تناولت في مقال سابق نشر هنا على موقع كتابات عرجت فيه على موضوعة الجمهور الصدري وتوجهه في الانتخابات البرلمانية القادمة، وقد اجزمت بما لايقبل الشك ان الصدريين لن يصوتوا إلا لقوائم الاحرار وهذا الامر من المسلمات التي لاتحتاج الى الخوض فيها على الاطلاق، وعزز رأيي الحضور المليوني المتميز في تظاهرة يوم المظلوم في الناصرية حيث كان الرد الصدري اكثر من رائع وبطريقة سلمية حضارية اثبتت للجميع ان هذا التيار الوطني قوة شعبية فاعلة لايمكن ان تقهر برغم الظروف الصعبة ومهما تعرضت للاستهداف من قبل الخصوم السياسيين، واثار انتباهي وزرع الامل في زوايا نفسي الوعي الانتخابي الكبير الذي تتمتع به الجماهير الصدرية، حيث كانت احاديث جميع المتظاهرين حول الانتخابات وضرورة المشاركة الفاعلة فيها تلبية لنداء سماحة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله)، بل اني رأيت الحماس بشكل لافت للنظر والكل متلهف ليوم الانتخابات واختيار الاصلح والافضل من الذين ينتمون للمدرسة الصدرية، هذا الوعي الانتخابي يمثل قوة سياسية قادرة على احداث التغيير في الخارطة الحكومية المقبلة وتربك مخططات القوى السياسية التي ترى في كتلة الاحرار المنافس القوي والعنيد في المعركة الانتخابية المقبلة، لذلك سعت تلك القوى لاستغلال خطاب السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) بما يخدم مصلحتها وهدفها المتمثل بالسلطة والاحتفاظ بها مهما كان الثمن، فاشاعوا الكثير من المغالطات التي تهدف الى زحزحة قناعات الناخبين الصدريين او التأثير على توجهاتهم بالطرق الملتوية، متناسين ان الروابط العقائدية والتاريخ الجهادي لهذا التيار المقاوم هي اقوى بكثير من ان تؤثر فيها تفسيرات الحالمين ومحاولاتهم ايجاد ارض رخوة داخل تضاريس البيت الصدري المتماسك، ونسوا او تناسوا ان الارض الصدرية تحطمت على اديمها كل المخططات الرامية لأضعاف هذا الخط المبارك، وعليه فمن يروج لفكرة ذهاب الاصوات الصدرية لغير الاحرار فهو ذو عقلية سطحية جداً وانه يبني احلامه على رمال الوهم، فالصدريون اصبحت لديهم خبرة في التعاطي مع الواقع السياسي واصبحوا يقرأون مابين السطور ويتمتعون بمناعة ذاتية من الدعايات المغرضة، والاهم من ذلك انهم يدركون جيداً وبوعي كبير ماذا يريد منهم قائدهم عندما اكد على ضرورة المشاركة الواسعة في الانتخابات البرلمانية القادمة، وان عدم المشاركة هو خيانة للعراق، والصدريون ابعد مايكونوا عن ثقافة الخيانة فمن يقدم الارواح لاجل استقلال العراق لن يبخل بأصواته لأجل مستقبله واستقراره وسيصوتون للاحرار تحديداً لانهم ينتمون الى مدرسة الشهيد الخالد محمد الصدر(قدس سره) ولا اتصور ان غير الاحرار يتمتعون بهذه الصفة النادرة، كما سيكون لتأكيد القائد الصدر في كلامه الاخير الاثر الكبير في توجه بوصلة الناخب الصدري واستثارة الهمة فيه حيث لخصها لهم بجمل مختصرة بليغة ( ناخبون سلاماً ياعراق، ناخبون كلا ياسراق، ناخبون كلا للطائفية) ولا اراهم الا قوماً وجدوا للمهمات الجليلة والتحديات الصعبة وسيطلقونها صرخة مدوية بوجه المفسدين والسراق وسياسوا الصدفة، وسيردون على من راهن على ضعفهم وتشتتهم من خلال زحفهم المليوني الى صناديق الاقتراع وتصويتهم لكتلة الاحرار.