خاص: كتبت- سماح عادل
فيلم Ghost Town فيلم خيالي رومانسي أمريكي، يحكي عن قصة حب تغير فيها البطل بسبب وقوعه في حب امرأة.
الحكاية..
كان “فرانك هيرليهي” يحادث زوجته على الهاتف في مدينة نيويورك، وكانت تسأله عن شقة ينتوي شراءها، وكان يحاول الكذب عليها، ثم يهاتف السمسار غاضبا ليوضح له أن الشقة لعشيقته، ثم وعن طريق الخطأ تصدمه حافلة، ليستيقظ من موته ليجد نفسه كائن هلامي، يمر الناس من خلاله. بعد ذلك تنتقل الكاميرا إلى طبيب أسنان معزول، لا يحب حديث الناس أو التواصل معهم، يدعى “بيرترام بينكوس”، يهرب من احتفال شريكه في العيادة بمولوده الجديد، ويذهب إلى العمارة التي يسكن فيها وهي قريبة جدا من عيادته.
ثم يجد نفسه وهو يعاني من إمساك حاد فيشرب كمية كبيرة من الدواء، ثم يشعر بضرورة التدخل الطبي لحالته، فيذهب الى مستشفى قريبة ليخضع لعملية منظار على القاولون، وتنصحه الطبيبة ألا يخضع للتخدير الكلي لكنه يقول لها أنه يفضل ذلك، ثم يدخل إلى غرفة العمليات وهو غير مهتم بحديث من حوله، ويخرج في اليوم التالي، يركب المصعد ويخرج من المستشفى، ويجد بعض الممرضات يدخن السجائر فيعبر عن تذمره لممرضة أخرى تقف بجوارهم وحينها تندهش الممرضة لأنه يستطيع أن يراها ويحدثها وتجري ورائه.
تتبع..
ثم يفاجئ بعدد كبير من البشر يجرون وراءه ويحدثونه ويحاول الهرب منهم، لكن أحدهم يظل يلاحقه في ذلك اليوم وهو “فرانك”، ويخبره أنه سوف يطرد هؤلاء الذين يطاردونه إذا استجاب له ووافق على إسداءه خدمة. يهرب منه “بيرترام” ويشعر بالغرابة حين يعرف أن كل هؤلاء الذين يطاردونه ما هم إلا أشباح لا يراها أحد من البشر.
ينام بصعوبة ويذهب في اليوم التالي إلى المستشفى التي أجرى فيها عملية منظار القاولون لتخبره الطبيبة بعد عناء أنه توفي لمدة سبع دقائق تحت تأثير التخدير العام أثناء العملية، وأنهم استطاعوا إعادته إلى الحياة. وحين ينفعل عليها يخبره أمن المستشفى أنه وقع على تعهد بعدم مقاضاتهم. تزداد دهشة وحيرة “بيرترام” ويعود إلى منزله ليستمر عدد كبير من الأشباح في مطاردته وهو يحاول الهروب منهم، ثم يتقابل مع “فرانك” شرط أن يبعدهم عنه.
خدمة..
يجلسان في أحد المقاهي ويخبره “فرانك” بالخدمة التي يود منه أن يسديها له، وهي أن يبعد أرملته “جوين” عالمة المصريات المحترفة عن رجل تحبه وتنتوي الزواج منه، يدعى “ريتشارد”، وهو محامي في مجال حقوق الإنسان لأنه سوف يستولي على أموالها التي تركها لها. يتردد “بيرترام” في الموافقة، ويحاول “فرانك” إقناعه، ويكتشف أن زوجة “فرانك” تسكن معه في نفس العمارة.
ويذهبان سويا لعملها حيث تعرض معلومات عن مومياء مصرية لملك من الحضارة القديمة، وتتعرف عليه فهو الجار المعزول الذي يعاملها بشكل سيء والذي رفض أكثر من مرة مساعدتها، يحادثها “بيرترام” لكنه لا يلفت انتباهها.
لفت انتباه..
ثم في المصعد حين يتقابلان مصادفة يجذب اهتمامها من خلال إشارته إلى وجود مرض يتعلق بأسنان الملك المصري المحنط الذي كانت تدرسه. ويكشف لها لغز موته. ثم تطلب منه أن يعاين المومياء ويذهب معها إلى منطقة عملها ويقوم بذلك وتفرح جدا بتحليليه. ثم تسأله عن استشارة عن أسنانها فيقول لها أن عليها أن تأتي إلى العيادة. ويراها “ريتشارد” بصحبته، ثم يدعوه على العشاء في شقة “جوين”. يتناول “بيرترام” العشاء مع “جوين وريتشارد”، ويقرر أنه ليس سيئًا للغاية، لكنه هو نفسه يبدأ في حبها.
انجذاب..
ثم يبدأ في مداعبتها بكلمات طريفة وهي تستمتع بروح الدعابة. بعد أن يرحل “ريتشارد” في منتصف العشاء لأن لديه حالة طوارئ في العمل، ثم يمشي “بيرترام” و”جوين” مع كلبها، ويذهبان لتناول مشروب. ويتشاركان قصصهم الحزينة عن علاقاتهما العاطفية الأخيرة، وتكشف “جوين” له أنها علمت بعشيقة “فرانك” يوم وفاته.
عندما يزور ريتشارد “بيرترام” لبعض أعمال طب الأسنان، يعلم أن “جوين” قد فسخت خطوبتهما. ويفرح “بيرترام” كثيرا لهذا الخبر لأنه بدأ الشعور بالانجذاب نحو “جوين”، وهذا يعني أنها أصبحت متاحة أمامه.
تقرب..
فيشتري قميصا جديدا ويفكر في التقرب إليها أكثر، وبالنسبة ل “فرانك” لا يفهم سبب بقائه على الأرض إذا كان “عمله غير المكتمل” هو تفكيك علاقة “ريتشارد وجوين” وقد تم. وتصرح “جوين” ل”بيرترام” أنها تفكر في قبول عمل في التنقيب عن الآثار في وادي الملوك لمدة ستة أشهر. حينما يقابلها “بيرترام” ويعطيها هدية عابرة، عبارة عن سلسلة مفاتيح من صائغ فاخر، بعد أن عرف أنها كسرت سلسة مفاتيحها، لكنه أثناء الحديث يكشف عن طريق الخطأ معلومات عن علاقتها ب “فرانك” لم يكن يعرفها سوى “فرانك” نفسه..
مقاطعة..
تشعر “جوين” بالغضب وتتهمه أنه يحاول إغوائها عن طريق إخبارها بأشياء عن حياتها مع “فرانك”، وأنه ربما صديق قديم ل”فرانك” ويستغل المعلومات التي عرفها عن علاقتهما، وتطلب منه قول الحقيقة، ويخبرها “بيرترام” بالقصة الكاملة عن الأشباح. ولا تصدقه وتطالب بمعرفة أسوأ كابوس ل”فرانك”، إذا كان يراه الآن كما يدعي ويكذب “فرانك” على “بيرترام”، لأنه لا يحب تقرب “بيرترام” من “جوين”، مما دفع “جوين” إلى مقاطعته.
مساعدة..
يشعر “بيرترام” باكتئاب بعد مقاطعة “جوين” له، ويطلب من شريكه في العمل أن يكتب له أدوية تنسيه الشعور بالألم وتجعله ينام، ويقنعه زميله أن حياته ستكون أفضل إذا قرر التوقف عن الابتعاد عن الناس وتجنبهم والبدء في مساعدتهم. يشعر “بيرترام” أن الحل هنا، فيبدأ بمساعدة الأشباح من حوله في “أعمالهم غير المكتملة” على الأرض، مما يوفر الراحة للأشخاص الذين تركوا وراءهم وتمكين الأشباح من المغادرة. أثناء قيامه بذلك، يدرك أن الأشباح كانت ما تزال على الأرض ليس لأن لديهم عملًا غير مكتمل، ولكن لأن الأشخاص الذين كانوا قريبين منهم لم ينتهوا منهم.
ويدرك “فرانك” أيضا أنه لا يمكن أن يغادر لأن “جوين” لا تتركه يذهب، وأنها مازلت تفكر فيه بحزن وتفكر في خيانته لها وإيذائه لها.
شبح..
يواجهها “بيرترام” وبينما يحاول إقناعها بتصديقه بشأن الأشباح، تصدمه حافلة ويتحول هو الآن إلى شبح، يراقب مع “فرانك” بينما يتشكل حشد من الناس، وتحزن “جوين” عليه وتشعر بالخوف الشديد، ويصل “ريتشارد” لأداء الإنعاش القلبي الرئوي ل”بيرترام”. عند رؤية مدى انزعاج “جوين” وإدراكها أنها تهتم ب”بيرترام”، يقدم له “فرانك” نصيحة ويغادر الأرض أخيرا. وينجو “بيرترام” في النهاية من الحادث.
بعد مرور بعض الوقت، أثناء البحث عن دكتور “براشار” للحصول على موعد، تدخل “جوين” مكتب “بيرترام”. ويخبرها عن كابوس “فرانك” الحقيقي وهو ضياعه عن طريق المنزل، وكانت هذه هي النصيحة التي قالها له “فرانك” أن عليه ألا يضيع عن طريقه الصحيح. ثم يؤكد لها “بيرترام” أن “فرانك” “وجد طريقه إلى المنزل”. ثم تعود لتحادثه مما يعني أنها تستأنف التواصل معه وينتهي الفيلم على ذلك.
حكاية بسيطة..
الإخراج جيد، وباقي التفاصيل، ويعتمد على حكاية بسيطة وخفيفة، حكاية رومانسية عن انجذاب يحدث بين امرأة ورجل، باستثناء فكرة الأشباح والتي لم يتم تناولها بعمق، هي قصة رومانسية عادية، لا تقدم جديد. رجل معزول ومشغول بنفسه، يبتعد عن الناس ويحمل لهم العداء، أو على أقل تقدير عدم الاهتمام والتجاهل والانزعاج من وجودهم، وللأسف لم يقدم السيناريو خلفية البطل لكي نعرف ما الذي جعله يصل إلى تلك النتيجة من الانعزال وكراهية التواصل مع البشر، وفجأة ونتيجة لبعض الظروف يجد نفسه أمام امرأة جذابة، فيشعر بالانجذاب الشديد، ويبدأ في رؤية الحياة والعالم بشكل مختلف هذا الانجذاب يغير نظرته الكلية للحياة، بل ويغير من سلوكه إلى العكس، ويصبح مساعدا للآخرين، ويكتشف جانبا آخر من ذاته.
وكأن الفيلم يريد أن يؤكد على فكرة أن الحب يغير الناس، أو على الأقل يجعلهم يرون بشكل أفضل ويحسون الحياة بشكل أفضل، ويتخلصون من سلبياتهم، ليكونوا النسخ الأفضل من ذواتهم، وهذا ما حدث مع البطل، والذي تغير بالفعل وأصبح أكثر رقة وإنسانية.
وهناك ملاحظة طريفة، تعكس كيف يفكر بعض الأمريكيين، حين سخروا من “ريتشارد” لأن لديه حس إنساني عالي ويساعد الناس ويساعد الفقراء والمحتاجين واللاجئين، “فرانك” و”بيرترام” الاثنان كرهوه، لأنه يضعهم أمام أنفسهم، ويصور مدى الاختلافات بينه وبينهم، وإن لم يتعمد فعل ذلك هو، وكأن السخرية بما يقومون بفعل الخير تقليد أمريكي، أو ربما هي دعابة أمريكية.
الفيلم..
Ghost Town هو فيلم كوميدي خيالي أمريكي صدر عام 2008 من إخراج “ديفيد كوب”، والذي شارك أيضا في كتابة السيناريو مع “جون كامبس”. يقوم ببطولته الممثل الكوميدي الإنجليزي “ريكي جيرفيه” مع “تيا ليوني” و”جريج كينير”، تم التصوير في الجانب الشرقي العلوي من مدينة نيويورك. فيما يتعلق بشخصيته، قال الممثل الرئيسي “ريكي جيرفيه” “فقط ما تريده أمريكا: فنان كوميدي سمين، بريطاني، في منتصف العمر يحاول أن يكون بطلاً شبه رومانسي”.
كانت تقييمات Ghost Town إيجابية في الغالب. حصل الفيلم على 85٪ من 184 تقييمًا تم جمعها بواسطة مجمع المراجعة Rotten Tomatoes . ينص إجماع الموقع على ما يلي: “يحول أداء ريكي جيرفيه الحاد المستمر والتنفيذ الجاف الجميل هذه الكوميديا السائدة إلى فيلم كوميدي رومانسي محبب ومضحك وخفيف تمامًا. مع الأشباح”. أعطته Rotten Tomatoes جائزة طماطم ذهبية لأفضل فيلم رومانسي لعام 2008. حصل الفيلم على تصنيف 72 من 100 على Metacritic من 30 تقييمًا.
أعطى روجر إيبرت الفيلم ثلاثة من أصل أربعة نجوم في Chicago Sun-Times، واصفًا إياه بأنه “rom-com خفيف الوزن يرتقي بأدائه”، وأعطى Cosmo Landesman من صحيفة “صنداي تايمز” الفيلم ثلاثة نجوم (من خمسة)، واصفا إياه بأنه “كوميديا خفيفة مليئة بالناس الداكنين” التي “ليست مضحكة كما يجب أن تكون” ولكنها تتميز “بأداء رائع” من جيرفيه.