17 نوفمبر، 2024 12:39 م
Search
Close this search box.

لا عيد بلا وطن

إقترب العيد وسينجلي صباحه كالعادة وقد إمتطى النازحين حزنا”على خيول الغربة ورائحة الإشتياق تزكم الأنوف بالحنين تجاه موطن الآباء والأجداد وكلما ولوا وجوههم في مكان ليسوا من أهله هز نبضهم من حقول الشوق وتجلى لهم الوطن على غير عادته مهموما”بفراق أبنائه عنوة بعد أن إستوطنه الأغراب سائلا” أما آن موعد اللقاء يا أهلي؟ فالعيد هو الوطن والأهل والاصدقاء والاحبة ولم الشمل في بيت العائلة وصلة الرحم والتزاور بين الأصدقاء والجيران لكنها ليست كأعياد الغربة والتي تتمثل بالأعمى في إحتفالية الألوان يسمع كل ما يوحي للسعادة والفرح والبهجة لكنه لا يرى سوى ستارة مظلمة يحدوه الأمل يوما” ليرى ما كان يحدث من حوله لكن هيهات ومع هذا لا أدعو أن ياخذ اليأس منا مأخذه فأروع هندسة أن تبني جسرا”من الأمل على نهر من اليأس لنكون مع الله فحتما”سيكون الله معنا .
فسلام على تلك الذكريات الجميلة المنحوتة في الذاكرة من أيام الطفولة والصبا كل حسب بيئته والتي خلفوها في أحضان وطن منكوب تذكرهم بكل خطوة في كل حارة وزقاق وشارع وقد عذبتهم أيام الغربة فما عادوا يحتملوا البعد عنه وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل فلم يكن العيد يؤنسهم كما كانوا كسابق العهد كالطفل الذي فارق أمه فلا شعور ولا إحساس بالعيد في الغربة لأنه يوم يمر كباقي الأيام دون أن يترك بصمته التي إعتدنا عليها كباقي أيام العيد في الوطن فلاشي يعدل العيد فيه فله نكهة ومذاق لا يستذوقها الاٌ من إغترب وترك الديار .
وهنا توقف مداد قلمي لتترك أناملي باعثا” بمقدرات أفكاري ليبحث عن ذكريات طغت على همومي وما يجب أن أقوم به من واجب تجاه الأصدقاء بيوم العيد فحللت أهلا”ووطئت سهلا يا عيد .
واختم مقالتي بشعر للمتنبي يخاطب العيد سائلا” (بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد ).

أحدث المقالات