16 نوفمبر، 2024 12:41 ص
Search
Close this search box.

لعنة الرقم 7.. قصة قصيرة

لعنة الرقم 7.. قصة قصيرة

  بقلم: أمين الساطي

الأرقام مثل الأشخاص الذين نصادفهم في أثناء حياتنا اليومية، وهي تشبههم تماماً، فلكل رقم صفات فردية تميّزه عن غيره من الأرقام. هناك عالم خاص تعيش فيه الأرقام موازياً لعالمنا. عند مغادرتي منزلي في الصباح الباكر، غالباً ما ألتقي مع أحد جيراني فنتبادل تحية الصباح، ويمضي كل واحد منا في طريقه، بعد خروجي من باب العمارة، غالباً ما أشاهد سيارة مركونة جانب البناء، أنظر إلى الأرقام المكتوبة على لوحة السيارة، فأشعر بأنها تبادلني التحية، وأحياناً تعطيني إشارات خاصة تنير لي طريقي طوال اليوم.

تعلمت دراسة علم الأرقام، واكتشفت أن لكل رقم أساسي حرفاً يقابله في اللغة العربية، ولكي نفهم لغة الأرقام علينا ترجمتها إلى لغتنا، لقد أبقيت هذا الاكتشاف سراً، ولم أطلع أحداً عليه من معارفي، لكيلا يتهموني بالجنون.

قرأت أن هناك عرّافة بلغارية عمياء، توفيت قبل أكثر من عشرين سنة، كانت قد تنبأت بأن عام 2023 سيكون كارثياً وممتلئاً بالأحداث الكبرى، على الرغم من أنني لا أصدّق النبوءات، لكن الحرب التي تدور في أوكرانيا دفعتني رغماً عني إلى التفكير بلغة الأرقام. خطر على بالي، أننا نعيش في عام 2023، وأن مجموع هذه الأرقام هو الرقم 7، وهو رقم روحاني مهم وأساسي في بناء هيكل الكون.

في إحدى المرات، أشرت بيدي إلى تكسي، فتوقف السائق المسكين في منتصف الطريق، عندما اقتربت منه، قرأت الأرقام المكتوبة على لوحة سيارته، أدركت بأن حادثاً خطيراً ينتظرها، فأشرت إلى سائق التاكسي بيدي أن يتابع طريقه، انزعج السائق مني، فما كان منه إلا أن فتح باب السيارة ونزل منها متجهاً نحوي، في تلك اللحظة جاءت سيارة مسرعة واصطدمت بالسائق، فركضت هارباً من موقع الحادث، حتى لا تحملني الشرطة المسؤولية.

التقيت ذات مرة، امرأة عجوزاً شمطاء بالمصعد وحدها، كانت تلبس في يدها اليمنى أسورة من الذهب الثقيل المشغول جسمها على شكل ثعبان، ينتهي طرفاه برأسين، ضغطت المرأة الزر رقم 27 الموجود على لوحة المصعد، فعرفت بلحظتها كم مشؤوم ذلك الرقم، عندما تركت المصعد كانت المسكينة قد اختنقت لسبب مجهول.

تكررت المصادفات معي بالنسبة للأرقام، بعد أن تناولت الغداء بأحد المطاعم الشعبية في بيروت، فوجئت بأن الفاتورة بلغت 770 ألف ليرة لبنانية، دفعتها على مضض، وغادرت المطعم. في اليوم التالي سمعت من أحد أصدقائي، بأن حريقاً شبَّ بالمطعم في تلك الليلة.

تأكدت من خطورة الإشارات التي ترسلها لي الأرقام، شعرت أنه من واجبي الوطني أن أنبّه وزير التموين إلى أن الحرب العالمية الثالثة أمست على الأبواب، وعليه أن يبدأ بتخزين المواد الغذائية منذ الآن، لكي يتجنّب المجاعة التي ستحدث في لبنان نتيجةً قيام الحرب، تصورت أن الطريقة الوحيدة للتحدث معه تكمن في انتظاره بالقرب من البناء الذي يقيم فيه، وعندما يتجه نحو سيارته الحكومية، أقترب منه وأشرح له خطورة الموقف.

بالفعل وقفت منذ الصباح بالقرب من مدخل باب العمارة، وعندما اتجه نحو سيارته ركضت باتجاهه لكي ألحقه قبل ركوبه السيارة، ما كدت أقترب منه، حتى شعرت بيدٍ تجذبني بقوة من كتفي إلى الوراء، فاختلَّ توازني ووقعت على الأرض، ثم شعرت بيد تضغط على رقبتي بشكل وحشي، خلال ذلك قام شخص آخر بوضع الأغلال في يدي، ثم قام بتفتيشي، وصادر هويتي الشخصية.

بعدها جرّني هذان الشريران إلى سيارة صغيرة مركونة إلى جانب البناء، سمعت أحد الرجلين يتكلم باللاسلكي قائلاً: سيدي الملازم ألقينا القبض على المجرم إسماعيل، بعد أن كنا نراقبه منذ الصباح الباكر، وقد كمن عند باب المبنى لقتل الوزير، وكان على بعد سنتمترات قليلة من سيادته لما أوقفناه، ولولا لطف الله لكان قد قتله، ثم سمعت صوت رجل من الطرف الآخر يقول: أحضروه فوراً إلى قسم العمليات للتحقيق، فما كان من الرجل الجالس إلى جانبي إلا أن قال: سيدي الملازم، رجاءً أطلع سيادة العقيد على العمل الخطير الذي قمنا به لإنقاذ حياة الوزير، من أجل أن تشملنا الترقيات في آخر السنة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة