لم يمر مؤتمر مكافحة الارهاب بسلام. مطلقو التصريحات على طريقة “على حس الطبل” قفزوا على المؤتمر “وابو المؤتمر” وراحوا يردحون بطريقة عجيبة غريبة, معيبة سقيمة, كما لو ان عقد المؤتمر لا ما يمكن ان يتمخض عنه من نتائج هو الهدف. مشعلو نيران الفتنة الطائفية من نواب ونائبات لم يترددوا في وصف من لم يحضر المؤتمر من قادة الكتل والاحزاب بانهم داعمون للارهاب وبعضهم داعشيا لـ”سابع ظهر”. هؤلاء اما مكلفون بدور تخريبي من قبل جهة ما او انهم سذج و”غشمة” يتصورون انهم بمثل هذا الردح يخدمون القضية بينما هم “يطيحون حظ” اكبر قضية.
في مقالي هنا في “المشرق” الخميس الماضي “حابل المقاومة ونابل الارهاب ” دعوت الى معالجة جذور المشكلة لا قشورها والتي هي ـ كما ازعم ـ نتاج الخلافات المذهبية التي تحولت بفعل فاعلين الى صراعات طائفية. ولذا فان قضية الارهاب لايمكن معالجتها بالحشد الاعلامي فقط. بل تعالج على وفق رؤية شمولية ,مجتمعية وسياسية معا قبل ان تكون خطبا وابحاثا وتوصيات لكي نقول ان العالم يقف معنا في مواجهة الارهاب. واود هنا ان اطمئن كل الاخوة الذين يتبنون هذه الرؤية بانهم مخطئون. فالعالم اما “حاير بدرده” او انه ينتظر منا نحن اولا ماهي خططنا وبرامجنا لمكافحة الارهاب وتجفيف منابعه لا لكي يقف معنا بل لكي “يجفينا شره” على الاقل.
وبصرف النظر عما خرج به مؤتمر بغداد من توصيات سياسية كانت ام اجرائية فان قضية تجفيف منابع الارهاب تتطلب توفير ارادة سياسية حقيقية للتعامل مع هذه الافة مجتمعيا من خلال معالجة قضايا الفقر والبطالة والانتهاء من قصة العدالة الانتقالية والكف عن حكاية “هذا طويل وهذا قصير” وهي السياسة المتبعة منذ عام 2003 وحتي اليوم ولم تنتج لنا سوى المزيد من “الشقاق والنفاق” وسوء الظن بصرف النظر ان كان اثما ام غير اثم بالاضافة الى التسقيط المتبادل. الم يصل الحال بالسيد القائد العام للقوات المسلحة الى عدم تلبية “تواسيل” وليس مجرد دعوات البرلمان للحضور هو او أي من قادته الامنيين حتى لو كان بمستوى آمر إحدى مفارز الكلاب البوليسية لكي يشرح لممثلي الشعب القصة وما فيها؟. والسبب المعلن الذي يمنع القائد العام من الحضور هو وجود “داعش” في البرلمان كما قال هو في التلفزيون وعلى الهواء مباشرة.
هذا يعني ان “داعش” التي لاتحب الكباب بدليل اغلاقها اشهر مطاعم الكباب في الفلوجة “حجي حسين وزرزور والبادية” هي من صوت على قانون التقاعد الموحد بمن فيه فقرة “الخدمة الجهادية”. وهي من صوت على قانون الضمان الاجتماعي. وهي التي نتوسل فيها اليوم لكي تصوت على قانون الموازنة حتى تمضي الدولة في مشاريع التنمية الكبرى وفي المقدمة منها بناء 6 ناطحات سحب في الدواية و3 في جرف الصخر واثنان في عامرية الفلوجة ومترو انفاق في قرية .. “ذيل العجل”.