بمناسبة قرب وصول وفد سياحي ايراني الى مصر واستئناف الرحلات الجوية بين البلدين وفتح قنصلية ايرانية في مصر بوساطة العراق، سألت أحد الاخوة المصريين هل شاهدت ما حل بسوريا والعراق واليمن ولبنان بعدما تغلغل فيها الايرانيين، قال لي الوضع في مصر مختلف لان قبول استئناف الرحلات السياحية من اجل الاموال التي تحتاجها مصر لاغير وان عيون الامن المصري بالمرصاد .. فقلت صحيح ان الامن المصري قادر على رصد تحركات السواح الايرانيين ولكن ايران ليست جمعية خيرية وليس هناك اموال من غير مقابل وان طريقة ايران معروفة في استغلال المزارات الدينية وضخ الاموال والتبرعات بحجة اعادة اعمارها من خلال تفويض اشخاص او تأسيس جمعيات لهذا الغرض، وهذا ما فاوضت علية ايران من قبل حكومة محمد مرسي بشأن التبرع بثلاثين مليار دولار لاعادة ترميم التراث الفاطمي بشرط ان يكون تحت اشراف ايران، واليوم سوف يتم استخدام نفس الاسلوب من اجل النفاذ الى مصر بهذة الاموال، ولكن السؤال من اين تأتي ايران بتلك الاموال وتصرف بالهبل على نشر التشيع الفارسي سواء في البلاد العربية او في افريقيا او في كل مكان يتواجد فيه مسلمون وهي تتعرض لحصار وعقوبات اقتصادية منذ سنين، هناك كثير من يقول ان ايران لم تخسر شيء لانها اتخذت من العراق قاعدة ومركز لتحقيق اهدافها واجنداتها فمن اموال العراق تصرف على ميليشياتها في سوريا ولبنان واليمن فضلاً عن استخدام العراق منطقة حياد تنفذ من خلاله الى الدول العربية بحجة انه بدء يقيم علاقات توازن مع الدول العربية وان حكومته ترغب في العودة الى الحضن العربي، بينما في الحقيقة ان اي خطوة يخطوها العراق بمشيئة ايرانية وبتوجيهات من طهران ليكون الجسر الذي تنفذ من خلاله لاختراق الدول الاخرى .. مما يعني ان العراق والمال العراقي هو السلاح الذي تستخدمه ايران للوصول الى دول المنطقة ومنها مصر مستغلة الظرف الاقتصادي الذي يعيشه المواطن المصري وتحدي القيادة المصرية الصعاب من اجل العبور الى التنمية والبناء رغم الزيادة السكانية والازمات الاقتصادية التي تعصف بالعالم لهذا تحمل الشعب المصري كثير من الاعباء والتضحيات لكي تحقق مصر نهضتها الموعودة، بينما ايران تريد ان تستغل الضائقة المالية بحجة السياحة الدينية لدعم اقتصاد مصر لانها تعلم ان الشعب المصري مؤمن بالفطرة ومحب لاهل البيت وهو المنفذ الخبيث الذي يمكن ان تستغله ايران لنشر عقائدها المنحرفة وسط الناس البسطاء لانها ترى في مصر والسعودية القلاع التي بقيت للعرب في حفظ الاسلام الصحيح وهذا ما عمل الغرب على اطلاق عنان ايران على الارض ليكون لها دور مرسوم في العالم العربي والاسلامي لتغيير الثوابت في الخارطة السياسية والدينية لان الغرب على علم بمدى التقاطع الفكري بين القومية الفارسية والعقيدة الاسلامية والتكامل الفكري بين القومية العربية والاسلام لهذا لابد من تشجيع ايران على اختراق العالم العربي والاسلامي وخصوصاً مصر من خلال السياحة التي ستعرف لاحقاً بالسياحة الدينية كما يروج لها مستغله وجود ما يعرف بدفن رأس الامام الحسين في مصر والرقص على وتر التراث الفاطمي لاتخاذهم مزارات تنفذ منه ايران لاختراق الامن القومي المصري. ومن ثم الدور على السعودية والله اعلم ما يخفي الاتفاق الايراني السعودي برعاية الصين من مصائب سوف تحل على امة العرب لان الغرب شجع فكرة التعامل الثنائي على حساب العمل العربي المشترك ودعم اي دولة عربية تعمل من اجل مصلحتها في اقامة علاقات ثنائية مع أي دولة حتى وان كان ذلك على حساب الاخرين من الاشقاء العرب لزيادة التباعد والفرقة بين الدول العربية واليوم ايران هي الاداة التي باتت تستخدم لترسيخ هذا التباعد من خلال انفرادها بكل دولة على حدة في اقامة علاقات ثنائية مبهمة خصوصاً بعد فشل موضوع التطبيع بين الدول العربية واسرائيل بسبب الرفض الشعبي وعدم تقبل النفسية العربية لذلك التطبيع .