإنها صارت تعاني من تناقص التوزيع أيضا لأن قراءها إما قضوا في الزنازين أو صاروا طعاما للمقابر الجماعية أو هربوا من البلاد.

لكن الضربة القاصمة جاءت برحيل مؤسس المجلة الدكتور صلاح خالص. وما أزال أذكر العدد الذي صدر مباشرة بعد رحيله، مصدّرا بافتتاحية مؤثرة للدكتورة سعاد، فيها من قوة الإرادة والتصميم والشجاعة أكثر مما فيها من الاعتراف بالألم الشخصي الكبير لرحيل رفيق الدرب والحياة. وفي تلك الفترة كان اتصالي الأول بالدكتورة سعاد. وقتها كنت متخفيا، ومتشردا. وشعرت بالراحة من أنها حتى لم تسألني عن السبب الذي يدعوني إلى أن أنشر نتاجاتي باسمي المفرد فقط”.

ويحكي عن نشره في مجلة الثقافة: “حين نشرت في “الثقافة” قصتي “تسجيل مجسم لإعدام شاعر” بارك الأصدقاء شجاعتي، فأجبتهم بأنها ليست بالشجاعة أن تنشر نصا جريئا باسم مستعار وعند مجلة لا تعرف عنك شيئا، الشجاعة الحقيقية هي للمجلة التي تحملت مسؤولية نشر هذا النص، فهي التي ستتحمل العواقب. كان ذلك أواسط الثمانينيات، أواسط الرعب. وبعدها لم تقدر المجلة أن تسير خطوة إلى الأمام. نسخها لم تعد تباع والديون تراكمت لتضاف إلى الديون الثقيلة للمستشفى الذي رقد فيه صلاح خالص قبل رحيله.

كان توقفها عن الصدور محتما. كانت الأوضاع على أية حال قد بلغت من العتامة حد أن ما عاد أي منبر ديمقراطي بقادر على فعل شيء لوقف الجنون الدموي. وبعد ذلك بسنوات عرفت أن الدكتورة سعاد قد غادرت العراق وتعمل الآن في التدريس الجامعي في اليمن”.

تجربة العراق..

وعن اندماجها في التجربة العراقية يوضح المقال: “لكن سعاد محمد خضر ليست المثقف العربي الوحيد الذي أحب تجربته في العراق حتى غدا عراقيا، إضافة إلى جنسيته الأولى. فالأحداث الدراماتيكية التي جعلت العراق في الواجهة من الأخبار لسنوات متصلة قد أيقظت حساسيات معينة لدى عدد من الكتاب، الأمر الذي جعلهم يجرؤون على السفر إلى العراق لمعايشة الوضع على حقيقته، وهذا كان الفخ الذي وقعوا فيه، فـ “دخول الحمام موش زي خروجه” كما يقول مَثَلهم الطريف، ومن يعش في العراق يخاطر بالوقوع في حبه”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة