5 نوفمبر، 2024 1:52 م
Search
Close this search box.

السيد مقتدى الصدر فوق شبهات المالكي وحزبه

السيد مقتدى الصدر فوق شبهات المالكي وحزبه

عندما خرج الامام الحسين بثورته الإصلاحية بوجه يزيد الذي عاث في الارض فسادا، لم يكن واضعا في استراتيجيته الربح والخسارة التي تقترن بدنيا زائلة فخصومه اعتبروا خطوته انتحارية بحسابات السياسة لانها ستكون خاسرة بكل المقاييس، وعدها أعداء الحسين انه سيقتل بسيف جده، الا اننا لو وضعنا ثورة الحسين (ع) في مقاسات خبراء الاستراتيجية ا في إطار التباينات بين الحرب والمعركة، نجد انهم أوجدوا فروقا بينهما، فصحيح ان الامام الحسين خسر الحرب على الارض، إلا انه كسب المعركة، اذا تجسدت بعد مقتل الحسين والثورات التي تلت ثورته، كثورة زيد بن علي، وثورة المختار الثقفي، كما لايخفى الشعارات التي رفعها العباسيون بوجه السلطة الأموية عندما قرروا استلام السلطة.
لقد خرج المالكي مؤخراً من على قناة تلفزيونية اجنبية ليشن هجوما عدائيا يحمل حقدا عميقا، ويبتعد عن اللغة الدبلوماسية التي ينبغي ان يتحلى بها كرئيس للوزراء متهما السيد مقتدى الصدر بأنها لا يفهم العملية السياسية ولا يعترف بالدستور. ونسي هذا الرجل انه حينما كان في سوريا ويدور في البلدان الغربية يستجدي منها العطف، كان السيد مقتدى الصدر بالقرب من منبر الكوفة وبجانب السيد الشهيد الصدر الثاني الذي اطلق على الملأ وبلا تهيّب من سلطة لايوجد في قاموسها شيء اسمه الرحمة، أقسى العبارات ضد النظام وزبانيته. 
لايمكن ان يكون العراقيين بهذا المستوى من التفكير حتى يصدقوا شخص يدعي بأن يعرف الدستور ويحترمه، وهو يوميا يخرق الدستور عبر محكمته الاتحادية، فمرة يسرق السلة التشريعية من البرلمان، وأخرى يستخدم ورقة القضاء والتهم الجاهزة لابتزاز خصومه السياسيين، وقائمة التجاوز على الدستور تطول ولا تنتهي ، فمن ياترى يحترم الدستور والاتفاقات.
نحن لسنا ضد الانتقاد، ولكن عندما يصدر الانتقاد بهذا التوقيت قُبيل الانتخابات وفي قناة اجنبية فأنه يحمل الكثير من علامات الاستفهام، خصوصا وان سماحة السيد مقتدى الصدر أعلن اعتزاله للعمل السياسي.
نحن اليوم امام شخص يحاول ابتلاع العراق، وكأنه صاحب ثورة او انقلاب لايعرف ماذا يفعل ازاء خصومه السياسيين فهو يريد التخلص منهم بكل الوسائل سواء كانت مشروعة او غير مشروعة، ولا اعتقد ان أساليبه قادرة عن تصفية الساحة لان بناء الدولة لا يكون من خلال الأزمات والصراعات واستخدام ادوات الدولة للتخلص من الآخرين، وإنما من خلال التعاون والتشارك والتصالح مع الآخرين وهذه فلسفة لايفقهها المالكي وحزبه، واليوم نشهد  ضياع اكثر من ٨٠٠ مليار دولار ومقتل اكثر من مليون شخص وبلد بلا أمن وخدمات وبنى تحتية، فهنيئا لشعب يقوده هؤلاء الخبراء في الدستور والعملية السياسية.!

أحدث المقالات

أحدث المقالات