ترجمـة – وليد خالد احمد
كتابة ــــ دان فاهي
نشر الباحث الامريكي دان فاهي Dan fahey المتخصص بامراض حرب الخليج Gulf war Syndrome ضمن مجموعة تقاريره وابحاثه عن استخدام الولايات المتحدة الامريكية لاسلحة يدخل في تركيبها عنصر اليورانيوم المنضب Depleted Uranium مجموعة شهادات لمحاربين امريكان شاركوا في العدوان الامريكي على العراق عام 1991، ظهرت عليهم اعراض مرضية وعلى زوجاتهم وابناءهم – لم تعرف من قبل نتيجة تماسهم المباشر وتعاملهم مع هذه النوعية من الاسلحة وقضاءهم مدة في المناطق التي تلوثت بهذه الاسلحة في جنوب العراق وشمال الكويت.
* الرقيب كريس كورنكفين
احتياط، سرية اسناد الهجوم 304
لقد صعدت الى عدد كبير من المدرعات العراقية المحترقة في جنوب العراق وشمال الكويت، حيث اننا لم نتلق اي تحذير عن استخدام اليورانيوم المنضب او طرائق تقليص تعرضنا له، بل انني لم اسمع باليورانيوم المنضب الا بعد مرور سنة على نهاية الحرب، حيث اصبحت في عام 1993، على معرفة بالاستخدام راسع النطاق لقذائف اليورانيوم المنضب خلال الحرب. وانا احد المحاربين الذين تم فحصهم لاكتشاف نسبة اليورانيوم المنضب الداخل الى جسمه.
لقد ترددوا كثيراً في فحصي وقالوا لي انني لم اتعرض لشيء، وبعد ان اجري لي تحليل ادرار في آب/ 1995، قيل لي ان في جسمي مستويات من اليورانيوم المنضب اعلى من بعض المحاربين الذين لا تزال الشظايا في اجسادهم. وعلى الرغم من طلبي اجراء فحص شامل، فقد رفضت شؤون المحاربين اجراء هذا الفحص لي.ان سكوت الحكومة فيما يتعلق بقضية اليورانيوم المنضب اشبه بصم الاذن.
* الرقيب مايكل فلورس
الفرقة الثانية، الكتيبة المدرعة 11
عندما بدأ الحريق في ساحة تجمع الآليات في الدوحة، ركضنا بأسرع ما يمكن لنبتعد عن الانفجارات. ولم اسمع قط عن اليورانيوم المنضب الا في عام 1996، واكتشفت بان عدة مئات من قذائف الدبابات الحاوية على اليورانيوم المنضب قد احترقت في النار، وما كنا نعرفه عن القذائف هو انها تدعى (A1) خارقة الدروع.
بعد بضعة ايام من الحريق ارسلتنا وحدتنا لتنظيف المجمع، لقد استخدمنا ايدينا والمكانس والشفلات لتنظيف الشظايا والاغلفة وبقية النفايات، ولم يتم تحذيرنا من التلوث باليورانيوم المنضب او حتى اخبارنا باتخاذ اجراءات احترازية واقية.
وكنا قد وضعنا قناني الماء على بعض البراميل التي تحوي اجزاء من مخترقات اليورانيوم المنضب، وكانت بعض البراميل قد انتزعت اغطيتها، وامكنني رؤية محتوياتها وقد انصهرت جزئياً او احترقت، ولم نعلم بوجود اي خطر الى ان ظهر بعض الضباط في نهاية اليوم، واخبرونا بنقل قناني الماء وترك المنطقة، ثم وضعوا اغطية مصفحة خاصة بالتلوث الاشعاعي على جميع البراميل.
لم يتم فحصي لاكتشاف اليورانيوم المنضب. لقد ولد احد ابنائي بعيب في احد اطرافه، واود معرفة اذا كان تعرضي لليورانيوم المنضب هو سبب ذلك.
* المتخصص مارك بانزيرا
سرية نيوجرسي للخدمات والتجهيزات 144
كان موقعنا جنك يارد Junkyard، ضمن مدينة الملك خالد العسكرية في السعودية، وبعد ما يقارب من اسبوع من انتهاء الحرب البرية، بدأت الشاحنات تصل للقاعدة وهي محملة بالعجلات المتضررة والمدمرة، وكان على وحدتنا تفريغها واخراج الذخيرة منها، ثم خزن هذه العجلات، ليتسنى لنا في ما بعد دفنها في الصحراء، ولاجل القيام بعملنا هذا كان علينا الصعود الى كل عجلة والدخول اليها.
لم اسمع ابداً باليورانيوم المنضب، ولم أكن اعلم باستخدام قذائفه في الحرب. وبعد حوالي 45 يوماً من وصول اول عجلة، ظهر رجلان يرتديان ملابس وقفازات واحذية بيضاء وكمامات، كان في ذلك المكان حوالي 200 عجلة مصابة، فوجد ان 29 منها ذات نشاط اشعاعي فاستخدما الصبغ لتثبيت كلمة (Hot) واشارات اخرى خاصة بالاشعاع فوق تلك العجلات، وطلبوا منا البقاء بعيداً عن تلك العجلات وان لا نسمح لأي احد بتصويرها.
وتم تزويد وحدتنا باجهزة قياس الاشعاع الا انها لم تكن تعمل. وبعد سنة من عودتي من الخليج بدأت اعاني من مشاكل اسفل ظهري، وبعد اجراء الفحوصات اللازمة، اكتشف الاطباء اني اعاني من مشاكل الكليتين. اجريت لي خلال العامين 1993 و 1994، اربع عمليات في كليتي واخبرتني احدى الطبيبات بانها كانت ستستأصل بعض الاجزاء من الكلية المريضة الا انها لم تفعل.
وحالياً تسوء حالتي باستمرار، وانا لا اذهب الى عملي الا قليلاً او ان عليّ المغادرة باكراً بسبب الألم.
وفي اذار/ 1997، انكرت شؤون المحاربين مرة اخرى ادعائي باصابتي بمشاكل الكليتين وتضخم البروستات والتهاب القصبات الهوائية واضطراب مستوى الدم والاعياء، اما الطبيب الذي كان يعالجني فقد فصلته شؤون المحاربين بعد ان اوصى باجراء فحص اليورانيوم المنضب لي ولافراد وحدتي، وهو ما لم توفره لنا شؤون المحاربين، لقد كان خبيراً في الطب الذري.
والان ليس لي من يساعدني، تتعامل الحكومة مع هذه القضية تماماً مثل – العميل اورانج Agent Orange، فهم لا يهتمون كيف تتم معالجة جميع المحاربين.
* الرقيب دايفيد باول
سرية نيوجرسي للخدمات والتجهيزات 144
بعد عودتنا من السعودية بسنة، جاء العديد من الضباط الى وحدة الحرس الوطني في تمرين عطلة نهاية الاسبوع، وذكروا لنا بأننا قد تعرضنا لليورانيوم المنضب، وتحدث احد الضباط عن الاشعاع، وفتحوا علبة الفول السوداني وسحبوا منها ملعقة ممتلئة ثم رفعوا- عداد جيجر Geiger counter – امام الملعقة الممتلئة، فبدأ باخراج صوت التحذير، ثم رفعوا صحن صيني ووضعوا امامه العداد فبدأ ايضاً باخراج نفس الصوت، واخبرونا باننا يمكن ان نحصل على قليل من الاشعاع من كل شيء، وانه ليس هناك ما يدعو للقلق، واخبرونا ايضا باننا حصلنا في حرب الخليج على ذات الكمية من الاشعاع الموجودة في شطيرة زبدة الفول السوداني، وادركنا حينئذ بان الحكومة لن تفعل شيئاً لنا وينبغي على شؤون المحاربين ان تتحمل مسؤولية جنودها.
* الرقيب كيني روجرز
الحرس الوطني، كاليفورنيا، البطارية 210
ارجعت من السعودية وانا اعاني من مشاكل خطيرة في الكليتين، وجاهدت من ذلك الحين للحصول على رعاية طبية من شؤون المحاربين. لقد ساءت حالتي منذ حرب الخليج، ومنعني هذا من الاحتفاظ بأي وظيفة. انا لا اعلم بالشيء الذي تعرضت له وسبب مشاكل في كليتّي حيث انني لم يتم فحصي لكشف تعرضي لليورانيوم المنضب.
* الرقيب أكس
مشاة البحرية، الفرقة الاولى
لقد صعدنا الى العديد من العجلات المدرعة العراقية المحترقة، واستنشقنا دخان هذه المدرعات المحترقة عندما كنا نتحرك في ارض المعركة، بدأت اعاني من مشاكل في الكليتين بمجرد عودتي من الخليج، وهي تزداد سوءاً منذ ذلك الحين، سمعت لاول مرة باليورانيوم المنضب صيف 1996، وطلبت من اختصاصي بالكليتين ان يفحصني للكشف عن اليورانيوم المنضب، ولكنه اخبرني بعدم استطاعته ذلك، كما اخبرني بانني خلال 8 الى 10 سنوات سيتم ربطي بجهاز فرز الادرار عن الدم، او ساحتاج الى عملية زراعة كلية ما لم يتحسن وضعي.
ومنذ عودتنا بعد انتهاء عمليات حرب الخليج لم تهيء لنا البحرية اي تدريب خاص باليورانيوم المنضب.
لقد فات الوقت على التدريب وانا اريدهم ان يفحصونني للكشف عن هذه المادة المزروعة في جسمي.
تنبيه: لم يزل الرقيب أكس في الخدمة وطلب عدم ذكر اسمه بسبب اجراءات تسريحه المعلقة، حيث تحاول مشاة البحرية ان تمنحه تسريحاً عادياً بدلاً من تسريح طبي كما تتطلبه حالته.
* الرقيب دوان ماروير
احتياط، كتيبه اسناد 651
خلال الحرب البرية انفجرت شاحنة قريبة منا نتيجة ضربة عراقية، فاندفع الدخان وبقايا الانفجار نحونا، وبعده بقليل، قيل لنا بأن الشاحنة كانت تحوي قذائف مخترقة للدروع تستخدم ضد الدبابات.
انا اعرف الآن بان تلك القذائف حاملة لليورانيوم المنضب، كما اننا صعدنا الى عشرات الدروع العراقية المحترقة وعلى بعض الدروع الامريكية التي اصيبت عرضاً.
كنت قد سمعت شائعات تتعلق باستخدام القذائف المشعة خلال الحرب الا انني لم اكن على دراية كاملة باخطار اليورانيوم المنضب الى ان انتهت الحرب. وعلى الرغم من انني احصل على علاج من شؤون المحاربين الا انني لم يتم فحصي للكشف عن اليورانيوم المنضب.
* ملازم اول ديبي جود
القوة الجوية، السرب 23
على الرغم من اننا قد تم اعلامنا بان نتوقع آلاف الاصابات الا انه لم نزود بأي تحذيرات خاصة باليورانيوم المنضب او حتى علمنا باستخدام اسلحته في ساحة المعركة. انني لم اسمع باسلحة اليورانيوم المنضب الا بحلول عام 1993.
* القائد سيشل
زعيم شعب سكواميش ودواميش 1786- 1866، ولاية واشنطن
ان ما نعلمه، هو ان الارض لا تعود للانسان بل ان الانسان يعود الى الارض، هذا ما نعرفه. ان ما يصيب الارض يصيب ابناءها. لم يقم الانسان بحياكة نسيج الحياة بل هو خيط منه وما يفعله بالنسيج يؤثر عليه نفسه، كل الاشياء متصلة ببعضها مثل الدم الذي يوحد الاسرة، كل الاشياء متصلة ببعضها، ان لوثت فراشك سوف تخنقك فضلاتك في ليلة ما.
* المصدر
Dan Fahey- Depleted Uranium, The Stone Unturned, U.S.A, 1997