نرى و نسمع كل يوم أطنانا من الوعود والمصطلحات السياسية الغريبة من أفواه سياسينا الموزعين على وسائل الأعلام كأنما بات عملهم الأساسي والرسمي أطلاق التصريحات واختراع المصطلحات السياسية الرنانة حتى بات لدينا أيمان مطلق بغياب الثقة بما نرى و نسمع من وسائل الأعلام وكأن المكونات السياسية العراقية وشخوصها قد ولدت وترعرعت على تلال من الكذب والنفاق وكأنهم فطموا على ذلك…….الكل يتكلم …..الكل يصرح….الكل يتهم والعراك وكيل السباب والشتائم قائم على قدم وساق….!؟……ولا نعرف البيضة هي للديك أم للدجاجة….!؟…نسوا أنهم يخاطبون شعبا انتخبهم ووضع كل ثقته فيهم بعد خروجه من نفق مظلم واحتلاله من اكبر دول العالم..!؟…..هل يصدق احد ان العراق يدور في دوامة وحلقة مفرغة منذ عشرة سنوات ولم يتقدم مليما واحدا والسبب يكمن فيهم……!؟… هم الذين انتخبهم الشعب ليكونوا محركا يعمل لخدمته وقد أصبحوا عائقا يعمل بكل جهده للاطاحة بأمال الشعب العراقي والمزايدة على مصالحه في أسواق دول الجوار…..!؟
يبدو ان سياسينا لا يبحثون عن خير العراق وشعبه أكثر من البحث عن مصالحهم الشخصية فأصبحت الوعود الكاذبة هاجس الأنسان العراقي الدائم…..!!..استخفوا بالشعب العراقي وتمكنوا من التحايل و تمرير قانون رواتبهم التقاعدية الذي خلق طبقة جديدة في العراق من المتقاعدين والذين يتقاضون رواتب عالية وغير معقولة تثقل كاهل خزينة الدولة بعد أن أسس كل منهم لنفسه ثروة طائلة من العقارات والارصدة عن طريق النهب والسلب لثروات البلد أما الكادح العراقي يكافح من اجل قوته اليومي….!…بات حال الشعب العراقي كحكاية دبش:
دبش ،كادح عراقي بسيط يعمل في متجر أحد تجار الشورجة الكبار في بغداد .وكان يقوم بتسجيل المبيعات والمشتريات لكونه يقرا ويكتب ، في ذلك الزمن كانت القراءة والكتابة هي منتهى الثقافة لدى فقرائنا…اشتهر دبش بالأمانة و النزاهة و الذكاء في التجارة وكان صاحب المتجر يحترمه ويثق به كثيرا…..!!….في احد الأيام اقترح دبش صاحب المتجر قائلا:
-“لماذا لا تسافر خارج العراق لاستيراد البضاعة للتجار بنفسك حتى تضمن زيادة في الأرباح وقلة بالمصاريف التي ستعود عليك بالربح والفائدة….!؟
استحسن التاجر اقتراح دبش المعقول وبدا بجمع الأموال من التجار استعدادا لسفره خارج العراق للتسوق له و لهم…..!!.ولكون التاجر كبير السن وغير قادر على تحمل اعباء السفر كلف دبش بالسفر بديلا عنه لثقته العالية به…..وسافر دبش فعلا…وطال غيابه….!؟….ونفذ صبر التجار…وبدأوا بالالحاح ومطالبة التاجر بنقودهم فكان يطمانهم بقوله
-“اقبضوا من دبش”…!
افلس التاجر واصحابه من تجار الشورجة الكبار بسبب وعد دبش الكاذب… وذهب هذا القول مثلا شعبيا يطلق على من لا يفي بوعده…..!؟
ماذا سيحل بالشعب العراقي وفيه الف دبش طال غيابه وهو تحت قبة البرلمان………!؟ اعتقد سيبقى ينتظر عودتهم الى يوم القيامة…….!
ملاحظة: الاسم هنا لا يعني شخص معين وانما ورد في مثل شعبي معروف وهنالك قصة اخرى عن يهودي بهذا الاسم يعمل محاسبا في ميناء البصرة انذاك وهو الذي يصرف رواتب العمال والموظفين ، قد يخصه المثل(اقبض من دبش اي استلم راتبك من دبش)…..المهم العبرة من ذلك المثل وليس التاريخ….!