لم تكن تعلم والدة الشرطي ( اسامة ناصر ) ان ابنها المرابط في سيطرة الاثار في مدخل مدينة الحلة سوف يدخل ثلاجة الموتى زائرا وليس بميت !!! فبعد تعرض تلك السيطرة العسكرية الى انفجار ارهابي مروع راح ضحيته العديد من المدنين والعسكرين في صورة مؤلمة جدا اعتاد مع الاسف على رؤيتها العراقيين فاصبحت جزءا من حياتهم اليومية .. وبعد وقوع هذه الكارثة الانسانية , باشرت فرق الاسعاف التابعة لوزارة الصحة بنقل جثث القتلى والمصابين ومنهم ذلك الشرطي الغائب عن الوعي نتيجة اصابته بجروح خطرة الى احدى المستشفيات الحكومية , ويبدو ان عناصر تلك الفرقة المنقذة لاتمتلك احدا من كواردها المنقذة من يستطيع التمييز بين المتوفي والمغمى عليه وهذه من الكوارث الطبية في العراق !! ولسوء حظ ذلك الشرطي فقد تم الحكم عليه من قبل فرقة الانقاذ بالموت ! مع انه لايزال على قيد الحياة .. عندما تم ادخال القتلى الى الثلاجة ومعهم ذلك الشرطي المسكين , لكن ارادة الله كانت اكبر من حكم هؤلاء الجهلة في ذلك المشفى فلعبت الصدفة دورها في انقاذ ذلك الشاب .. حينما سمعت احدى عاملات النظافة والتي صادف مرورها صوت نجدة ذلك المصاب المسكين والذي كان يطلب النجدة ويحاول رفع صوته ليتخلص من برودة تلك الثلاجة التي خصصت للموتى وليس له والتي ادخل اليها بالخطأ !! فبدء صوته يرتفع شي فشيئا حتى سمعته تلك العاملة التي سارعت لابلاغ موظفي المستشفى بوجود مصاب ادخل الثلاجة بالخطأ في حس صحي امتلكته تلك العاملة تميزت به عن باقي العاملين معها فهي افضل منهم حالا بالتاكيد كونها تستطيع التمييز بين الحي والميت بالرغم من انها لا تمتلك الحيز العلمي والطبي الذي امتلكه غيرها بالاضافة الى بروزها بالصفة الانسانية وقدرة الاحساس بالاخر حيث تحدثت عاملة النظافة تلك نقلا عن احدى الوكلات الاخبارية فقالت ( الصدمة كانت كبيرة حين فتحنا باب الثلاجة ووجدنا ذلك الشرطي الذي بقي في الثلاجة لأكثر من ساعة تقريبا ، وكان مايزال على قيد الحياة لكنه كان فاقداً للوعي بسبب جراحه، وسرعان مانقلناه الى الردهة المخصصة للعلاج حيث كان من الممكن اي يفقد حياته لو بقي في ثلاجة الموتى لوقت اكثر، بسبب جراحه البليغة وبرودة الثلاجة ) يعني انو اخونه المسكين لوباقي اكثر من ساعة سيموت خصب ويذهب مبكرا من هذه الدنيا والسبب هو اهمال تلك الكوادر الطبية للفحص الخاص بكل جريح ! ..يعني فوك الانفجار والارهاب ضيم القطاع الصحي على العراقيين , هذا القطاع الي متعب نفسه باجراء الفحص للتأكد من استمرارية تدفق دقات القلب الخاصة بذلك الشرطي بشكله السليم ومثل ميكولون اهلنا العراقيين شيل واشمر بثلاجة !! ياجماعة الخير ترة العراقي غالي وعزيز وميوصل الا هذه الدرجة من التعامل كانه حيوان اجلكم الله ..مرارة هذا المشهد تجعلنا نتألم كثيرا عن مايجري في واقعنا الصحي ونفكر ونخاف ان كانت هنالك حالات مشابهة قد حصلت في وقت سابق من دخول احياء الى ثلاجة الموتى يعني ميتين بالخطأ !! ونحن نحمل القطاع الصحي في العراق مسؤولية اخلاء أي جريح عراقي وننبه ان تكون لدى الكوادر الطبية القدرة الكافية للتمييز بين الحي والميت وان تكون اجرائاتهم في انقاذ ارواح الانفس بشكل يدل على المهنية لانهم يكولون كان اسمهم ( ملائكة الرحمة ) ! ونتقدم نحن جميعا بالشكر والثناء الى عاملة النظافة الشجاعة والغيورة والتي حملت من السمات الانسانية مالم يحمله اساتذة الطب في ذلك المستشفى , فلولاها لمانقذت حياة ذلك الشرطي الذي لم يقترف شيئا سوى انه وقف ضد موجهة الارهاب العنيفة التي هاجمت السيطرة العسكرية التي يعمل بها فظطر الى دفع ثمن جاهلية افراد القطاع الصحي مع الاسف ..وندعو السيد وزير الصحة الى تكريم عاملة النظافة تلك ودعمها ماديا ومعنويا لتكون عبرة حسنة لغيرها في صنع الخير وانقاذ حياة المواطن العراقي نتيجة الاخطاء الطبية وحفاظا على سمعة القطاع الصحي العراقي .