لست أدري باي صورة يمكن لنا أن نصف ما نعيشه من واقع مؤلم كونه حقيقة ام انه كابوس مزعج يخنق آمالنا وأنفاسنا ، بحيث تصل الامور لدى بعض المسحوقين والمظلومين الى تمني الموت على أن يرضوا بهذا الواقع الذي قضى على أي بارقة امل قد تلوح في أفق العراق …لا عاجلاً ولا آجلاً مع وجود مثل هؤلاء الحثالة الذين أبتلي العراق بأمثالهم ، واي زمان هذا الذي تسيد فيه نفر لايمتلك أبسط مقومات القيادة او الدراسة الاكاديمية ويتبوؤن مناصب لاتليق الا بمن أفنى حياته بالعلم والادارة والتحصيل الدراسي وأكتمال جوانب الشخصية السليمة والقويمة ، مناسبة هذا الحيث الذي يدمي القلب ويملأه قيحاً ماشاهده مشاهدي قناة السومرية عند لقاءها (بهذا ) العبعوب .. انسان ربما يصلح موزعاً للجرائد وليس غير ذلك يتبوء (أمين بغداد) ..وبدأ يتحدث بطريقة يريد فيها أن يسخر من عقول العراقيين بينما في واقع الحال جعل من نفسه (أضحوكة) ومادة للتندر والتهكم على مواقع التواصل الاجتماعي حين قال ” أن الخدمات البلدية التي تقدم في بغداد تتفوق على الخدمات التي تقدم في نيورك ” وقال ( نيورك ) وليس كما متعارف عليه (نيو يورك) .. وأكمل (مسخرته) بقوله ” بغداد أفضل من أربيل ” .. وأتم حديثه السخيف بقوله ” لاتنبهروا بدبي .. فليست هي الا زرق ..ورق ” .. ماذا أقول لك أيها المخبول ..أذا دبي هي زرق ورق .. اي بالمفهوم الدارج أن العمارات وناطحات السحاب وكورنيش دبي عبارة عن واجهات جميلة لكنها خاوية .. فبماذا تصف (بغداد)أيها الارعن .. رغم أنها حبيبة قلوبنا لكن لايسعنا الا أن نصفها بـ (مزبلة العالم ) جراء تولي السراق والمارقين مهمة أدارتها وأطلاق اسم (أمين بغداد ) على من يتولى المهام البلدية فيها .. وقد زرت بغداد مؤخراً .. ومررت بشوارع السعدون والازقة التي خلفه ومررت بالاعظمية وشاهدت أطنان النفايات والمباني على حالها منذ عقود من الزمان وقد أصابها ضرر تقادم الزمن ..فاصبحت الصورة السابقة لبغداد في مخيلتي أجمل من بغداد الحالية رغم انفاق المليارات عليها دون تغيير يذكر . باي منطق يتكلم هذا؟ .. أهو يريد أن يستغفلنا ؟.أم يجعل من نفسه متغابي بامتياز .. أم ياترى ..هو غبيٌ فعلاً .. والمناسبة الثانية لحديثنا هو ما صرح به رئيس الوزراء المالكي عقب حادثة السيارة المفخخة التي ضربت أحدى السيطرات الامنية في الحلة وخلفت وراءها اكثر من 70 شهيداً واكثر من 100 جريح ، في حادثة مؤلمة تثبت عجز القوات الامنية وعجز الخطط التي يتبج بها القائمون عليها من القائد العام الى أصغر جندي .. خرج المالكي وبدلاً من أقالة القادة الامنيين وأحالتهم الى التحقيق والمحاكمة .. ينبري لأطلاق (صيحة طائفية مقيتة ) عند أعلانه وبصورة الواثق من نفسه ” أن السيارة المفخخة التي ضربت الحلة جاءت من الفلوجة ” ، هل هذا منطق القائد العام للقوات المسلحة .. ؟ وهل تتبعت أنت شخصياً مسار السيارة ؟ او هل تتبعتها قواتك الأمنية التي تحاصر الفلوجة والرمادي ومحافظة الانبار جميعها ؟ وعلمت أنها أنطلقت من الفلوجة ؟ التحريض الاعلامي الطائفي واضح جداً هذا التصريح ؟ أنه اللعب بعقول البسطاء وتغليب الروح الطائفية على المعلومة الاستخبارية القائمة على التحليل والرصد .. أم أنها برقية تعزية للمفجوعين ذوي الضحايا ؟ ثم اليس هذا التصريح فيه أدانة واضحة وصريحة لشخص القائد العام وقواته الامنية والاستخبارية التي حسب قولها ( عرفت أن السيارة أنطلقت من الفلوجة ) وتركت لتدخل الى الحلة وتحدث هذه الكارثة ، أم أن كلامكم غير صحيح وان هذه القوات على كثرتها فشلت في كشف هذه السيارة رغم مرورها بـ 18 سيطرة أمنية المرابطة بين الفلوجة ومدخل مدينة الحلة ، وتحتاج لمدة ساعتين من السير لبلوغها أهدافها ؟ فاين الخلل ؟ هذا الامر يطرح خيارين لاثالث لهما اما عجز القوات الامنية المرابطة التي مرت من أمامهم السيارة واما (التواطؤ) .. وهذه الكارثة الكبرى بحق الابرياء لايصال رسالة انتخابية قذرة قائمة على التجييش الطائفي ولا ضير من سكب انهار الدم في سبيل أيصالها .
