حالما يبدأ السباق الانتخابي تجد ان كل المرشحين كرماء شرفاء نزيهين وطنيين حد العظم يحنون على الصغير ,ويعطفون على الكبير متواضعين عباد زهاد يملؤون ايامهم بالصلوات والمستحبات وزيارة المقدسات والصوم والزكاة ,واعطاء الخمس واحتضان الناس البسطاء وتقبيل ايديهم وارجلهم .يسهرون الليل والنهار على راحتهم يصومون النهار ويقمون في الليل يسهرون على راحة ناخبيهم يدارونهم مثل (المية بالصينية ) وكما يقول المثل المصري (يحملونهم على كفوف الراحة ) ويحملونهم على ظهورهم ويسيرون بهم الى بر الامان ,ويتفقدونهم بالليل والنهار ويطرقون عليهم الابواب ويسمعون منهم ويدونون احتياجاتهم ,ولا يبادرونهم بقول ولا بطعام قبل ان يمدوا الناخبين ايديهم قبل مرشحيهم ,ويمسحون عنهم عرق السنين وغبار التعب ولا يقدمون على أمر الا ويستشيرونهم ,ويحملون بين ايديهم شموع الافراح ويبجلونهم ويمدحونهم حتى لوكان الناخبين على خطأ ,لان التملق الان في اعلى مراحله ليستميلوا قلوب ناخبيهم ويفوزا بأصواتهم ,لان أي شيء يمكن ان تكون له دواعي خطيرة وتتحكم في مصير المرشح ,فلابد ان يقدم المرشح نفسه على انه الابن والام والاخت والاب والزوجة وكل ذوي القربي والعشيرة للناخب , والاسرة بكل مكوناتها ,لأنه يحتاجهم مثلما تحتاج الارض للماء فهو الارض وهم الماء ,ويتابع مسيرتهم احلامهم ويحملهم بين جنبيه ويشتاق اليهم حتى في احلامه , كما يشتاق الحبيب الى حبيبته ,ويمدحهم بكل وصف يفوق الخيال ,كما يسجل المرشح كل صغيرة وكبيرة عن ناخبيه ,ويتابع احتياجاتهم لأنه مسؤول عنهم فهو ولي امرهم في هذه المرحلة ,لا يخرج عن طوعهم ,ويرى فيهم مستقبله وامله وعمره القادم ,الذي سيكتب له بماء الورد ,ويدفعون عنه سنوات العزلة والحرمان والوحشة ليست وحشة القبر, او سؤال منكر ونكير لأنه في لحظات سيصل فيها الى قمة المجد , والفخامة والسيادة والسعادة ,وينال الحظ بعد طول انتظار وسينتقل من عيش الفقراء الى عيش الاغنياء والى القصور الفخمة والى المنطقة الخضراء السلام على ساكنيها وداخليها بأمان ,وينال نعمة السفر والإيفاد على نفقات الدولة ويقيم بأفخم الفنادق ويتناول افخر الطعام ,ويستقل الطائرات كمسافر درجة اولى ويتخلى عن الركوب مع باقي الشعب ,ويستقل المونيكا والجمسي المصفح ان لم تظهر ماركة اخرى مصفحة بمزايا اخرى حسب المواصفات يتم جلبها على حسب طلبه ,بعيدا عن نظر الحساد والفضولين ويقرأعلى ناخبيه السلام عبر الزجاج المظلل والحمايات التي تجري بين يديه وامامه ومن خلفه كي لا يصيبه مكروه ,لأنه صاحب الحظ الاوفر في تقلده منصب نائب في البرلمان العراقي الذي يحسده عليه باقي ممثلي شعوب العالم ,بما يملك من امتيازات ومواصفات وخبرات ومهرات في الكلام لكثرة تصريحاته في كل شاردة وواردة (التسوه والماتسوه) في زيادة 1كغم على الحصة التموينية وفي رفع هذا الكغم ,و بعد ان يفوز يغلق هاتفه ,وينتقل للسكن في ارقى المناطق لأنه منزله القديم في سكنه السابق لا يتلاءم مع مكانته الاجتماعية الجديدة ,مع كثرة معجبيه ومعجباته وسيتزوج بامرأة اخرى لان زوجته التي وقفت معه طيلة سنوات السراء والضراء اصبحت ماركة قديمة يجب تبديلها, لأنها لا تعرف الاتكيت ولا الحفلات والسهر في اجواء دبلوماسية لعقد صفقات تجاريه مع تجار واصحاب رؤوس اموال ,وسياسيين على طراز مهم في الداخل والخارج الى ان تنتهي ,الاربع سنوات ليعود الى ناخبيه بعد رحلة شهر عسل في البرلمان العراقي, امتدت لأربع سنوات من اجل حثهم للتجديد له لأنه ابنهم البار ,ولم يكمل فرحة شهر العسل في الاربع سنوات الاولى مما يتطلب ان يجدد له ليكون اكثر استقرار ومقدرة على متابعة مشاكل وقضايا ناخبيه ومحبيه .