الدنيا يومان يوم لك ويوم عليك دفعتني هذه المقولة الرائعة لان اتسائل عن الطريقة التي يمكن ان تحكم فيها أمريكا سيطرتها على العراق الان بعد انتهاء الاحتلال المباشر ودخولنا مرحلة الاحتلال الغير مباشر انها ببساطة التحكم بالعقول الكبيرة التي تقود العراق لان عقل القائد هو مركز إصدار الأوامر للاتباع , ومركز الأفكار والقرار السياسي المسيطر على الشارع والمشهد العراقي فإن تمكن الامريكان من السيطرة على عقول القادة والاتباع , تمكنوا من السيطرة على كل شيء في العراق بل ولقد تمكنوا من جعلهم جنودا ((عن عمد وغير عمد وعن وعي وبغير وعي وباختيار او دون اختيار )) لنظامهم العالمي الجديد حيث يملون عليهم كيف يشعرون وكيف يفكرون وكيف يقررون بناء على ارسال المعلومات التي يريدونها ويحجبون ما لا يلائمهم لذا فهم يتحكمون بكل الأخبار والمعلومات التي تصل القادة والاتباع من معطيات واثارة احداث تقوم على توقع لردود فعل من قبل القادة اما الاتباع فان هنا ك ارتكاز لديهم ان من (يفكر ) من غير القائد لا يعتبر في أيامنا هذه مواطناً جيداً لأنه يحب أن يكون رأيه الخاص وانه يجب ان نلغي العقل او أي راي مستقل حر وان ننفذ مانؤمر به وحسب . والارتكازات المطلوبة التي يجب زرعها او تعزيزها لدى القادة والاتباع هي:. القاعدة الأولى : لا تصدق أي شيء تقوله الغير الاخر المخالف والمعارض والمنافس للقائدعن طريق تجنب الحوار معه ولا يستمع لكلامهم ولا يصدقهم بل ولا يصدق أي تقارير صحفية إعلامية او دراسات علمية محايدة لاتمدح حكمة الزعيم الأوحد وكل ذلك لان العقل الباطن في اللاوعي يخفي ورائه الخوف من وهم ان العدو يريد تهميش اوانهاء الزعيم والتحكم بالاتباع او هم يملون عليهم كيف يفكرون وكيف يتصرفون أي جعلهم أداة للتحكم بهم عن طريق الحليولة دون وقوع الحل الأمثل وهو الأمور التي يجتمع عليها أي نقاط التشابه والالتقاء بدلا من نقاط إلاختلاف التي هي كل ما يتحدث عنه الإعلام والسياسيون الأشياء التي تفرقنا فقط النقاط التي تجعلنا مختلفين تماماً عن بعضنا البعض وهو ما يريده الامريكان لنا ومنا حتى اصبح الاختلاف والتفرق هو أساس عمل الطبقة الحاكمة في أي مجتمع فهم يحاولون تفريق وتمزيق الشعب . عن طريق الطبقات الوسطى (النخبة المثقفة) والمعدومة الكادحة في صراع دموي مستمر ودائم ليتمكن ( القادةالأغنياء ) الإنتفاع بكل الأموال والمغريات . والسبيل الى ذلك هو طريقة بسيطة وفعالة التركيز على الاختلاف والتفرق على أي أساس نختلف فيه من العرق , الدين , الخلفية الإثنية والقومية , الوظائف , المدخول المالي ,والولاء الديني والانتماء السياسي والاختلاف المناطقي في العراق كما هو الحال في العالم الثالث الطبقات الإقتصادية و الشرائح الإجتماعية تكون فيها الطبقة العليا تحتفظ بكل الأموالوالمناصب ولا تقدم أي تضحيات او رغبة حقيقة في القضاء على الإرهاب والفساد لانه سر وجودها وسر نفوذها وسر بقائها والطبقات الوسطى من نخبة مثقفة تدفع ثمن معارضتها ان رفضت ان تكون بوقا لتمجيد الزعماء وشتم الأعداء او لصوص للمال العام او مرتزقة للقضاء على المتمردين ضد الزعماء وتتحمل كل أعباء الانهيار.اما الطبقة الفقيرة الجاهلة وجدت وظيفتها فقط في الطاعة العمياء للقادة فقط لإخافة الطبقة الوسطى المثقفة كلاب حراسة للصوص وليعتبر بها من لا يعتبر من الطبقة الوسطى المثقفة في العراق … ليبقوهم دوما على حالة الولاء والطاعة العمياء للزعماء لذا فان اللجوء في السيطرة على الطبقة الكادحة يكون من خلال مايلي:.
1- ادعاء الانفراد بالعلم مع إبقاء الطبقة الفقيرة جاهلة بالجهل البسيط او المركب.
2- فرض قداسة حول الزعيم او حول موقفه وقراره وبالتالي اسقاط أي صوت معارض.
3- استغلال وادامة الرعونة العاطفية والنزق الطفولي من قبل الاتباع الفقراء.
لأن القادة الزعماء الكبار الأغنياء ملاك هذا العالم لا يريدون ولايفعلون غير هذا حماية لارتباطات لهم مع مصالح الشركات الضخمة الأجنبية التي تتحكم بكل شيء في العراق … ويقومون بإتخاذ كل القرارات المهمة خدمة لمصالخهم المرتبطة بها ويكون الاعلام التسقيطي والقتلة الماجورين ولصوص الفساد الإداري والشارع الارعن الطفولي الجاهل وسيلة وأداة يتلاعبون بها للحفاظ على مصالحهم هم مجرد وسيلة إقناع بأن لديهم حرية الإختيار ( الديموقراطية ) بينما لا يملكون شيئاً !!! إن أعظم أشكال الهيمنة والسيطرة على العقول … هي عندما تعتقد أنك حر في حين أن هناك من يتلاعب بك بشكل جذري ويملي عليك الأوامر ( وهذه هي الديموقراطية ) .
وحدهم يملكون كل شيء دون فقراء شعبنا ممن لايملكون أي شيء والاغنياء القادة وحدهم من يملكون كل الأراضي والعقارات والبنوك والشركات والاستثمارات المهمة ويستولون عليها ومافيا مرتزقة القتل الإرهابية ولصوص المال العام ووضعوا القضاة والبرلمان والحكومة والأحزاب في جيوبهم , وتملكوا كل وسائل الإعلام الكبرى و في امريكا ينفقون المليارات من الدولارات سنوياً على اللوبيات (التي تتحكم في صنع القرار داخل الولايات المتحدة والعالم ومنه العراق) ليحصلوا على مرادهم . يريدون المزيد لأنفسهم والقليل لكل من سواهم . هم لا يريدون شعباً يصنع القرار او يتمتع بالفكر العلمي التحليلي النقدي وما تعاملهم مع الفقراء الجياع من شعبنا الا من خلال العمل على جعلهم يريدون شعب بمستوى تفكير متدني لايكشف الاعيبهم وكيفية سيطرتهم عليهم . إنهم يريدون عبيد طاعة عمياء ” حمقى ” و “أغبياء ” … أناس لا يملكون من العقل إلا ما أمكنهم من تشغيل المعدات والقيام بالوظائف , ولا يملكون سوى بلاغة التفكير التي تخضعهم لقبول الوظائف المتدنية والأجور القليلة وساعات العمل الطويلة ان كان هناك عمل مع استمرار العيش في ظل الأزمات الدائمة من بطالة وجهل وانهيار خدمات وتضخم اقتصادي وتدني مستو معيشة وتلوث بيئي وتدني مستوى صحي وازمات سكن ونقل وغيرها . ما يعاني منه فقراء الشعب العراقي هو التنويم المغناطيسي الجماعي من قبل أشحاص مرضى مجانين من بعض القادة من الزعماء السياسين وابواقهم الماجورة وقتلتهم ولصوصهم إننا في عراق مدار من قبل أناس مريضون بشكل لا يصدق ! إن الفجوة بين ما يتصور ومايجب لنا وما يجريارض الواقع هو هوة سحيقة في غاية العمق ! أن صناعة القناعات أهم أمر امريكي لبرمجة العقل العراقي وفق ما تريد بعد تحديد ما تريد عن طريق تحديد العقل الواعي الجمعي العراقي والتشويش عليه وجعله محدود التحليل والتركيز بل والقيام بشله وإظهار عجزه عن الفهم او إيجاد الحلول والبدائل وتغليب اللاوعي الجمعي على الوعي المتدني للقادة والاتباع في العراق لان اللاوعي الجمعي المحرك للعواطف المكبوتة القليل المعارضة في البقاء على خبرات سابقة فاشلة وعادات اجتماعية سيئة متكررة والمستعد للخضوع ولا عزاء للعراقين اجمع.
يبدو ان السبيل الوحيد لإنقاذ العراق يمكن في ثورة شعبية يقودها نخبة تقدمية مخلصة مثقفة ومنظمة تؤمن بالعمل الجمعي والعقل التكافلي في صنع القرار وبالارادة الشعبية لاقامة سلطة الشعب.