كالمعتاد التقى السيد مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان العراق قبل أيام بعددٍ من مواطني الإقليم وكانوا من كافة الشرائح ومن مناطق مختلفة وفي لقاء وديٍ ومباشر كل منهم أدلى بدلوه وعبر عن ما يعاني منه المجتمع الكوردستاني واستمع سيادته بكل صبرٍ وتأني إلى آرائهم وبعدها تم الإجابة على كل ما تم طرحه في نطاق الإمكانات المتوفرة ضمن إطار سياسة الحكومة.
في رده على سؤال أحد الحاضرين قال سيادته (أن الفاسدين والذين وقفت ضد مصالحهم يكرهونني)
نعم سيادة الرئيس.. ان محاربة الفساد هو الشعار الذي رفعتموه منذ توليكم رئاسة الحكومة كان نابعًا من صلب معرفتكم وقراءتكم الصحيحة لمًا كان يأن من وطأته ويعاني منه إقليم كوردستان وكنتم تعرفون جيدًا ان هذا الطريق ليس مفروشًا بالورود فلو كان كذلك لسلكه كل الناس ولكنه صعب للغاية ويحتاج الى جهود وقرارات كثيرة وتضحيات وشجاعة.
بات الفساد الاداري والمالي ثقافةً وفناً وفرصة ذهبية لا يتكرر لكل من يقدر عليه والأدهى من ذلك ان من لا يفسد يقع تحت لومة المجتمع (طبعًا الفاسدين الآخرين من أمثالهم) أنه لا يجيد التعامل مع الفرصة ويربطون السمعة الطيبة والشخصية القوية بما يملكه الشخص من الثروة دون الالتفات الى مصدر ذلك ولا يستثنى منه إلا أصحاب القيم والمبادئ الرصينة وهم قليلون نادرون ولكنهم مؤثرين وممتازين وصادقين في حياتهم وتعاملاتهم ولا يبيعون ضمائرهم بدراهم بخسة لان كرامة الانسان عندهم أولى وأغلى من كنوز الارض كلها.
اقتلاع الفساد من الجذور مهمة شاقة ويحتاج الى إرادة قوية وتضحيات جسام لان هذه الجذور أمتدت الى الأعماق وارتبطت ببعضها البعض وتشابكت فيما بينها .
أولى الخطوات في طريق الاصلاح يقابله الكره والبغض و وضع العراقيل وتكبير القضية وتصويرها أنها خارج نطاق الحكم والسيطرة وإنها سيخلق حالة فوضى وهزات ارتدادية ضخمة وسيكون لها عواقب وخيمة على هيبة الحكومة والحزب، لأن الفاسدين يعلمون إنه البداية لنهايتهم وستشرق شمس زوالهم قريبًا ليرى الشعب المخلص والمصلح نورًا ونهارًا طال انتظارها.
من يعرف طبيعة الطريق الذي يسلكه وعارفًا بما فيه من انحناءات ومطبات يكون سهلًا عليه تجاوزه والوصول الى بر الامان بسهولة.
سيادة الرئيس.. لقد بدأتم وسلكتم الطريق الصحيح و وفقتم في تشخيص الوضع والحالة وخطواتكم في محاربة الفساد محل فخر واعتزاز الجميع المخلصين طبعًا، تقدموا الى الأمام ومن ورائكم كل المخلصين المحبين لوطنهم وأضرب هؤلاء المتطفلين المارقين في الفساد بيد من حديد اعتمادًا على الخيرين الصادقين رغم قلتهم ولكنهم سيبقون الأقوى ويحتاجون إلى دعمكم ومساندتكم لأنهم الأساس القوي والمتين الذين يبنون الأوطان ويرفعون رايته عاليًا ويدخلون التاريخ من أوسع ابوابه.
كره الفاسد لكم دليل مسيرتكم الصادقة والصحيحة واستطعتم ضربه والوقوف في وجه مصالحه ومطامعه وشعوره بقرب نهايته وان كرههم غثاء كغثاء السيل.
حب المخلص لكل من يجرؤ على محاربة الفساد لا يقارن بأي ثمن لأنه نابع من أعماق القلب ويقف معه ويضحي من أجل الإصلاح وبناء الانسان الصالح المصلح ولا يلتفت الى أي قيل وقال، صحيح أنهم أصوات قليلة ونادرة ولكنها ثمينة وغالية، أصواتهم قد لا تسمع ولكن قلوبهم مع كل ضربة على الفاسدين تملأ فرحًا وسرورًا وينتظرون الضربة الأخرى ويرغبون المشاركة.
حب مخلص واحد لكم يفوق كره الآلاف من الفاسدين والأمر يحتاج الى حسن الاختيار وتقديم الدعم والمساندة لهم، فكل مخلص مصلح قادر على ان يقود سفينة كبيرة الى بر الامان.
سيادة الرئيس.. سيروا إلى الأمام بخطوات واثقة والمخلصين معكم ولا يقفنكم كره الفاسدين وبغضهم لإنهم كزبد البحر لا وزن لهم ولا تأثير سوى محاولة عرقلة المسير إن إستطاعوا ولكن هيهات هيهات لهم..
أهنىء غالبية الشعب العراقي الذين هم من مواليد ١/٧ وسجلوا يوم مواليدهم دون معرفة اليوم الصحيح لولادتهم وهذا من عجائب العراق العظيم..