لاشك إن العراقيين قد كرهوا العراق إبان فترة حكم صدام بسبب تحوله الى أداة قتل طالت الغالبية العظمى من العراقيين وكذلك الدخول في الحروب العبثية والحصار وآثاره وخط الفقر إضافة الى الوسائل الإجبارية للإنتماء الى جيش القدس الذي هو عبارة عن الجلوس في الشمس لساعات طويلة يوميا والعودة الى البيوت دون أن يطلق هذا الجيش إطلاقة واحدة على اسرائيل !
كل تلك الممارسات المتبعة في السابق أدت الى كره المواطن العراقي لوطنه لأنه لم ير منه إلا الأساليب التخويفية والوحشية والإجبارية ولم يزده الا فقرا وتعذيبا وإنتهاكا
بعد سقوط صدام كتبت مقالا قلت فيه الآن فقط بدأت أشعر بوطنيتي وزاد شعوري بالإنتماء الى هذا الوطن ؛ لم يكن هذا الشعور ينتابني فقط بل كان شعور غالبية الشعب من الذين ذاقوا مرارة ذلك النظام الوحشي
شعوري الجميل تجاه العراق الجديد لم ير النور بسبب ساسته الذين أثبتوا لي بأنهم لايختلفون كثيرا عن سابقيهم
الآن بدأت أشعر بأن هنالك سياسة ثابتة تهدف الى تغليب ظاهرة إكراه المواطن لوطنه وإلا لماشاهدنا هذه البيروقراطية المتبعة من صدام حسين الى يومنا هذا ! هل يعقل إن المواطن العراقي يكره دوائر دولته كما يكره السجون ؟
هل يعقل أن تتحول دوائر الدولة الى مبان لتزويد المواطن بمبادئ كره العراق ؟ فموظفو الدوائر تحولوا الى أداة ناطقة بالسب والشتم والطرد والتمييز بين مواطن وآخر
المواطنون في العراق تنازلوا عن الكثير من حقوقهم ؛ إذا كانت هذه الحقوق في تلك الدوائر فلن يذهبوا اليها لعلمهم المسبق بأساليب تلك الدوائر ؛ لاشيء تسمع من الموظفين هناك إلا لغة التأجيل وإبتداع النقص في الأوراق والمستمسكات , إنهم يخترعون المئات من القضايا لكي لاينجزوا معاملة المواطن !
كل هذه المماراسات التي تمارسها دوائر الدولة تعطي إنطباعا واضحا بأن العراق طارد لمواطنية وبالتالي تكون ردة فعل المواطن العراقي هي كره العراق ولعنة اليوم الذي ولد فيه
كل هذه المواقف السلبية التي تنتجها الدولة لمواطنيها أدت بالنتيجة الى زيادة ظاهرة العنف لدى المواطن العراقي وزادت ظاهرة الإرهاب والجرائم الدموية
عندما تطرد الدولة مواطنها فماذا تنتظر منه فهل تريده أن يقابلها بتقديم الزهور وأن يكون مواطنا نموذجيا وصالحا ؟
إن دولتنا تدفع بالعراقيين لركوب موجة الإرهاب والسير في الطريق المعارض والكاره لشيء إسمه العراق وعلى القائمين على الدولة الحالية ان يعو ا جيدا أن من يحشر القط في زاوية ضيقة فلن ينتظرمنه الا الهجوم الكاسح عليه .
[email protected]