مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية نهاية نيسان 2014 ، تظهر في الشوارع الداعية المبكرة للمرشحين ، والتي تبدأ من صور الشخوص ، وتهنئة العشائر والمناطق لمرشحيهم ، كما أن بعض المرشحين استخدم الرموز الوطنية والدينية في الكثير من دعاياتهم الانتخابية ، وهذا يبدو اتكاء على هذه الرموز أكثر مما هو سعي إلى كسب رضا الناخب من اجل انتخابه ؟!
الملفت للنظر هو بروز لافتة صفراء كبيرة ، ومضروب من الأعلى بخطٍ احمر ، وعند الوقوف والتأمل ، يثار فينا عشرات التساؤلات ، لمن هذه اللافتة ؟ ، وماذا يريد المواطن ، ولماذا بدون إجابة على التساؤل ، وإذا بهذه النظرات تخرج علينا عشرات التساؤلات من وراء بوستر مبهم لا نعرف ما هو القصد منه ، ولماذا ظهر بهذا الشكل ؟!
يبدو أن المجلس الأعلى ظهر منفرداً بهذا البوستر ، فبدا يتساءل ” ماذا يريد المواطن ” وهذا التساؤل بتحليل بسيط اعتقد أراد به أثارة المواطن العراقي ، وشحن عقله بالأفكار ، أو تحريك مخيلته قليلاً، ليقف ويقرأ ” ماذا أريد ” ؟ .
وفعلاً وقف المواطن ليقول ماذا أريد ؟ أعتقد أن هناك ستة أمور تمثل عوامل مشتركة لنهضة الأمم ، يريدها أي مواطن من أي حكومة ، وهي العوامل التي تحدد مدى كون المجتمع مجتمعا صحيا مستقرا منتجا يشعر بالرضا والانتماء والثقة بالنفس والوطن ، بدلا عن أن يكون مجتمعا مختلا محبطا مشوها متناقضا ، غير منتم – إلا لمصالح ضيقة شخصية أو قبلية أو مذهبية .
1) المواطن يسعى أن يعيش في وطنه كمواطن من الدرجة الأولى . لا أن يكون تحت مطرقة الحاكم .
2) توفير مستلزمات العيش العادة كانسان ، أسوة ببني البشر في الدول المجاورة على الأقل .
3) حفظ أرواح الناس والسعي من اجل راحة أمنهم وسلامتهم ، من خلال حفظ الأمن في جميع ربوع بلدنا العزيز ، ومطاردة الإرهاب واجتثاث هذا السرطان الخبيث .
4) توفير فرص العمل للشباب العاطل ، من خلال فتح المعاهد التطويرية ، والدورات التعليمية لبناء جيل متطور قادر على قيادة المرحلة القادمة ، لان الوجوه الموجودة لابد لها من زوال .
5) الاهتمام بالجانب التربوي والتعليمي والصحي ، من خلال إيجاد الوسائل المتطورة في كافة المجالات ، ومحاربة التخلف والجهل ، من خلال فتح المدارس ” الأمية ” لمن تخلف عن الالتحاق بالتعليم الإلزامي .
6) محاربة الفساد المستشري في دوائر الدولة كافة ، من اجل أن يأخذ المواطن العراقي استحقاقه من هذه الدوائر ، بعيداً عن التملق والرشى ، وبيع الضمير والمحسوبية .
هذه المطالب البسيطة ليست صعبة وهي قابلة للتحقق وليست مستحيلة، ولا تستدعي من أي حكومة أن تعيش مأزومة ، لأنها حقوق أساسية وطبيعية لكل مواطن من المفترض أن تلتزم الدولة بتحقيقه.
فمتى ما حققت الحكومات الأمن الشامل لمواطنيها عاش الجميع بنعمة ورخاء واستقرار، فالأمن أساس الحياة، ومن أهم مقومات واستمرارية الحكومات، يجب على كل حكومة تبحث عن استقرارها، واستقرار شعبها أن تسعى جاهدة لتحقيقه وكسب رضاه وتأييده ، ولكن رغم كل ما تقدم ، يبقى التساؤل المطروح بمشروعية ” المواطن ماذا يرد أكثر ؟