15 نوفمبر، 2024 8:33 م
Search
Close this search box.

“نشر الكتاب”(8).. النقاد لا يعترفون إلا بالورقي والالكتروني يخضع لنسب المشاهدة

“نشر الكتاب”(8).. النقاد لا يعترفون إلا بالورقي والالكتروني يخضع لنسب المشاهدة

خاص: إعداد – سماح عادل

هناك إشكاليات تظهر مع تعثر النشر الورقي، منها أن النقاد أنفسهم لا يعترفون إلا بالكتاب الورقي، وأن النشر الورقي هو ما يعطي للكاتب قيمته في الوسط الثقافي. وأيضا أن النشر الالكتروني مثل أي تجربة جديدة لم يتم التوصل إلى قواعد وقوانين تحكمه وتحكم شروطه، كما أنه يعتمد في الوقت الحالي على فئة من القراء وليس على كل القراء، ويعتمد على تقييمات تتعلق بنسب المشاهدة وتحميل وقراءة الكتاب والتي قد يتم التلاعب فيها بشكل كبير من جمهور غير واع.

شارك في هذا الملف كاتبات وكتاب من مختلف بلدان الوطن العربي، وكانت الأسئلة كالتالي:

  1. هل تأثر النشر الورقي بالتغييرات الاقتصادية التي تحدث في العالم؟
  2. هل تؤثر الأزمة التي حدثت في النشر الورقي على حركة الثقافة في المنطقة؟
  3. هل يمكن اعتبار النشر الإلكتروني بديلا للنشر الورقي وما هي إشكاليات النشر الالكتروني؟
  4. هل ستتغير ثوابت كثيرة في مجال الثقافة مع تعثر النشر الورقي؟

النقاد لا يعترفون إلا بالورقي..

يقول الكاتب العراقي “أحمد غانم عبد الجليل”: “بالتأكيد مجال النشر الورقي تأثر كثيرًا بالمتغيرات الاقتصادية التي تحدث على مستوى العالم، من حيث التكلفة متزايدة الارتفاع مقابل صعوبة الظروف المعيشية بشكل عام، وما تفرضه من أنماط حياتية مختلفة تجعل العديد من النظم التكنلوجية أقرب إلينا من الكتاب الورقي.

ثقافة أي أمة مقرونة بنتاجها الورقي في مختلف المجالات، ولحد الآن نجد أن الكثير من المسابقات والمنتديات الفكرية على مستوى العالم تعتمد الكتاب الورقي في مقرراتها، وبالتأكيد  بلادنا تعاني من أزمة حقيقية أثرت في استمرار، أو حتى ظهور الكثير من المواهب الحقيقية، ففي مجتمعاتنا عمومًا لا نضع الإبداع نصب أعيننا لينال ما يستحق من اهتمام إلا ما ندر.

ولذلك أيضًا نجد الكاتب العربي المغترب أكثر قدرة على إدراك النجاح ممن لم يغادر وطنه، ومع ما نواجه من أزمة في النشر الورقي سوف نظل ندور في ذات الحلقة المفرغة، لكن ضمن حركة متباطئة حينًا بعد حين”.

ويضيف: “النشر الالكتروني حل جزءً من المشكلة، عبر انتشار الكثير من المواقع والمجلات والمدونات ودور النشر الالكترونية، لكننا لحد الآن لا نستطيع أن نعدها بديلًا عن النشر الورقي، خاصة بالنسبة للكتّاب، إحساس الكاتب وهو يمسك نسخة من كتابه الجديد أمر مختلف تمامًا، كما أنه بمثابة جواز سفر للمشاركة في معارض الكتاب والمسابقات المعترف بها على مستوى الوطن العربي، خاصة وأن الكثير من النقاد لحد الآن لا يعترفون سوى بالكتاب الورقي”.

ويواصل: “الكثير من الكتّاب الآن لا يستطيعون النشر إلا كل عدة أعوام، رغم غزارة الإنتاج بسبب صعوبة العثور على فرص جيدة للنشر الورقي، فغالبية دور النشر اليوم تنشر على نفقة الكاتب، وهذا ما لا يستطيعه البعض ويرفضه البعض الآخر من حيث المبدأ، لذا أزمة النشر سوف تظل في تفاقم يستدعي بالضرورة تغير الكثير من الأسس والثوابت المتبعة، فلا بد للتكيف دومًا مع المستجدات الحياتية، وإلا لاندثرت الثقافة العربية بمرور الزمن، أو لن يبقى منها سوى النزر القليل في أفضل الأحوال”.

انتهاء عصر الكتاب الورقي..

وتقول الكاتبة الأردنية “بديعة النعيمي”: “طبيعي أن يتأثر النشر الورقي بالتغيرات الاقتصادية وخاصة بعد الارتفاع الجنوني في أسعار السلع عالميا وهنا أخص بالذكر أسعار الورق والحبر الذين يشكلا الشريان الرئيسي الذي يغذي هذه الصناعة. كما أن إحجام القارئ عن شراء الكتاب الورقي والإقبال على الكتاب الإلكتروني المتوفر على شبكة الإنترنت مجانا حتى بات يحمل معه أينما ذهب مكتبة متنقلة من خلال جواله قد يؤثر سلبا أيضا على النشر الورقي.

وهذه الأزمة تأخذنا إلى حركة الثقافة في المنطقة والتي تأثرت بسبب عدم قدرة بعض دور النشر على المشاركة في المعارض الدولية على مستوى الوطن العربي، نظرا لارتفاع إيجار المعارض ونقل الكتب وتذاكر السفر. مع العلم أن هذه المعارض تعتبر ملتقى خصب للمثقفين العرب حيث تتلاقى الأفكار ويتم تبادلها فيما بينهم.

كما يصنع التفاعل الفكري بين رواد المعارض حيث تشكل منابرا مفتوحة على جميع الثقافات من خلال إقامة الندوات الفكرية واللقاءات الثقافية والأمسيات الشعرية وحفلات توقيع أعمال المبدعين. ومن هنا فإن مقاطعة مثل هذه الاحتفاليات سيؤثر سلبا على حركة الثقافة”.

وتواصل: “أما عن إمكانية أن يكون النشر الإلكتروني بديلا عن النشر الورقي فكل شيء وارد طالما عجلة التكنولوجيا بتسارع مخيف، بالذات بعد أن أتاح النشر الإلكتروني للكتاب فرصة نشر أعمالهم بأقل تكلفة وأقل جهد، مقابل النشر الورقي وتحكم الناشر والشروط القاسية التي يمليها عليهم بما فيها المبالغ المرهقة لجيوبهم.

أما إشكاليات النشر الإلكتروني فأبرزها انتشار الكتب الرديئة المنفلتة من دائرة الرقابة التي تهدف إلى حماية الذوق العام، وحرمان الفئة التي تنقصها الخبرة في استخدام المواقع الإلكترونية من القراءة، بالإضافة إلى أن قوانين حماية حقوق المؤلف أصبحت قواعدها تقليدية وغير ملائمة، فأي مستخدم على شبكة الإنترنت يستطيع الحصول على نسخة من المنشورات بمجرد دخوله لأحد المواقع دون الحصول على ترخيص مسبق من المؤلف كون القانون منح هذا الحق لمستخدمي الإنترنت.

وبازدياد التوجه إلى النشر الإلكتروني قد يتم القضاء على الأمية الإلكترونية التي قد تنهي عصر الكتاب الورقي كما حصل من قبل مع وسائل الكتابة التي استخدمها الإنسان على مر العصور وأصبح فيما بعد مكانها المتاحف”.

الالكتروني يخضع لنسب المشاهدة..

ويقول القاص المصري “حسين منصور”: “نعم تأثر النشر الورقي كثيرا؛ فلا شيء ينجو من الأزمات الاقتصادية، خاصة في الدول التي لا تدعم الكتاب، وتفرض ضرائب متصاعدة ومتكررة على الورق والأدوات الكتابية مثل مصر؛ والأثر واضح في ارتفاع أسعار الكتب الورقية، وكذلك مست الأزمة عدد النسخ المطبوعة من الكتاب الورقي سلبا”.

وعن التأثير الذي خلفته الأزمة يقول: “حركة الثقافة تتأثر سلبيا بالأزمات الاقتصادية، وإذا لم تكن هنالك بدائل واقعية أقل تكلفة، وأوسع انتشارا، والثقافة ليست الكتاب الورقي فقط، فهناك الفن التشكيلي، والسينما، والمسرح وسيكون تأثر هذه الفنون أكثر من تأثر الكتاب الورقي فهي وسائط ثقافية مكلفة ماديا، وبالتالي ستتأثر الحركة الثقافية عامة  بالأزمة الاقتصادية، وأنا هنا وبشكل شخصي لا أستطيع أن أتحدث عن عموم منطقتنا ولكن ما يخصنى هو مصر بحكم أن واقعها الذي أعيشه قد تأثر كثيرا”.

وعن اعتبار النشر الالكتروني بديلا يقول: “النشر الإلكتروني هو البديل الحتمي للنشر الورقي وهو أحد طرق تسويقه، وأقرب مثال هو نجاح المواقع الثقافية والإخبارية في حين توقف المطبوعات الورقية نشاطها، ولكن تكمن قيمة الكتاب الورقي في ديمومته، أما النشر الإلكتروني فهو مهدد دائما بزوال الموقع أو تدميره أيا ما كانت الطرق أو الأسباب، بخلاف ما يمكن أن يتعرض له من خسائر في حالة القرصنة، وتلك هي إشكالية النشر الإلكتروني من وجهة نظري الخاصة، وإن رأى البعض أن هناك حلول وضمانات لها.

إشكالية أخرى تخص النشر الإبداعي إلكترونيا وهى الاعتماد في الربح على عدد المتابعين وأرقام المشاهدات ومرات الدخول على الموقع، وهذا يؤدى إلى ظهور جماعات غير واعية بالإبداع تبنى تقييمها على المجاملة، أو مبدأ رد المجاملة بمثلها خاصة على المواقع والصفحات  الخاصة على شبكات التواصل الاجتماعي.

أما في حالة اعتماد النشر الإلكتروني كوسيلة أساس فإن الأمر سيتغير، وسينضم الواعون بالثقافة والإبداع وستنزوى الأصوات الضعيفة تدريجيا”.

وعن تغير الثوابت في مجال الثقافة: “أول الثوابت التي سوف  تتغير في مجال الثقافة مع تعثر النشر الورقي هو المكتبة بشكلها التقليدي، وثانيها هو التداول الحي للمعرفة بين القراء مما يؤثر على مسار التعليم خاصة، فلا بد من وجود المكتبة بشكلها التقليدي لخلق علاقة بين الطالب والكتاب وبالتالي بينه وبين المعرفة بشكلها الرصين، وأهم الثوابت التي ربما تتأثر تكمن في طريقة تعامل عموم الناس لدينا مع الوسيلة الالكترونية على أنها للتسلية فقط؛ وهذا يضر كثيرا المحتوى الثقافي الجاد الذي كان الكتاب الورقي يحميه ، إذ أن من الطبيعي أن من يتوجه إلى الكتاب بالاقتناء هم الجادون والراغبون في المعرفة عموما”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة