17 نوفمبر، 2024 3:37 م
Search
Close this search box.

مذكرات ( أبو خليل ) على مقاعد سيارات (الإيفا) و(الزيل)

مذكرات ( أبو خليل ) على مقاعد سيارات (الإيفا) و(الزيل)

الخشونة ديدن العسكرية من أجل خلق جيل قادر على تحمل الاعباء في اعتى الظروف، وهناك مقولة دائما ما رددها العرفاء في معسكرات التدريب، وهم يقدمون أول درس للعسكريين الجدد في حياتهم ” العسكرية مصنع الرجال”. فقد كانت اغلب اليات الحقبة الزمنية السابقة تمتاز بالمتانة والقوة دون النظر إلى الجوانب الرفاهية كما هي اليوم. حيث ان اغلب السيارات العسكرية كان مصدرها المعسكر الاشتراكي الذي أبى على نفسه أن يركز على المضمون دون الشكل والبهرجة، وخير من يحتمل شقاوة وتدهور (أبو خليل ) – هو اللقب الذي يطلقه العراقيون على الجندي فيما مضى، ولا يُعرف بماذا ينادى الجندي اليوم؟- هما : (الايفا) و(الزيل) تلك السيارتين اللتان كانتا زهرة الاليات العسكرية.
تحتاج سيارة (الإيفا) و(الزيل) إلى مهارة في القيادة وقدرة على تحمل (الطسات) التي تهز المضاجع ،لذا وظف عدد من الجنود أنفسهم لهذه المهمة، وانسجموا مع تلك السيارتين وهم ينخرطون في صنف السياقة العسكرية المتعارف عنه أن اغلب من دخلوا في هذا الصنف هم من الذين يتصفون بالتهور والمراوغة والقيام بحركات بهلوانية، لاسيما عندما يجدون فرصة لدخول المدينة على أمل الحصول على إعجاب فتيات المدينة، وجلب الأنظار اليهم. الناس يقابلون هذا التصرف بأنه نوع من التدهور، وعدم الشعور بالمسؤولية لذا يتحاشون هؤلاء المتهورين للمحافظة على حياتهم من خطر الدهس ،وهناك مقولة تحذيرية يعرفها الكثير من العراقيين تقول ” ابتعد عن الزيل ميل؛ لان صاحبه أبو خليل “.
يمكن تميز سواق تلك السيارتين عن أقرانهم الجنود؛ بأنهم يضعون البيرة على أم الرأس، وهي نوع من العلامة على الاعتداد بالنفس، وان أغلبهم غير عابئ بالطريق، وما يواجهم من مشكلات. وقد تكون نوعاً من البطولة الوهمية التي يراد لها أن تعشش في مخيلة بعض الجنود، وأن يعيشوا لحظة المرح في وقت الحروب التي أكلت زهرة شبابهم. أنه نوع من الاحتجاج السوريالي على جدوى الحروب في زمن تكميم الافواه والسوق الى الموت المجاني و” واحنه مشينه للحرب”.
تغير الوضع اليوم، واصبحت الرفاهية والتكنولوجيا هما من تؤطران السيارات العسكرية، واستبدلت سياراتي (الإيفا) و(الزيل) بـ(الهمر) و(الدايو)، وأضاع الجندي لقبه (أبو خليل) الذي ورثه من اقرانه السابقين في زحمة التطور ، واصبحت (الإيفا) و(الزيل) حبيسة متاحف الذكريات المؤلمة بعد أن دون بعض الجنود اسماءهم على مقاعدها الخشنة ، ورحلة بطلها (أبو خليل) يعرفها من عاش تلك الفترة الزمنية.

facebook sharing button Sharetwitter sharing button Tweetpinterest sharing button Pinemail sharing button Emailsharethis sharing button Share

أحدث المقالات