5 نوفمبر، 2024 6:38 ص
Search
Close this search box.

من يَعبث بالشؤون العراقية؟

من يَعبث بالشؤون العراقية؟

اثبتت الاحداث التي شهدها ويشهدها العراق أن قوى متحكّمة تعبث بأمنه الاقتصادي والأمني والخدمي، وتعرقل فرص التطور في البلاد بوضع العصي في العجلة وخلق المشاكل المستمرة.
حتى أغلب عمليات الفساد التي طالت مشاريع كبيرة ومهمة كانت مغطاة ومحمية من الخارج، فأيهم السامرائي مثلا سرق مئات الملايين من الدولارات ولجأ الى امريكا ولم تسلمه للعراق.
هذه القوى المتحكّمة لها أدوات وأذرع ومشاريع على الساحة المحلية العراقية. والمعطيات تؤكد أن منظومة واحدة تؤطرها وصولا لأهداف محددة.
هذه المشاريع تستهدف مرة الأمن النفسي للمجتمع بتفجير بالونات اختبار لصرف الانظار عن مخططات وسرقات ومؤامرات تحدث على الارض، وفي مرات أخرى تستهدف الامن الاقتصادي والاجتماعي والعسكري للعراق.
وبالعودة الى الوراء قليلا، فقبل سنوات نشر ضابط في منفذ جنوبي فيديو اتهم فيه رجل دين ايراني بتهريب المخدرات.
كانت القصة المفتعلة ذات مغزى( رجل دين معمم، قادم من إيران، ويتاجر بالمخدرات) أريد منها ضرب رجال الدين بسمعتهم، الاساءة الى ايران، اغلاق المنافذ الجنوبية لأهداف خبيثة.
ومع أن رجل الدين المسنّ كان مذهولا ومتفاجئا ولا يدري ما يحاك حوله. لكن الاعلام الاصفر جعل منه مادة لضرب العلاقة بين ايران والعراق وطالب بإغلاق الحدود بين البلدين أو وضعها تحت مراقبة مشددة.
في ذات الاتجاه أوجد الكاظمي حين كان رئيسا للوزراء، وحلفاؤه مبررا لرفع سعر الدولار في العراق بذريعة مواجهة الازمة المالية. لكن مقربا من جهة سياسية حليفة للكاظمي غرّد فرحا “الجارة ستموت جوعا”!
اذن لم يكن الهدف مواجهة ازمة مالية، انما الاضرار بالاقتصاد الايراني من خلال ارهاق العراقيين الشيعة اقتصاديا حتى لا يتمكنوا من السفر الى ايران بهدف الزيارة وهو ما يحقق منافع ضخمة للاقتصاد الايراني.
ومن حين لآخر تُسمّم أحواض الاسماك في العراق، وتُحرق حقول القمح، وتشتغل الآلة الاعلامية الصفراء متهمة ايران بذريعة حماية مصالحها التجارية والاقتصادية مع العراق.
لكن الروس في سوريا كشفوا اللعبة حين قالوا إن ” طائرات مسيرة امريكية كانت تحرق حقول القمح في سوريا بأقراص حرارية في ذات الوقت الذي احرقت فيه حقول القمح في العراق”.
فتبين أن الفاعل واحد.
أما الحرائق التي تلتهم اسواقنا ومعاملنا ومشافينا من حين لآخر فهي تندرج غالبا في ذات المخطط، الى ان وصلنا الى جريمة تدنيس القرآن.
لماذا يُدنس القرآن ويحرق العلم العراقي أمام سفارات العراق تحديدا؟ ولماذا لا يتم ذلك امام سفارات السعودية باعتبارها تضم الكعبة المشرفة ولها ثقلها الاسلامي؟.
واضح ان الجريمة لها غايات أخرى غير تدنيس القرآن، إنما تدنيس المصحف الشريف وسيلة للوصول الى تلك الغايات.
وسرعان ما انكشفت الغاية بما أثير من أعمال واتهامات وفوضى وفتنة وجدل في الداخل العراقي وكان يراد له الوصول الى الصدام بين ابناء الشعب الواحد. ولكن فشلت هذه الخطة بفعل وعي العراقيين وحرص الخيرين.
وفي العاشر من محرم يتم استهداف الكهرباء وتخريبها دون احترام للمناسبة، فهل يحدث ذلك مصادفة أم أن القوى المتحكّمة الخارجية تقوم بذلك تساعدها أدوات محلية؟.
وقد يسأل البعض، من يقوم بكل ذلك وما هدفه؟.
لا تحتاج الاجابة الى ذكاء بقدر ما تحتاج الى تأمل وربط الأحداث ببعضها، فمن يستهدف ايران اقتصاديا ونفسيا وعسكريا ويريد تخريب العلاقة بينها وبين العراق محور كبير في مقدمته أمريكا.
ونفس هذا المحور وأدواته في العراق يضغطون على ايران من خلال العراق، ويعملون لزعزعة الأوضاع الداخلية العراقية لإفشال الحكومة واحراجها شعبيا بخلق المشاكل لها وللعراقيين لأنهم يعتقدون أن نجاحها يُحسب للإطار الشيعي الذي لا ينسجم مع مشاريعهم في المنطقة.
ألم يكن هذا المحور نفسه بشقيه المحلي والدولي يراهن على فصل الصيف لإثارة الشارع ضد الحكومة العراقية واتهامها بعدم القدرة على توفير الكهرباء؟.
لكن اتفاق المقايضة بين العراق وايران خفف من وطأة ازمة الكهرباء، فلجأ “المحور” الى تخريب الكهرباء في العاشر من شهر محرم الحرام، وسارع انصاره على الارض لمهاجمة بعض محطات التوليد وحرقها.
أليس هو نفسه من منع سداد ديون الكهرباء الى ايران دون مراعاة لمعاناة العراقيين، ثم فرض عقوبات على المصارف العراقية وتسبب برفع سعر صرف الدولار؟.
القصة واضحة لكل منصف، فأمريكا تريد عراقا غارقا في المشاكل حتى تطيل أمد وجودها في العراق. لكن ما مصلحة حلفائها على الارض وهم يخربون ويثيرون الفوضى ؟ .
هذا ما ستفضحه الايام.

أحدث المقالات

أحدث المقالات