يخطأ من يظن , أن نوري المالكي , ستطيح به صناديق الاقتراع.. ويتوهم من يعتقد , أن مختار العصر, سيسلم السلطة سلميا , فالرجل قد تسودن , وأصبح فرعونا , شاء الحكيم أو أبى الصدر , وأن الولاية الثالثة , هي مجرد وقت لا غير .. فالمالكي , قد جهز أدواته لكل شئ , وأمسك بيديه , كل شئ , حتى أن دولة القانون , أكدت أن الولاية الثالثة , أسهل من الفاجعتين السابقتين , وهي في طريقها , لان يكون المالكي رئيس الوزراء القادم بلا منازع .. والدعوة عامة للجميع , لاننا , سنترحم على أيام الطاغية صدام حسين ..
ضعف وهشاشة الاحزاب العراقية , دينية كانت أم علمانية , وقيلولة الشعب التي صارت سباتا , وعدم وجود معارضة حقيقية , والنفوذ الايراني وتغلغله في المجتمع العراقي , مكنت نوري المالكي , من السيطرةعلى كل أدوات السلطة , تنفيذيا وتشريعيا وقضائيا , وأن يرتقي سلم الدكتاتورية رويدا رويدا , بعد أن خلق حالة متردية في الوضع العراقي , تسوء كلما جعلت الاطراف الاخرى في مفاضلة معه ,على كرسي الرئاسة..
ولم تعد صناديق الاقتراع , هي المعيار الديمقراطي , في بلد مثل العراق, لا زالت أسس الدكتاتورية مترسخة فيه ,ومتجذرة الى الحد الذي أنعشها المالكي طيلة ثماني سنوات , لتعود بغطاء ممزوج بالطائفية.. ومن الغباء فينا , أن نعتقد , أن نوري المالكي , يمثل الديمقراطية التي نحلم فيها , أو أنه الشيعي المنقذ ,لان يضع حدا لزعامة الطائفة السنية .. وهناك من يبث تلك الافكار المسمومة بين العراقيين , وأن يجعلها حقيقة واقعة..
لن تتغير حالة العراق والعراقيين , ما دام فينا نوري المالكي وأسامة النجيفي , وأمثالهما , الذين دمروا البلاد والعباد , وجعلونا صاغرين لان نمتثل لما يفعلون , لا بل ستسوء أحوالنا أكثر , لو أبقينا هذه الشرذمة تتسلق مرة أخرى على أضلاعنا الخاوية .. من العيب , أن نرى عراقنا , يسير الى الهاوية , ونحن بأيدينا , من يصنع الطغاة .. هل نعض أصابعنا ندما , كما في كل مرة !!