18 ديسمبر، 2024 8:34 م

المشاركة في الإنتخابات البرلمانية جهاد فرض عين و ليس جهاد فرض كفاية

المشاركة في الإنتخابات البرلمانية جهاد فرض عين و ليس جهاد فرض كفاية

جاء في المادة 5 من دستور جمهورية العراق لسنة 2005 (السيادة للقانون، و الشعب مصدر السلطات و شرعيتها، يمارسها بالإقتراع السري العام المباشر و عبر مؤسساته الدستورية)، و السلطات الواردة في الدستور هي السلطة التشريعية (حسب المادة 48 من الدستور تتكون السلطة التشريعية الاتحادية من مجلس النواب ومجلس الاتحاد) و السلطة التنفيذية (حسب المادة 66 من الدستور تتكون السلطة التنفيذية الإتحادية من رئيس الجمهورية و مجلس الوزراء) و السلطة القضائية (حسب المادة 89 من الدستور تتكون السلطة القضائية الإتحادية من مجلس القضاء الأعلى و المحكمة الإتحادية العليا و محكمة التمييز الإتحادية و جهاز الإدعاء العام و هيئة الإشراف القضائي و المحاكم الإتحادية الأخرى).
حتى يكون الشعب مصدر لهذه السلطات (التشريعية و التنفيذية و القضائية) فعليه المشاركة في الإنتخابات و إختيار الأصلح لعضوية البرلمان (مجلس النواب). و لكن 80% من الشعب العراقي يمتنع عن ممارسة حقه الدستوري في إختيار الأصلح لعضوية البرلمان، و هم بهذا يتركون الساحة الإنتخابية خالية لمن يمتلك الأموال ليشتري الأصوات الإنتخابية من 20% من الشعب العراقي الذين يبيعون أصواتهم الإنتخابية مقابل بطانية أو حتى كارت موبايل فئة خمسة آلاف دينار، و النتيجة أن الفاسدين سرقوا 600 مليار دولار من أموال الشعب العراقي منذ عام 2003، حسب تصريح رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي بتاريخ 12/3/2023 في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية.
قال سبحانه و تعالى (وَ مَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَ أَهْلُهَا مُصْلِحُونَ، هود 117)، أي أن الإصلاح واجب على جميع أفراد المجتمع، و على رأسها طبعاً إصلاح مجلس النواب، و ذلك المشاركة في الإنتخابات البرلمانية و إختيار الأصلح من بين المرشحين ليأخذ دوره التشريعي و الرقابي في بناء الدولة و محاربة الفساد، و إلاّ فإن الهلاك هو المصير المحتوم.
قال رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ و آله و صحبه و سلَّمَ لقومٍ رجعُوا مِنَ الغزوِ: قدمْتُمْ مِنَ الجِهادِ الأَصْغَرِ إلى الجِهادِ الأَكْبَرِ. قيل: و ما الجهادُ الأكبرُ؟ قال: مُجَاهَدَةُ العبدِ لهَوَاهِ.
إن الإستمرار في مقاطعة الإنتخابات سيجعل البلد أكثر ضعفاً و الفاسدين أكثر فساداً، و سيزداد الهلاك قسوةً من حيث نعلم و من حيث لا يعلمه إلاّ اللّـــه سبحالنه و تعالى، و هذه سنة الحياة لقوله سبحانه و تعالى (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ، القمر 49).