لا شكّ إنّ مقاطعة رئيس مجلس النوّاب العراقي أسامة النجيفي و أعضاء كتلته متحدّون من حضور حفل افتتاح أعمال المؤتمر الدولي المناهض للإرهاب الذي انعقد يوم أمس في العاصمة العراقية بغداد , وبحضور ممثلين عن الأمم المتّحدة و الاتحاد الأوربي و الجامعة العربية و عدد كبير من دول العالم , لها دلالات سياسية وتمّثل رسائل مباشرة للإرهاب وداعمي هذا الإرهاب الذين توّجه لهم أصابع الاتهام في دعمه وتمويله , ولا شكّ ايضا أنّ مقاطعة رئيس مجلس النوّاب لأعمال هذا المؤتمر , قد كشفت بما لا يقبل الشك مواقف هذا الخائن من الإرهاب الجاري في العراق والعملية السياسية برّمتها , فهذا الخائن و أخية قد أثبتا للعراقيين أنّهم الممثلون الحقيقيون لكل أعداء العراق والشعب العراقي في العملية السياسية .
فانعقاد هذا المؤتمر في بغداد في هذا الوقت الحسّاس الذي يمر به العراق وهو يخوض أشرس المعارك مع قوى الإرهاب المتمّثل بالقاعدة وداعش , يمّثل استجابة المجتمع الدوّلي لندائات الحكومة العراقية بالوقوف مع العراق ومساعدته في التصدي لهذا الإرهاب المدّمر وتجفيف منابعه , ويشّكل أيضا منعطفا مهما في الحرب على الإرهاب , وانعقاده في بغداد بحد ذاته يعتبر انجازا مهما للعراق شعبا وحكومة وحضارة , وليس لجهة سياسية معيّنة , فالمساهمة في إنجاح أعمال هذا المؤتمر والخروج بتوصيات فاعلة تساهم في إيقاف مسلسل القتل والدمار , هو مؤشر حقيقي على وطنية أي عراقي , فهذا المؤتمر ليس بأسم المالكي أو بأسم حزب الدعوّة , حتى يكون للآخرين موقفا منه , كما إنّ نجاح أعمال هذا المؤتمر ودفع المنظمات الدوّلية ودول العالم للتصدي والضغط على الدول الداعمة للإرهاب , هو انتصاف لدماء الشهداء والضحايا الأبرياء الذين يتساقطون يوميا بفعل جرائم هذا الإرهاب .
إنّ وقوف المجتمع الدولي مع العراق في حربه ضدّ الإرهاب الدائر في بعض مناطق الغرب العراقي ومساندته لجهود العراق في القضاء على هذا الإرهاب , هو دليل قاطع على إنّ هذه الحرب التي تدور الآن رحاها , ليست حربا بين الشيعة والسنّة كما يحاول أن يصوّرها النجيفي وعلاوي والمطلك وبقايا حزب البعث القذر الذين تسللوا للعملية السياسية تحت ذريعة مشاركة المكوّن السنّي , بل هي حربا بين قوى الخير المحبة للسلام والأمن , وبين قوى الإرهاب والشر وبقايا حزب البعث الفاشي , فهي معركة الحياة ضدّ أعداء الحياة .
فليس من المعقول أن يقاطع أعمال هذا المؤتمر رئيس مجلس النوّاب و أعضاء كتلته , فهذه المقاطعة قد كشفت حقيقة أسامة النجيفي سليل أسرة آل النجيفي الخائنة لتراب هذا الوطن , وزمرة متّحدون من بقايا البعث الفاشي , فالخيانة تسري في دماء أبناء هذه الأسرة , فدماء هذه الأسرة ما كانت يوما دماء عراقية ولن تكون , فتبّا لشعب يعيد انتخاب هؤلاء الخونة , وتبّا لهكذا عملية سياسية لا تأتي إلا بالخونة والفاسدين أمثال النجيفي وعلاوي والمطلك ومن يقف معهم من أدعياء الوطن والمذهب , ولو كان لهؤلاء الخونة ذرّة من الغيرة الوطنية والحرص على دماء الشعب , لما قاطعوا أعمال هذا المؤتمر , فالنجيفي وهذه الزمرّة الضالة وصمة عار في جبين العملية السياسية .
وبهذه المناسبة الهامة يتوجه كل أبناء الشعب العراقي وخصوصا ذوي الشهداء والضحايا , إلى رئيس مجلس الوزراء بكشف كل الملفات والأدّلة أمام العالم , والتي تثبت توّرط دول الشر قطر والسعودية الداعمة لهذا الإرهاب الأسود , حتى يعرف الشعب حقيقة هؤلاء الأنذال الذين تطوعوا للدفاع عن هذه الدول الداعمة للإرهاب ويكشف زيفهم وعمالتهم لهذه الدول . فليس مقبولا بعد الآن أي تبريرات لحجب هذه الحقيقة عن الشعب .