وكالات – كتابات :
يختلف العيد في “العراق”؛ هذا العام عن الأعوام السابقة، بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المواشي، مما تسبب بعزوف كثير من ذوي الدخل المحدود عن شراء الأضاحي.
وتشهد الأسواق ركودًا واضحًا بسبب قلة الطلب وارتفاع الأسعار، وأوضح المختص بشؤون الثروة الحيوانية؛ “ماجد الطليحي”، أن: “أسعار الأضاحي هذا الموسم ارتفعت بنسّبة تصل إلى أكثر من: 50% قياسًا مع العيد الماضي”.
وقال “الطليحي”؛ في تصريحات صحافية، إن: “أسعار الأغنام تتراوح بين: 400 و500 ألف دينار؛ (305 إلى 381 دولارًا) للخروف الواحد، وأكثر من: 2.5 مليون دينار للعجل الواحد”.
وأشار إلى أن: “طبيعة البيع تختلف في العراق من منطقة لأخرى، حيث يتم البيع في الشمال عن طريق وزن الخروف، فيما تتبع أسواق الوسط البيع بالمزاد”.
أسباب الارتفاع..
وأضاف “الطليحي”؛ أن: “ارتفاع الأسعار جاء نتيجة هجرة الكثير من المربيّن وتركهم العمل في هذا المجال، بسبب الجفاف وقلة المراعي وارتفاع أسعار الأعلاف، فضلاً عن انعدام الدعم المقدم من قبل وزارة الزراعة لقطاع الثروة الحيوانية”.
من جانبه؛ أكد “حامد العزاوي”، وهو أحد تجار المواشي في محافظة “ديالى”، أن من بين: “أسباب الارتفاع غير المسّبوق غياب الدعم، واعتماد المربيّن على الأدوية واللقاحات والأعلاف المسّتوردة، والتي يتم شراؤها بالعُملة الصعبة من الخارج لتتضاعف أسعارها داخل العراق بسبب تضارب فرق العُملة وعدم إمكانية حصول التجار على الدولار بالسعر الحكومي”.
وأوضح، أن: “هناك أسبابًا أخرى تتعلق بالجانبين الأمني والرقابي، حيث تستمر عمليات التهريب الممنهجة للمواشي العراقية ذات الجودة العالية إلى دول الجوار، مقابل إغراق السوق بمواشٍ مستوردة”.
عزوف المواطنين..
وقال المواطن؛ “حمدي صبار”، لأحد المواقع العربية؛ إن: “هناك فارقًا كبيرًا في أسعار المواشي هذا الموسم عن المواسم السابقة، وهذه الأسعار المتداولة تفوق قدرة الكثير من المواطنين، وخاصة من الموظفين وأصحاب الدخل المحدود”.
وأضاف أن: “هناك أيضًا مخاوف كبيرة لدى المواطنين من انتشار الحمّى النزفية والأمراض التي أصابت المواشي بسبب ارتفاع درجات الحرارة”.
وشّدد على: “أهمية تدخل الدولة في هذا الجانب وتفعيل دور الرقابة الصحية والاقتصادية، لتلافي استغلال التجار للموسم وبيع الأضاحي المريضة للمواطنين، بالإضافة إلى الحد من الأسعار المرتفعة ليتمكن المواطن من أداء الأضحية”.
من جانبه؛ أوضح الباحث الاقتصادي؛ “علي العامري”، أن: “سعر الطن الواحد من العلف الحيواني المستورد تجاوز: 1.3 مليون دينار عراقي، فيما تتجاهل الحكومة معاناة المربيّن والمنتجين الذين تكبدوا خسائر فادحة”.
وبيّن أن: “الوزارات والمؤسسات المعنية في الحكومات المتعاقبة؛ بعد سنة 2003، لم تتمكن من العمل بشكلٍ منطقي لتطوير الإنتاج الحيواني، كما أن الموازنة التي تم إقرارها أخيرًا، خلت تمامًا من مخصصات لتطوير وتنمية قطاع الثروة الحيوانية”.
وأضاف “العامري”؛ أن: “ارتفاع الأسعار الذي تشهده الأسواق الآن هو حالة طبيعية، باعتبار أن هذه الأيام هي موسم أشبه بجني الحصاد بالنسبة للمربيّن، حيث يصل البيع إلى ذروته قبل العيد بأيام قليلة، الأمر الذي يترافق مع الإجازة والتواصل العائلي وإعداد الولائم التي اعتاد عليها العراقيون في مثل هذه الأيام”.
وأشار إلى أن: “العزوف الحاصل، لأن الفئة الأكبر في المجتمع العراقي هم من أصحاب الدخل المحدود أو ممن هم دون مستوى خط الفقر، ولم يتمكنوا من شراء الأضاحي”.