العناد السياسي الجزء الرابع
العناد السياسي والازمات
هذا هو الجزء الرابع من سلسله مقالاتنا حول العناد السياسي وفي هذا الجزء سوف نتناول كيف ان العناد السياسي ممكن ان تسبب الازمات لا بل في الكثير من الاحيان تسبب التازيم ايضا فكما هو معلوم لدى المطلعين بان للازمات اكثر من تعريف وسوف نختار اثنتين من هذه التعاريف التي نجدها تتلائم وتتوائم مع طرحنا حيث اننا نطرح مجموعه من الاسئله منها ما هي الازمه؟ ومن المستهدف من الازمه ؟ولماذا تقع ؟ولماذا ستقع؟ ومتى ستقع؟ واين ستقع؟ وكيف ستقع؟ وما هي مدى هذه الازمه؟ ممكن ان نعرف الازمه من انها :-
نقطه تحول او موقف مفاجئ يؤدي الى اوضاع غير مستقره وتحدث نتائج غير مرغوب فيها في وقت قصير ويستلزم اتخاذ قرار محدد للمواجهه في وقت تكون فيه الاطراف المعنيه غير مستعده او غير قادره على المواجهه.
او ممكن كما يعرفها بيبر :-
بانها نقطه تحول في اوضاع غير مستقره يمكن ان تقود الى نتائج غير مرغوب فيها اذا كانت الاطراف المعنيه غير مستعده او غير قادره على احتوائها او درء مخاطرها .
لو دققنا في هذين التعريفين لوجدنا بان العناد السياسي ممكن ان يؤدي الى الازمه لا حتى الى تازيم الازمات نتيجه لقرارات سلبيه وغير مدروسه وقد تكون في اكثر الاحيان قرارات انتقاميه لا تراعي فيها معادله الربح والخساره في المصالح حيث يمكن ان نسميها او نسمي القرارات التي تصدر من العناد السياسي بالقرارات العمياء blind decisions فعندما يكون القرار غير مدروس وغير علمي فهذا بطبيعه الحال سوف يؤدي الى حدوث اشكالات ومشاكل والتي تتطور بدورها الى ازمات لان التعنت في القرار اي العناد السياسي تكون فيها استمراريه في القرارات الغير علميه وهذه ستتحول الى المشاكل التي لن تحل الى ومن ثم تجد طريقا لتصبح ازمات وبالتالي هذه الازمات سوف تستغل ويجعل منها مطيه او جسر للوصول الى ما يبغيه صاحب القرار السياسي نتيجه العناد السياسي من دون ان يراعي المصالح العليا لذلك سميته بالقرارات العمياء blind decisions فهذه الازمات التي تولدت نتيجه هذا العناد شخصيا اعتبرها من اخطر انواع الازمات لانها ستولد رد او ردود افعال مضاده وتستمر نظريه الضد والضد النوعي وبالتالي….. النتيجه هي المزيد من القرارات العمياء وفي كل الاحوال الضحيه هم الشعب فهذه الازمات وبشكل اوتوماتيكي سوف تتازم وتترك تبعات خطيره على المديين القريب والبعيد حيث ان صاحب القرارات العمياء يكون بعيد كل البعد عن حاله الصبر الاستراتيجي وبالتالي سيجبر الطرف الاخر ان يتخذ ايضا موقفا متزمتا a rigid stance وبدوره قد يصدر او يتخذ قرارات عمياء مضاده Issuing or making blind counter decisions وتستمر هذه السلسله وتتعقد وتتازم فيما لو دخلت اطراف اخرى مستفيده من حاله التناحر والتشاحن مما يسبب حاله التازيم وهذا يعقد الامور اكثر اذا نستخلص مما ذكرنا ان الازمات تكون احيانا وليده القرارات العمياء والحاله التي ترافق هذه المساله قطعا سوف يتجه بنفس الاتجاه الذي اتخذه او سلكه الطرف الاول وهذا هو سبب التأزيم لانه حتما اطراف اخرى داخليه وخارجيه ستدخل على الخط بشكل مباشر او غير مباشر …
اذا التازيم في حاله العناد السياسي كما اشرنا تختلف عن الحالات الاخرى كونها اشد خطرا واكثر اتساعا ضمن المدى الافقي والمدى العمودي لانه سيرافقه بدون أدنى شك التصعيد على المديين الافق والعامودي وهذه حاله طبيعيه في مثل هذه الامور حيث هنالك اشخاص او جهات لها باع طويل في ان تستخدم القرارات العمياء كمنطلق لتحقيق اهدافها ومصالحها في تلك الدوله المعنيه او المنظمه او المؤسسه وبالتالي اهل البيت مشغولون بازماتهم ومشاكلهم والطرف الطفيلي الدخيل والمحرض يقطف ثمار تحريكه وتأجيجه لهذه القرارات العمياء وخير مثال اليوم الحرب الاوكرانيه الروسيه حيث نجد الجانب الاوكراني المسلوب القرار والاراده يصدر منه قرارات او اعمال تأزيميه مثل تفجير الجسر للمره الثانيه وهذا يعطي مبررا للجانب الروسي بان يتخذ قرارات ويقوم باعمال كرد فعل مضاد وعنيف جدا لما قام به اوكرانيون اذا كما اشرنا لابد لنا من ان نتوقف عند هذا الموضوع تحديدا لخطورته وضرره على المدى القريب والبعيد واتساع ضرره افقيا وعاموديا وفي كثير من الاحيان قد تخرج عن السيطره وهنا الطامه الكبرى.