لقد وقفت ايران “الشيعية” في التسعينات مع جلال الطلباني “الشيوعي” في الحرب ضد مسعود البرزاني “الصوفي” !.
ووقفت ايران “الشيعية” مع السيسي حليف الصهيونية ضد مرسي “الاسلامي” !!
ووقفت ايران “الشيعية” مع حزب الشعب التركي “الشيوعي” من اجل اسقاط حكومة اردوغان الاسلمية (دعمت ايران وحكومة المالكي بالاموال والدعاية الاعلامية حزب الشعب الشيوعي الذي نظم مظاهرات ضد اردوغان بسبب اغلاقه للخمارات و مواخير الخنى والدعارة!).
ووقفت ايران “الشيعية” مع بشار البعثي العفلقي في حربه ضد ثورة الاسلاميين في سوريا مثلما وقفت مع ابيه ضد ثورة الاخوان في الثمانينات!.
في المقابل,
كان الاكراد “العصاة” قد وقفوا الى جانب ايران “الشيعية” في حربها ضد العراق البعثي,
وكان مسعود البرزاني وصوفية الاكراد عموما قد ساندوا ثورة الخميني “الشيعية” ضد الشاه الامريكي!!(كان مصطفى البرزاني والد مسعود البرزاني من كبار مشايخ الصوفية وكانت حركته اسلامية اكثر مما هي قومية ,وكان يعارض الحكومة المركزية ليس لانها عربية وانما لانها بعثية شيوعية ).
وكان الاخوان المسلمين في مصر وتركيا والعراق وسوريا وكل دول العالم قد وقفوا الى جانب خميني ليس في ثورته ضد الشاه فقط وانما حتى في حربه ضد صدام البعثي,باعتبار ان حزب البعث العفلقي كان “كافرا” والخميني المعمم “اسلاميا”!!.
واليوم تقف ايران مع المالكي حليف امريكا في العراق ضد اهل الفلوجة اكثر من اذل امريكا وكسر خشمها في العالم!!.
نفاق ملالي الشيعة ليس وليد اللحظة,فهم يتخذون التشيع مطية ,مثلما اتخذوا من اهل البيت وسيلة للطعن بالعرب والحسين وسيلة للطعن بالاسلام.
قوة ايران في قدرتها على تحريك اذرعها في خارج حدود ايران,نقطة ضعفها هو تفككها الداخلي وانتشار اصوات النزعة الانفصالية عند اكراد وسنة ايران.
تنشغل ايران حاليا في اثارة الفتن في العالم الاسلامي,لكنها تجهل بان الفتنة المخبوءة في شعبها اذا ما اشتعلت فسوف لن تستطيع الصواريخ النوويية ولا الكيمياوية على اخماد نيرانها او منعها من ان تحرق راس خامنئي قبل ان تحرق خميني في قبره !.
يظن السيد مسعود البرزاني حاليا بان المالكي هو من يشن حربه ضد الاكراد,وهو لا يعلم (او يعلم) بان حرب المالكي على الاكراد انما هو جزء من مخطط واسع وكبير يراد منه هدف واحد فقط الا وهو منع نجاح النموذج الكردي العراقي الحالي من الوصول الى اطراف ايران الشمالية الغربية.
على السيد البرزاني اذا اراد ان يخنس المالكي ان يتخذ ثلاث خيارات :
الاول- تصدير النموذج الكردي العراقي الى ايران.
الثاني- تحشيد اكبر عدد من اعداء المالكي السياسيين بدءا بالاطراف السنية كالنجيفي والمطلك والخنجر وليس انتهاءا عند الاطراف الشيعية كعادل عبد المهدي والحكيم والصدر.
الثالث- دعم ثورة اهل السنة في الانبار وغيرها فكلما ضعف اهل السنة استفرد المالكي بالاكراد.
تفكير البرزاني في خوض المعركة لوحده مع المالكي سوف تكون نتائجه سلبية جدا وقد تكون مدمرة ,يجب ان تكون حرب البرزاني على المالكي شاملة وغير محسوسة,تبدا بالتحالفات وتمر بالاستخبارات ولا تتوقف عند التحالف حتى مع داعش كاقوى عنصر مولد للموجات الشاغلة للمالكي .
حرب المياه او التهديد بقطع انابيب النفط او زيادة القوة العسكرية للبيشمركة لن تكون قادرة لوحدها على ابعاد خطر ايران او المالكي,وعملية اغتيال رسام الكاريكاتير في كردستان قبل ايام اثبت (على خلاف ما كنا نتوقع) بان الاستخبارات الايرانية ما زالت متغلغلة وبقوة داخل عمق البنية الرسمية في كردستان,وانها باغتيالها لذلك الرسام بعثت اشارة مبطنة مفادها بانها قتلت هذا المسكين لمجرد رسم بسيط فكيف سيكون حال من يتجرا على اكثر من الرسم؟!.
خطة البرزاني التي طرحها اليوم كانت كلها دفاعية او قل هجومية تنطلق من ارض كردستان ,وهذا خطا فادح ,وكان عليه وبصورة عاجلة ان ينتقل بخطته الستراتيجية من الدفاع الى الهجوم المنطلق من ارض غير كردستان ,فالهجوم المطلوب حاليا يجب ان يتضمن نقل المعركة الى داخل ايران,ويتضمن التهديد بفضح ملفات استخباراتية تكشف عن دور المخابرات الايرانية ,مثلما يتضمن الهجوم مساعدة المجاميع المسلحة السنية في بلوشستان ومجاهدي خلق وباقي الحركات القومية والاثنية ,بالاضافة طبعا الى احياء الثورة الكردية في ايران.
لن يستطيع البرزاني الاعتماد على خطة الدفاع او الهجوم من كردستان ,فما زال خطر الاكراد الشيوعيين من اتباع الطلباني المتحالفين مع ايران كبيرا,وما زالت وحدة الشعب الكردي مفككة ومخترقة, وما زالت السليمانية تعتبر منتدى كبيرا لالتقاء الموساد وفيلق القدس,ولن تستطيع اسرائيل ولا ايران التفريط بالسليمانية,لذلك فان خطوة الدفاع يجب ان تتضمن تنقية الصف الكردي اولا,واختراق النشاطات الايرانية داخل كردستان ثانيا.
تحالف الاكراد مع اهل الانبار في ثورتهم,ومحاولة توسيع نشاطها من الانبار الى باقي المحافظات وخصوصا القريبة من خط التماس مع الجنوب قد يكون نقلة كبيرة في الحرب ضد المالكي, اما اكبر خطوة يمكن للبرزاني ان يتخذها حاليا ,فهو مساندة سنة البصرة في تشكيل محافظتهم في الزبير,حيث ان ذلك سوف يقطع خطوط امداد النفط من الجنوب(البصرة) والشمال(الاكراد) والوسط (الانبار), وبالتالي سوف تكون تكاليف نقل النفط اكبر من تكاليف تصديره,وهكذا سوف يموت المالكي غرقا بالنفط الذي سرقه من اهل العراق!.
وتبقى النصيحة للسيد البرزاني بان لا يدخل الحرب لوحده,لان كل هدف المالكي وايران اليوم هو محاصرة البرزاني واجباره على دخول الحرب وحيدا وبدون استعدادا كافية,وقد قيل سابقا لا تدخل حربا غير مستعد لها جيدا ,وان خير وسيلة للدفاع الهجوم.