5 نوفمبر، 2024 10:57 ص
Search
Close this search box.

دروس من اليابان لكوردستان

دروس من اليابان لكوردستان

باعتبارنا شعباً طالته المآسى والحروب والدمار واستعملت ضدنا  وعلينا الاسلحة الكيمياوية والبايولوجية ومختلف صنوف الاسلحة التقليدية  ودمرت قرانا ومصادر مياهنا وخربت بيئتنا وهُجَِرنا الى المنافي البعيدة في مختلف ارجاء المعمورة  وطمر منا في المقابر الجماعية  كما تطمر المخلفات الخطرة ،طمر عشرات الالوف في رمال صحاري  و فيافي  جنوب العراق فراداً وجماعات زادت عن المئتي الف ضحية  فيما اسمتها سلطات الطاغية المقبور حينها  بحملات الانفال ، وقبلها الضربات بالاسلحة الكيمياوية على حلبجة الشهيدة ومناطق اخرى من كوردستان ، المناسبات التي نستذكرها في هذه الايام  ،  لنأخذ بعض الدروس  من اليابان التي خرجت من الحرب العالمية الثانية محطمة منهكه،  الخراب في كل مكان وقتلت الحياة في اجزاء كثيرة منها بالاسلحة النووية التى اسقطها الامريكان على المدينتين التين اصبحتا رمزاً وايقونة لكل ضحايا تلك الحرب التي دمرت كل شىء مدينتي، هيروشيما وناكازاكي لنتعلم من غيرنا ونستلهم العبر من تجاربهم في النهوض بعد الدمار وهم خير  مثال من بين الكثير من الامثلة المخزونة في ذاكرة الشعوب، تبنى البلاد ببناء الاجيال ومن اولى مراحل نمو الطفل بدأً بالبيت والحضانة والروضة والتمهيدي حتى الاعدادي والجامعي والعالي لخلق اجيال تعرف معنى الوطن والنظافة والنظام  والاداب والاخلاق الحميدة.
هذه هي اليابان وهؤلاء هم اليابانيون الذين اصبحوا نموذجاً يقتدى به في الرقي والتطور والاخلاق التقدم العلمي والعمراني والتكنولوجي والاقتصادي والزراعي و التعليمي وكافة مناحي الحياة المعروفة، والتي اضحت تنافس بل تفوق على من دمرها على كل الاصعدة
لنرى اهم مبادىء اليابانيين ولنقتدي بها.

1- في اليابان تدرس مادة من أولى ابتدائي إلى السادس ابتدائي اسمها “طريق إلى الأخلاق” يتعلم فيها التّلاميذ الأخلاق والتعامل مع الناس  وكل ما من شأنه تقوية شخصيته وحسن تعامله مع الاخرين بدأً من اولى خطواته الجادة نحو الاحتكاك مع العالم خارج المنزل وبعد مراحل الحضانة والروضة والتمهيدي

2. لا يوجد رسوب من أولى ابتدائي إلى ثالث متوسط، الى ان يبلغ مرحلة عمرية يدرك فيها ما حوله ، لأن الهدف هو التربية وغرس المفاهيم وبناء الشخصية، وليس التعليم والتلقين الجاف البعيد عن اساليب التربية الحديثة.

3. اليابانيون،بالرغم من أنهم من أغنى شعوب العالم، ليس لديهم خدم، فالأب والأم هما المسؤولان عن البيت والأولاد والتنظيف والطبخ الغسيل و ترتيب البيت. وليغرسوا مفاهيمهم الراقية في اطفالهم ، دون تركها للخدم الذين حتما ليسوا بمستوى الوالدين  من كل النواحي، وعندنا يتفاخرون بأن الخادمة تربي اطفالهم وتغرس فيهم مفاهيمها التي اخذتها من عائلتها ومجتمعها  ( من اي مجتمع كانت)

4. الأطفال اليابانيون ينظفون مدارسهم كل يوم لمدة ربع ساعة مع المدرسين، مما أدى إلى ظهور جيل ياباني متواضع وحريص على النظافة !!

5. الأطفال يأخذون فرش أسنانهم المعقمة معهم الى المدرسة ، وينظفون أسنانهم في المدرسة بعد الأكل، فيتعلّمون الحفاظ على صحتهم منذ سن مبكرة !!  وينظفون مكانهم بعد الانتهاء جيداً.

6.مديرو المدارس يأكلون أكل التّلاميذ قبلهم بنصف ساعة للتأكد من سلامته،لأنّهم يعتبرون التلاميذ مستقبل اليابان الذي تجب حمايته!!

7. عامل النظافة في اليابان يسمى “مهندسا صحيا”براتب 5000 إلى 8000 دولار أمريكي في الشهر، ويخضع قبل انتدابه للعمل في النظافة  لاختبارات خطية وشفوية!! للتأكد من اهليته للقيام بمهام النظافة التي يولونها القدر الكبير من الاهمية.التي نفتقدها عندنا.

8. يمنع استخدام الجوال في القطارات والمطاعم والأماكن المغلقة، و وضعية الصامت في الجوال   تسمى كلمة: “أخلاق” !!  وهكذا لا تسمع صوت مسيقى صاخباً واصوات عالية مطلقاً

9. إذا ذهبت إلى مطعم بوفيه مفتوح في اليابان ستلاحظ أنّ كلّ واحد لا يأخذ من الأكل إلاّ قدر حاجته، ولا يترك أحد أيّ بقايا أكل في صحنه !! أي انهم يمسحون الصحون مسحاً لكي لا يرهقوا مهندسي الصحة الذين يعيدون المكان الى سابق عهده بعد الوجبات. وكذا في البيوت لا يقدم الاّ القدر الكافي لكل فرد  من الوجبات. وليس كما عندنا ، الذي يرمى في القمامة اكثر من الذي تم تناوله.

10. معدل تأخر القطارات في اليابان خلال العام هو 7 ثوان في السنة، لأنّه شعب يعرف قيمة الوقت، ويحرص على الثواني والدقائق بدقة متناهية ولأن تحرك القطار التالى مرتبط  بوصول القطار القادم، وكذا بالنسبة لباصات النقل العام. انهم يحترمون الوقت، اذا تأخر قطار واحد لدقيقة واحدة  سيؤثر ذلك على جميع القطارات والحافلات التي تنطلق من ذلك المجمع وكذا المثير من المجمعات ، وبذلك يحدث الارباك في المصانع والدوائر والمدارس والجامعات والاسواق وجميع مرافق الحياة، ولك ان تحسب كلفة ذلك. 

انها امور بسيطة ولكن نتائجها باهرة.
لنجربها ولن نندم ابداً.
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات