1 \ في اشارةٍ عابرة , وعابرة للمحيطات والبحار , وفائقة السرعة في طريق اعادة التذكير الذي لا يتطلب ايّ تذكير .! , انّما كما متطلبات وجود المقبّلات والمشهيات في وجبات الطعام , في احايينٍ ما , ففي الكتابة عن مواضيعٍ محددة فقد يستلزم ذلك كذلك .!
جرت العادة المعتادة أن تحتفل الجماهير والشعوب ” الإسلامية والمسيحية والعربية ” بحلول السنة الميلادية بأحتفالاتٍ مكثّفة ومموسقة وراقصة وبكل ما اوتيت من قُدُرات التعبير الفطري والقلبي والى ساعاتٍ متأخرةٍ تعانق الفجر لليوم الأول من السنة الجديدة , واذ لم نأتِ بجديدٍ هنا , لكنه وفي العراق تحديداً , وقبل سنوات الحصار الجائرة , فقد كانت احتفالات المسلمين تفوق ما يحتفلون به الأشقّاء المسيحيين شدّةً ومسرّةً ” بغض النظر عن النسبة السكانية بين الجانبين , وقد يستغرب او تندهش الأجيال الحديثة أن كانت الحجوزات على طاولاتٍ ومقاعد في النوادي الليلية والمراكز الترفيهية وحتى مطاعم الدرجة الأولى , تبدأ قبل شهرٍ واحدٍ من اليوم الأخير للسنة الميلادية , وكان يرافق ذلك احتفالاتٌ اخريات في الشوارع بالموسيقى والرقصات مع حركة السيارات المتداخلة مع بعضها في مختلف الأتجاهات ,لكنّ مثل هذه المناظر والمظاهر قد توقفت واوقفت بعد عام 2003 بأستقدام احزاب الأسلام السياسي التي تحرّم ذلك , وكأنها تحلّل ما اخطر وما اصعب منه!
2 \ ننتقل هنا من ايّ مشهياتٍ الى ما قد يسدّ ويوقف الشهية , الى جوانب متداخلة ” يصعب تفكيكها ” بين التأريخ الأسلامي والسيكولوجيا السوسيولوجية في المجتمعان والدول العربية والأسلامية , وكأنّ في الأمر الغازٌ واحجية لا وجود لها اصلاً سوى اعتباراتٍ في قُصر النظر وضيق الأفق في رؤى مشايخ الأسلام البعيدين كلّ البعد عن الأسلام السياسي .
خلال السنين اللائي مضت وانقضت , صدرت ” وما انفكّت ” دعواتٌ معمّقة ولمراتٍ متفاوتة لتغيير توقيت وموعد السنة الهجرية التي تعني هجرة الرسول محمد ” ص ” من المدينة المنورة الى مكّة المكرمّة حيث الكعبة المشرّفة , ليغدو ويضحى موعد وتوقيت ” هذه السنة الهجرية ” بدءاً من اليوم الأول لولادة النبي محمد ” ص ” في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل , والذي كان في يوم الأثنين , المصادف في عام 570 ميلادي .
التساؤل المُلِح الذي يجري إبعاد اضواء الإعلام وغير الإعلام عنه , هو لماذا التفريق والتمييز بين ارتباط السنة الميلادية بيوم ولادة المسيح ” عليه السلام ” وبين عدم ارتباط السنة الأسلامية بيوم ولادة الرسول العربي محمد ” ص ” , والذي في ذلك اليوم (وَ وِفقَ ما موثّق تأريخياً ) قد اهتزّت اعمدة قصر كسرى امبراطور الفرس .!
إنّها دعوة متجددة للمراكز الأسلامية العليا ” اينما كانت ” لتبنّي هذا الطرح بفاعليةٍ وديناميّة , ونعلم مسبقاً أنّ منظمات المجتمع المدني في الأقطار العربية لا تلتفت الى هذا الأمر , ولعلّنا وللأسف نعوّل على دولٍ اسلاميةٍ أخريات كماليزيا واندونيسيا كأنموذجين , ودونما تعميمٍ يطال الأزهر الشريف والحوزات العلمية ودار الأفتاء في السعودية , ولا ايضاً جامعة الزيتون في تونس , ولا سواهم في اقطارٍ شقيقةٍ وصديقة .