15 نوفمبر، 2024 10:43 م
Search
Close this search box.

“شوقي عبد الأمير” فارس للفنون والآداب لعام 2023

“شوقي عبد الأمير” فارس للفنون والآداب لعام 2023

خاص: إعداد- سماح عادل

نال الشاعر العراقي “شوقي عبد الأمير” وسام الفارس للفنون والآداب لهذا العام 2023، وهو أسمي وسام ثقافي فرنسي. حيث اختارت وزيرة الثقافة الفرنسية «ريما عبد المالك» الشاعر العربي العراقي والدبلوماسي المعروف، والمستشار الحالي لرئيس معهد العالم العربي، شخصية العام الثقافية في فرنسا على المستوى العالمي، وذلك بمنحه وسام الفارس في الفنون والآداب.

هذا وقد أعلنت الوزيرة الجائزة الأسبوع الماضي في تصريح: «لى الشرف والسرور الكبير جداً أن أعلن لكم أنني قمت الآن بمنحكم في إطار تكريم الشتاء لعام 2023 مرتبة الفارس في الفنون والآداب وهي واحدة من الامتيازات الرئيسية الموجودة بين الامتيازات الأربعة في الجمهورية الفرنسية».

وأشارت إلى أن هذا التكريم يهدف إلى مكافأة الشخصيات التي تميزت بإبداعها في ميادين الثقافة وبدعمها ونشرها المعارف والمؤلفات التي تشكل ثروة في موروثنا الثقافي، وتريد بلادنا أن تحيي عالياً مساهمتكم في إثراء ونشر الفنون والآداب في فرنسا والعالم.

ويعتبر “شوقي عبد الأمير”، أحد شعراء القصيدة الحديثة في العراق والعالم العربي، حيث يستحضر رموز التاريخ وروح الأسطورة السومرية، وتمكن من نقل القصيدة العربية إلى ثقافات عالمية أخرى. ويعد من أبرز مؤسسي نمط القصيدة الحديثة في العراق، حيث اتسم إنتاجه بأسلوب فريد يستمد قوته من رموز التاريخ وروح الأسطورة السومرية المتجذر. وبحكم عمله الدبلوماسي نجح في نقل القصيدة العربية إلى ثقافات عالمية أخرى، وكانت كتابة الشعر سلوته في الغربة حيث قضى سنوات طويلة لتنعكس تلك التجربة على أعماله الفنية.

التعريف به..

“شوقي عبد الأمير” شاعر ودبلوماسي عراقي، ولد بمدينة الناصرية جنوب العراق، في 12 سبتمبر/ أيلول 1949، وعن ذلك يقول “علاقتي مع الناصرية وآثار أور ورموزها تتواصل معي في شعري”. وحصل على الماجستير في الأدب المقارن من السوربون عام 1974، عمل مدرسا بالجزائر، ثمّ انتقل إلى العمل الصحفي والثقافي وعمل مستشارا صحافيّا في سفارة اليمن الديمقراطية في باريس، ويعمل منذ 1991 مديرا للمركز الثقافي اليمني في باريس. صدر له الكثير من الدواوين الشعرية وهو ناشط في مجال العلاقات الدولية لمنظمة اليونسكو، ومن خبراء العلاقات الثقافية الدولية فيها، أسّس مشروع كتاب في جريدة في 1995 وهو أكبر مشروع ثقافيّ عربي تمّ تحت رعاية منظمة اليونسكو. أصبح خبيرا في العلاقات الثقافية الدولية بالمنظمة طيلة 10 سنوات، أصبح المستشار الثقافي العراقي في منظمة UNC، أمضى 35 عاماً في المنفى بين الجزائر واليمن وباريس، حتى استقر في بيروت، لبنان. خاله هو الشاعر “رشيد مجيد سعيد”.

حَدِيثُ العُرْي

قصيدة ل”شوقي عبد الأمير”

– قَالَ لِي جَسَدُ العُرْي؛

أَنَّ النَّوَافِذَ إِذْ تَرْتَدِي الرِّيحَ

تَعْرَى،

وَأَنَّ المَسَافَاتِ إِنْ وُلِدَتْ كَالأَجِنَّةِ

تَعْرَى،

وَأَنَّ القُرَى مَا استظلَّتْ بِلَيْلٍ وَطينٍ

سَتَعْرى

وَأَنَّ الخُطَى لَنْ تُبَاعِدَ إلاَّ

لِتَعْرَى

وَأَنَّ العُيُونَ عرَاءٌ

تَعَرَّى

– قُلْتُ هَاكَ انتِظَارِي

سَرَاوِيلَ عُرْيٍ

خَنَادِقَ مَحْفُورَةً بِالصَّهِيلِ

أَسَاوِرَ لِلتتَرِ النَّائمِينَ عُرَاةً عَلَى دَكَّةِ الحُلُمِ

طُيُوراً عَلَى حَافَةِ الأُفْقِ

حَيْثُ العَرَاءُ احتِمَاءٌ عَلَى جَدثٍ

يَرْتَدِي الرمْحُ فِي الفَرِيسَةِ أَلْوَانَها

يرتَدِي الصهِيلٌ الخٌيٌولاَ

– قَالَ هَلْ تَرْتَدِي مِنْ دَمِي جَمْرَةً

وَتَرْفَع عَنْ عُنُقِي رَايَةَ الوَجْهِ

عَنْ شَفَتَيَّ العرَاءَ القَتِيلاَ؟

– قُلْتُ إنِّي أرانِي أرَاكَ

ومَا بيننا الهتافُ الذي لَن يُقالا.

أَحَاديث مَمْنُوعَة

جُغْرَافِية

لَوْ أَسْرقُ مِنْ خَارِطَةِ الْوَطَنِ الشَّاسِعِ قَبْراً أَوْ بَيت

لَوْ أِسْتَبِقُ الصّحْرَاءَ إلَيْهِ جَفَافَا

لَوْ أَعْبُرُ خَارطَتِي فِيهِ

لَوْ يَسْكُنُنِي… حَجَراً… حَجَراً

لِي أَنْهَارٌ فَلاَّحُونَ وَعُشْبٌ

أَسْرَى خَلفَ حُدودِ الوَطَنِ الشَّاسِعْ

فِي خَارِطَةِ الوَطَنِ

أعْرِفُ كُلَّ تَضَارِيسِ السكِّين

أحْلاَمَ الجثَّةِ

رَشَاشَ رِجَالِ الأَمْنِ المَحْشُوِّ بِأَسْمَاءِ الفُقَرَاءِ

وَذَاكِرَةِ المَعْدُومِينْ

حَيْثُ الشَّارِعُ رُمْحٌ يَخْتَرِقُ الشارِعْ

فِي مُدُنٍ مُغٍمَضَةِ العَيْنَيْنِ

لِي خَارِطَةٌ أُخْرَى

خَلْفَ حُدُودِ المَوْجَةِ تَعْبُرُ إِنْ تُمْحَى

أَوْ تَعْتَزلُ المَجْرَى

فَالنَّهْرُ يَدٌ لِلأَبَدِ

وَالنَّهْرُ يَدِي

غَرقاً كُنْتُ بِهِ

وَحَصىً فِي التيَّارْ.

خَارِطَةٌ لِلطِّينِ المَفْخُورِ بِصَوْتِي

خَارِطَةٌ لَلأَسْفَنْجِ المَائِيِّ القَاطِنِ فِي حُزْنِي

خَارِطَةٌ لِلشَّجَرِ اللاَّجِىء

خَارِطَةٌ لِلنَّهْرِ بِلاَ ضفَّه

خَارِطَةً لِطَرِيقٍ لاَ تَأْتِي

ألرِّياحُ جَنُوبيَةٌ تَعْبُرُ البَحْرَ

ألرِّياحُ شَمَالِيَةٌ تَحْتَمِي بِالجِبَالِ

ألتَّضَارِيسُ تَبْدَأ بِالمقْبَرَهْ

ألرِّجَالُ يَؤوبُونَ عَبْرَ الْبَنَادِقِ وَالغَسقِ المُتَوَهّجِ

مَا بَيْنَ أَسْوَارِنَا وَالحَنِينْ

وَبَيْنَ السمَاوَاتِ وَالجُرْحِ يَنْجِسُ النَّهْرُ

أَزْرَقَ

أَزْرَقَ

أَزْرَقَ

لاَ يُقْتَفَى

لِلطيُورِ التِي أُسْقِطَتْ بَيْنَ أَضْلاَعِنَا

لِلطيُورِ التِي هَاجَرَتْ بَيْنَ أضْلاَعِنَا

لِلطيُورِ التِي لاَ تُفَارِقُ أضْلاَعَنَا

سَنَقْتَسِمُ الخَارِطَة؛

مَرَّةً فِي الوَجيفِ

وَثَانِيَةً فِي الرَّصَاصِ

وَثَالِثَةً فِي النَّزِيفِ

النَّوَافِذُ تُفْتَحُ فِي الخَارِطَهْ

الطيُورُ تحطُّ عَلَى الخَارِطَهْ

القطَارُ يُصَفِّرُ فِي الخَارِطَهْ

خَارِطَة (3)

هُوَ النَّهْرُ أمْوَاهُهُ وَالضفَافُ وَصَوْتٌ مِنَ الأَمْسِ أَخْضَرُ

يَنْأى وَرَاءَ القُرَى وَالعُيُون الخَفيضَةِ لاَ ضَفَّةٌ تُسْتَرَدُّ وَلاَ

مَوْجَةٌ تَكْتَفِي بِالعُبُورِ النَّخِيلُ ذُبُولٌ تَطَاوَلَ بِالأَحْمَرِ

المُتَخَثّرِ يُرْسَمُ صَمْتُ المَقَابِرِ نَافِذَةً.. والْحُدُودُ تَشُدُّ

جَدَارَكَ لِلْشَّمْسِ أُغْنِيَةُ النَّهْرِ بَيْضَاءُ… بَيْضَاءُ وَجْهُكَ

كَالجَمْرِ يَبْرُدُ يَنْأى رَمَاداً وَلاَ جَبَلٌ فِي الخَرِيطَةِ

يَعْتَزِلُ الغَيْمَ لاَ جُثَّةٌ فِي السمَاوةِ وَالنَّاصِرِيَّةِ تَعْبُرُ بَابَ

الجَنُوبِ الفُراتُ سِنينٌ يضَاءُ بِهَا الفَقْرُ وَالمَوْتُ

فَاسْتَمطِري غَيْمَةَ الجُرْحِ أَنّى انتَهَيْتِ فَأَنْتِ عَلَى جُثَّتِي

يَجُوبُ الخَرِيطَةَ حُزْنٌ قَدِيمٌ تَأَبَّدَ لاَ وَطَنٌ فِي المَنَافِيَ

يُدْرك أَسْرَارَهُ

عَبَرْتُ إِلَيْهِ صَحَارى وبَاعَدْتُ كَالصَّوْتِ قُلْتُ سَآوِي

إِلَى جَبَلِ أحْتَمِي وَأشدُّ إِلى غَيْمَةِ جَسَداً غَادَرتَني

النهَايَاتُ شَرخاً عَلَى جَبَلٍ؟ … بِرْكَةٌ صَوْتُكَ المُتَبَقِّيَ

تَطْفُو بِهَا جُثَّةٌ

وَالطَّرِيقُ إِليْكَ إنْتَهَاءُ الطرِيق وخَلْفَ القُرَى

وَالريَّاحِ الجَنُوبِيَّةِ المُشْتَهَاةِ الخَرِيطَةُ تَبْعُدُ

تَبْعُدُ… تَبْعُدُ…

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة