15 نوفمبر، 2024 7:23 م
Search
Close this search box.

ملف “نشر الكتاب” (1).. هل يتيح الكتاب الإلكتروني اتساع رقعة القراءة؟ 

ملف “نشر الكتاب” (1).. هل يتيح الكتاب الإلكتروني اتساع رقعة القراءة؟ 

خاص: إعداد- سماح عادل

يواجه النشر الورقي مشاكل عدة في الوقت الحالي، بسبب كل تلك التغييرات الهائلة التي تحدث في العالم. مما يطرح التساؤلات حول تأثير ذلك على الثقافة والأدب، وعلى الكتابة نفسها في منطقتنا.
شارك في هذا الملف كاتبات وكتاب من مختلف البلدان العربية، وكانت الأسئلة كالتالي:
1. هل تأثر النشر الورقي بالتغييرات الاقتصادية التي تحدث في العالم؟
2. هل تؤثر الأزمة التي حدثت في النشر الورقي على حركة الثقافة في المنطقة؟
3. هل يمكن اعتبار النشر الإلكتروني بديلا للنشر الورقي وماهي إشكاليات النشر الالكتروني؟

4. هل ستتغير ثوابت كثيرة في مجال الثقافة مع تعثر النشر الورقي.

اتساع مساحة القراءة..
تقول الكاتبة العراقية “سلامة الصالحي”: “لكل زمن أوضاعه وظروفه والعلم والتقنيات في تطور مستمر وتزايد أعداد البشر يتطلب توفير موارد جديدة وهائلة. هناك نمو وتطور اقتصادي في بلدان مسرعة في عملية التطور وهناك فقر ومجاعات في بلدان تحكمها الخرافات والحروب العبثية، ولا توجد عدالة حقيقية في هذا العالم. ويبدو لي أن التطور التقني والالكتروني سيصب في النهاية بخدمة البشرية وتقليل المتلوفات من ورق وما يرافقه، ويكون مدى الانتشار أوسع وأسرع وتبدو لي الثقافة الورقية بطيئة ومتراجعة.
ولا نغفل أن الكتابة الإلكترونية قد تتعرض إلى نكبات واختفاء ونحن نخطأ بالضغط على أحد الأزرار ويختفي جهد ليالي طويلة، استطاع العلماء تلافيها في الوقت الحاضر بالسيطرة على برامج الحفظ من الضياع والحفاظ على أرشيف الكتابة”.
وتواصل:”يضاف إليها التكلفة الاقتصادية الباهظة للأجهزة التي نقتنيها وتفشي الأمية الإلكترونية لدى الكثير من الناس، التي مازالت متمسكة بالكتاب الورقي وما يحمله من رفقة امتدت لمئات السنين مع الإنسان، تلك الرفقة الحالمة الدافئة. أظن أن وجوده سيبقى إلى أمد ليس بعيد.
وهكذا هي الحضارات أحدها تتجاوز الأخرى فمن الألواح الطينية المفخورة إلى البرديات والجلود إلى عجينة الورق، ثم الكتابة الأثيرية الإلكترونية التي فاقت الأحلام والتصورات”.
وتضيف: “ربما تؤثر الأزمة على الذين لا يستطيعون التخلي عن اقتناء الكتاب. فتصبح المكتبات الورقية من الآثار والتراث القديم. الكتاب الإلكتروني متاح ومتوفر وسهل الحصول عليه. لا انكر أننا أمة متأخرة عن مجتمع المعرفة وتطوره السريع”.
وعن النشر الإلكتروني تقول: “بالتأكيد من الممكن اعتبار الكتاب والنشر الإلكتروني بديلا مهما للنشر الورقي، لما ينطوي عليه من سرعة ومجانية وسهولة الانجاز والانتشار، وكثرة القراء وتنوع جنسياتهم أمام ما هو متاح من برامج الترجمة الآلية”.
وعن تأثيرات تعثر النشر الورقي: “ربما في المستقبل القريب ستتغير ثوابت كثيرة من ناحية الرقابة ومدونات السلوك الإعلامي التي ستخضع إلى أوامر مركزية عالمية عبر التحكم بمركز البث. وليس بعيدا أن ينظر الناس إلى الورق كعامل تخلف وضياع للوقت أمام سرعة الانجاز الإلكتروني”.

حفظ حقوق الكاتب..
وتقول الكاتبة العراقية “سمية على الرهيف”: “في ظل الأزمات الاقتصادية وارتفاع أسعار الدولار، أصبحت دور النشر محتارة بين رفع أسعارها لغرض الربح، وبين خفضها لغرض استقطاب الكتاب والقراء، فنجد الأسعار بالمجمل باتت مرتفعة ولكن دور النشر تعمد إلى ما تسميه بمواسم التخفيضات بين الحين والآخر لتصريف كتبها المكدسة”.
وتضيف عن النشر الإلكتروني : “للجواب وجهان والسلعة واحدة، ألا وهي الكتاب الإلكتروني.
الوجه الأول: متعلق بالكاتب، فمن ناحية باتت عملية الطباعة مكلفة مادياً لأغلب الكتّاب، وبالأخص الجيدين منهم. فنرى الأسواق مكتظة بالكتب القليلة الجودة من الناحية العلمية والثقافية، لسبب إن أصحابها متمكنين مادياً، وأسعفتهم أموالهم بالطباعة الجيدة والتسويق الراقي. بينما الكاتب الجيد الذي لا يملك المال للطباعة والتسويق عزف عن الطباعة وترك مسودة كتابه إلى أجلٍ غير معلوم.
الوجه الثاني متعلق بالقارئ، فمن ناحية إن أغلب القراء يحبون الكتب الورقية ولكن أسعارها ترهق جيبوهم، مما يجعلهم يقرؤون الإلكتروني لا رغبة فيه بل لحاجة له.
وهناك صنفٌ من القراء يفضلون الإلكتروني لسهولة الحصول على الكتاب ومجانيته وسهولة حمله وتخزينه، بلا كتاب ثقيل في الجيب، أو أكوام من الكتب مكدسة في البيت.
وما بين هذا الوجه والآخر نجد أن الكفة تميل للكتاب الإلكتروني، وإذا ما حصل وتم وضع خطة لحفظ حقوق الكاتب الذي ينشر إلكترونياً، سنجد جميع الكتّاب يتجهون هذا الاتجاه برضاهم وقناعتهم”.
وعن تأثير التعثر على الثقافة تقول: “هناك ملامح بادية لتغيرها ليس على صعيد النشر الورقي فقط بل حتى على صعيد دخول الذكاء الاصطناعي لهذا المجال، فما دام التأليف سيصبح سهلاً فما بالك بالنشر وهو أسهل منه أصلاً”.

للثقافة مشاكلها الكثيرة..
ويقول الكاتب العراقي “سعد سعيد”: “التغييرات الاقتصادية أثرت على كل القطاعات ولذلك من الطبيعي جدا أن يتأثر بها النشر الورقي أيضا”.
ويضيف: “مشكلة الثقافة في المنطقة أبعد وأعمق من أن تتأثر بعملية النشر فقط، فإن كان هناك تأثر فهو محدود طبعا خاصة في ظل وجود رديف النشر الورقي وأقصد النشر الإلكتروني”.
وعن النشر الإلكتروني يقول: “أنا لا اعتقد بأن النشر الالكتروني يمكن أن يكون بديلا للورقي، في الوقت الحاضر على الأقل مع وجود الأجيال التي لا تستطيع أن تبتعد عن الكتب المنشورة ورائحة الورق.
أما عن الإشكالات فأنا أعتقد بأن أبرزها هو أنه يتيح الفرصة لكل من هب ودب للمشاركة فيه وهذه مشكلة حقيقية يجب الانتباه إليها، والتركيز على المعايير التي تضمن أن تكون الثقافة الحقيقة هي الناتج الطبيعي لعملية النشر”.
ويؤكد: “قد يكون ذلك مؤثرا في المجتمعات المتقدمة، ولا اعتقد بأن هذا خاف عليهم، أما في مجتمعاتنا فللثقافة مشاكلها الكبيرة ولا اعتقد بأن تعثر النشر سيكون مشكلة كبيرة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة