انا لست من هواة الصخب ,ولست من محبي الضوضاء والموسيقى الصاخبة ,لأنني بطبعي ميال للهدوء ولا احب أن أحشر نفسي في مساحة المناسبات المزدحمة, ويوم امس عرض علي أحد الاصدقاء الكورد المنهاج الاحتفالي لأقليم كردستان لمناسبة أعياد نوروز أعاده الله على اخوتنا الكورد والعراقيين جميعا بالخير, والامن والسلام , وبما أنني في الاقليم قررت الذهاب الى هذا المهرجان في احد الساحات الكبيرة وسط اربيل ,فوجدت الناس في غاية الفرح والابتهاج , وهم بالألاف كبارا وصغارا, رجالا ونساءا ,ويشاركهم بعض العراقيين العرب المتواجدين هناك ,ففرحت لفرحهم وتمنيت لهم دوام أفراحهم في ظل عراق واحد ينعم كله بالأمن والفرح, وبعد مدة من هذا الفرح انتابني شعور غريب للبحث عن علم العراق ورايته التي يطرزها لفظ الجلالة لما رأيته من الاف الاعلام التي تمثل الاقليم, وكان اكثر جمهور الصغار يحمل علمين وترفرف بها الناس, فأصبت بصدمة اعتصرتني حد البكاء وانا التفت يمينا وشمالا علني ارى راية الله اكبر ترفرف بين حشود هذه الرايات , فبصعوبة بالغة رأيت واحدة يتيمة منزوية في جدار مسرح الاحتفال, وكأني بلسان حالها تتألم وتتنهد الحسرات لما ألت اليها وضعيتها وتنادي اين أهلي الذين كنت اعرفهم, وهل انا في دار غير دار؟ وهل الذين من حولي لا اعرفهم ولا يعرفونني؟ هل صرت منزوية في اعلى الجبل وقد كنت يوما اشم قمته وينام على ساريتي؟ لماذا يا كوردستان, كنت يوما مزهوا بك وانت زاهية بعنفواني ورفعتي؟ قد نلتقي يوما واعاتبك ,واذا أصررتي على إهمالي قد نفترق الى غير رجعة , وستندمين لامحالة.