لم تكن مفاجئة لنا تلك التصريحات التي أدلى بها البعض ممن ينطبق عليه المثل : ” يكاد المريب يقول خذوني “
فهؤلاء معرفون بأختزان روح الدكتاتورية وسلوكهم البيروقراطي مسلط عليه أضواء علم أشارات الجسد الذي ينطلق من قاعدة : أتقوا فراسة المؤمن فأنه ينظر بنور الله ” وقبل ذلك من التوجيه القرأني ” لتعرفنهم في لحن القول ” أما سيماهم في وجوههم فليسوا لهم نصيب منها ولو كانت لهم كل فضائيات الدنيا وكل ملتقيات الثقافة بدون ثقافة , ولو لبسوا كل جبب الحوزة وأعتمروا كل عمامات المعممين , وحتى لو كان لهم من الحضار مايملآون مكاتبهم وقاعاتهم فأنهم خشب مسندة تفرقهم العصا وتجمعهم الموائد , فهم كألانعام بل أضل سبيلا , ومحنة العراق مع هؤلاء تمتد الى حقب تاريخية موغلة في القدم , أسقطهم ألانتفاخ وألادعاء وبقي العراق يحنو على ثقافة العترة المطهرة من أل البيت مثلما بقي معتزا بقصائد الفرزدق والكميت والمتنبي والصاحب بن عباد وأبي فراس الحمداني والشريف الرضي وأبن أبي الحديد المعتزلي الذي تغنى بروائع نهج البلاغة التي حركت مشاعر جورج جرداق وسليمان كتاني وغاندي الهند وبعض مستشرقي الغرب الذين كانت كتاباتهم ممهدة لقرار ألامم المتحدة بأعتبار ألامام علي بن أبي طالب أعدل حاكم ظهر في التاريخ البشري .
أن تهديدات هؤلاء هي زبد , والزبد دائما يذهب جفاء , وماينفع الناس يمكث في ألارض .
وتهديدات هؤلاء هي حظ عاثر لمن لايعرف قدر المنابر لاسيما أولئك الذين صعدوها تجبرا فلم يعطوا المنبر حقه كذلك الذي صعد المنبر يوما فقال : سلوني ماتحت العرش ؟ فقال له أحدهم : من حلق لآدم عندما حج ؟ فأطرق برأسه وقال : سامحوني أخذني الغرور , هذه الكلمة لايستحقها ألا علي بن أبي طالب عندما قال : سلوني قبل أن تفقدوني ؟
أن نرجسية هؤلاء لاتتحمل النقد والملاحظة , فالخطابات التي وجهت اليهم عبر الفيسبوك وتويتر منتقدة ومسمية أسماء المحدودين والمزورين والمرتشين الذين أوصلوهم الى مقاعد المسؤولية تعسفا , واليوم أعادوا ترشيحهم للانتخابات عنوة وتعمدا غير أبهين برأي المرجعية , ولا برأي القواعد الشعبية , وهي حالة من التمادي والغرور الذي يقود صاحبه الى التهلكة والتلاشي كما قادت غيرهم .
أن الجواب الحاسم والشافي لهؤلاء سيكون بأذن الله عبر ألانتخابات القادمة التي ستطيح برؤس أسكرتها الحماقة التي أعيت مداويها .