26 نوفمبر، 2024 5:16 م
Search
Close this search box.

فشل مشروع الأحزاب الأسلامية في العراق

فشل مشروع الأحزاب الأسلامية في العراق

بعد احتلال العراق وسقوط بغداد عام 2003 دخلت الأحزاب التي كانت معارضة لنظام صدام حسين وأغلبها كانت أحزاب أسلامية شيعية مثل حزب الدعوة وحزب الفضيلة والمجلس الأعلى للثورة الأسلامية ومنظمة بدر وهذه الأحزاب كانت تقيم في أيران الجمهورية الاسلامية التي تحكم الان تحت فكر ولاية الفقيه .وكان هنالك حزب واحد سني اسلامي وهو الحزب الاسلامي (جناح الأخوان المسلمين في العراق )الذي كان مقيم في لندن .أرادت هذه الأحزاب الشيعية المتحالفة الان والمسيطرة على السلطة والمعجبة في النظام الأيراني والمدينه له على أيام أقامتها تحت ضله وفي أراضيه أن تطبق هذا النظام في العراق لكنها نسيت أن العراق ليس أيران .
 
لأن تركيبة العراق السكانية الطائفية والقومية والدينية لن تسمح بأقامة مثل هكذا نظام فالشيعة في العراق ليسوا أكثرية مطلقة كما في أيران .لان شيعة العراق تمثل ما يقارب 12,5مليون من عدد سكانه البالغ 33مليون نسمة وسنة العراق تمثل ما يقارب 10 مليون نسمة والأكراد ما يقارب 7مليون نسمة والتركمان مليون نسمة والباقي يمثل أقليات العراق من المسيح والصابئة المندائين والأيزيدين والشبك حسب أحصائيات وزارة التجارة العراقية , فيما تمثل شيعة ايران ما يقارب 48مليون من 56مليون نسمة وهو عدد سكان ايران  أي الأكثرية المطلقة .بينما في العراق لا تزيد السنة الا بالقليل و أذا حسبت وفقت الطائفة فالأكراد هم من المسلمين السنة والتركمان كذلك . لذلك طائفيا يعتبر الشيعة بالعراق أقلية بالنسبة للطوائف الاسلامية في العراق , وبذلك لا تستطيع تطبيق فكر كفكر ولاية الفقيه في أيران التي تحول الدولة العقيدة الشيعة والحكم بها في الدستور .
 
لكن كما هو معروف فالسنة لا تستطيع  تكتلات حسب الطائفة في العراق لعدة أسباب من أهمها أن السنة ليس لديها مرجعية موحدة كما هو موجود في الطائفة الشيعية ,لان الطائفة الشيعة استطاعت أن تجمع الفرق الاسلامية الشيعية تحت مذهب واحد وهو المذهب الجعفري, أما الطائفة السنية فتجمعت فرقها في أربع مذاهب وهي المذهب الحنفي والمذهب الشافعي والمذهب الحنبلية والمذهب المالكي للذلك يعتبر السنة في العراق والعالم متخلفين فيما بينهم أكثر من الشيعة فكريا .
 
والأمر الثاني أن القوى السياسية السنية في العراق بمختلف قوميتها وأشكالها هي أحزاب علمانية وبعضها قومي تبتعد عن الاسلام ما عدا الحزب الاسلامي ممثل الأخوان المسلمين في العراق والذي لا يحظى بالتأيد الكبير لدى أهل السنة في العراق الان .
 
لكن فيما سبق أي بعد الاحتلال الأمريكي للعراق كان الحزب الاسلامي السني في العراق مسيطر على اكثر أصوات السنة في الشارع العراقي  لأنه الوحيد الذي كان له علاقة وثيقة مع الاحتلال الأمريكي والبريطاني في العراق لأنه كان يقيم في لندن أيام معارضته لنظام صدام حسين وأيظا كونه الوحيد الذي شارك في الانتخابات الأولى لمجلس النواب لذلك أعتبر ممثل لسنة في الأنتخابات الأولى. لان السنة كانت مقاطعة لها  الا انه فشل في الحفاظ عليها لسياساته الأقصائية لباقي المكونات السنية ولعدم وجود قاعدة كبيرة لفكر الأخوان المسلمين في الشارع السني العراقي وأيظا لقربه من تركيا وقطر التي يعتبران الراعي لجماعة الأخوان المسلمين في الشرق الأوسط  والوطن العربي والقريبة من ايران حاليا والتي هي على غير توافق عقائدي وسياسي مع الانظمة في دول الخليج ومعظم الأنظمة العربية  والتي تسعى هذه الأنظمة لأسقاطها من أي حكم في المنطقة .
 
للذلك جميع الاحزاب والتكتلات السياسية الاسلامية في العراق فشلت في أدارة العراق وتسببت في عزله عن محيطه القومي والأقليمي , والعراق الان محط قلق لمجتمع الدولي في بسبب ما يمر فيه من ظروف أمنية و أجتماعية  وأقتصادية وحتى دعم الأمريكي الغير مشروط  للحكومة العراقية هو لتغطية على فشل فكرة التغير بالقوة الأمريكية في العراق التي عرضت مصداقية الولايات المتحدة في العالم للخطر وأضعفت من قوتها ومن شعبيتها أمام الشعب الأمريكي بالداخل ,وايظا للحفاظ على ما تبقى لها من مصالح في العراق بعد أن سيطرة أيران على الاقتصاد العراقي والقرار السياسي .

أحدث المقالات