17 نوفمبر، 2024 1:37 م
Search
Close this search box.

لماذا تخاف ايران من افغانستان

لماذا تخاف ايران من افغانستان

ايران تسخر من العرب مجتمعين ولا تخشاهم ،وتعيث بديارهم فسادا من المغرب العربي ومصر تصاعديا الى ان تصل الى مايشبه احتلال سوريا واليمن الى الاحتلال الصريح للعراق ، ،وكذلك لاتخشى من البلاد الافريقية التي تحاول التغلغل بها كل يوم ، بينما تخاف من افغانستان كثيرا ، فما السر ؟
رغم ان افغانستان ليست دولة بالمعنى الحقيقي الا على اوراق الامم المتحدة ، ولكن إيران لديها تاريخ من العداء مع طالبان منذ أن قتلت الحركة دبلوماسيين إيرانيين في مدينة مزار الشريف في 1998.قالت مجلة “فورن بوليسي” الأميركية إن ظهور إمارة أفغانستان الإسلامية يطرح مجموعة من التحديات بالنسبة لإيران، يتردد صناع القرار في طهران في الخوض فيها علانية على الرغم من التواصل والدعم الذي قدمته طهران للحركة قبل وبعد سيطرتها على أفغانستان السنة الماضية.
وتضيف المجلة في مقال تحليلي “أن السيناريوهات المقلقة بالنسبة لإيران تشمل انقلاب طالبان على الأقلية الشيعية وكذلك خوفها من انتشار “الجهاد السني” داخل إيران.وتشير إلى أن أقل ما تسعى إليه إيران هو علاقات عمل ودية مع حكومة طالبان التي تم الإعلان عنها مؤخرا. انتهى .”وكما هو الحال في العراق، تفضل طهران حكومة مركزية قوية بما يكفي لكبح جماح الجهاديين لكنها ضعيفة بما يكفي للسيطرة عليها من قبل الملالي سياسيا ولا تشكل تهديدا عسكريا”. هذا راي الخبير الامريكي للشرق الاوسط.
ايران التي تحترف صناعة الحروب الاهلية والطائفية في بلاد العرب تتجنب حربا أهلية أخرى عبر حدودها الشرقية،لإن تجدد الحرب الأهلية من شأنه أن يهدد مرة أخرى المناطق الشرقية لإيران، ويمكن أن ترسل الحرب المزيد من اللاجئين والأسلحة والمخدرات عبر الحدود الى داخل ايران ناهيك عن المتشددين الموالين لمجموعة من الفصائل السنية المتطرفة ذات الأجندات المختلفة.
لذا تواصل إيران التأكيد على الحاجة إلى حكومة أفغانية شاملة، لكن الأوان ربما يكون قد فات وذلك لأن الحكومة المعينة حديثا في كابل لا تضم أي أقليات عرقية، بل شملت “البشتون” فقط، بما في ذلك المتشددين منهم وهؤلاء يعتبرون الشيعة “كفارا” وجب جهادهم واخذ الجزية منهم او قتلهم .
وحتى الآن امتنعت طالبان إلى حد كبير عن مضايقة الهزارة “شيعة افغانستان” وطالبان نفسها قبل عام 2001، سمحت لهم حتى بالاحتفال بعيد عاشوراء فقبل سنة وبناء على طلب طالبان، استأنفت إيران شحنات البنزين والديزل إلى أفغانستان، وعادت تجارة إيران مع أفغانستان، التي تعد من بين أكبر خمسة أسواق للصادرات الإيرانية خارج النفط، إلى طبيعتها في جميع المعابر الحدودية الرسمية الثلاثة. وعلاوة على ذلك، دعت طالبان إيران إلى حضور حفل تنصيب الحكومة الجديدة، إلى جانب باكستان والصين وروسيا وتركيا وقطر.
بالمقابل لا يزال آخرون داخل حكومة ايران ينتقدون طالبان بشدة ومنهم رجل الدين الشيعي صافي غولبايغاني الذي حذر من “الوثوق بميليشيا لديها سجل من الحقد والقتل”. وتعتبر طالبان أن إيران الداعم الرئيسي للتحالف الشمالي، وهو مزيج من الأقليات العرقية والدينية التي حاربت حركة طالبان السنية ذات الغالبية البشتونية في التسعينيات.
اليوم اندلعت المناوشات بسبب المياه بداتها ايران بتهديد كلامي سرعان ماردت عليه طالبان بعمل وبسخربة وقتل حرس حدود ايرانيين واحتلال الشريط الحدودي ، بينما تتوسل ايران التفاوض، ويقول احد قادة طالبان : “ان ايران فقاعة ولا تخيف الا المغفل فهم اضعف واجبن ان يحاربوا ، وقد احتل صدّام ربع اراضيهم في يومين عام 1980 وقاتلهم الى أن استسلموا” انتهى كلامه .
يبدو ان ايران فعلا تخاف من افغانستان كثيرا رغم اننا نخاف منها اكثر ، وهذا تناقض غريب يفسره المثل العراقي الذي يقول :(ابويه مايگدر بس على امي).

أحدث المقالات