17 نوفمبر، 2024 2:37 م
Search
Close this search box.

طلقني

تعبت من هذا الزوج! صبري بدأ ينفذ. هو مقصر في كل شيء، ولا أكاد أجده في حياتي إلا جسدًا فارغًا لا حياة فيه!
يبدو قلبك متعبًا من هم لا تتحمله الجبال، وحياتك غابت عنها شمس السعادة. ابتسامتك صفراء مرسومة قهرًا لم تكن وليدة راحة. -صدقتِ يا صديقتي، فحياتي تعيسة ولا أريد أن أعكر صفو جلستنا بمشاكلي الخاصة.
-لا عليكِ! أزيحي الحمل من على أكتافك نسمعكِ، وإننا لك من الناصحين.
وأنا أقترح عليكِ أن تبحثي عن سعادتكِ، ولا تدفني شبابكِ في هذه الحياة البائسة. الحياة أمامكِ انطلقي ودعيه هو وأبنائه يتحمل أعباءهم ويتذوق مرارة تعبهم.
-ولكن كيف أبتعد عن أطفالي وهم قطعة من قلبي؟
-لا عليكِ سوف تعتادين مع الأيام. أعطِ لنفسكِ فرصة أن تعيشي مستقلة. خذي قراركِ ودعي الحياة تفتح لكِ أبوابها، ففي مقدوركِ السفر والسهر والاستمتاع بأجمل لحظات عمركِ.

-لحظة من فضلك! هل لي بمداخلة: ماذا يعني كل هذا الكلام؟ هل هو دس السم بالعسل؟
ألا تعلمين أنكِ بتحريضك قد تهدمين أسرتها مستقلة
ما تمر به من ضغوطات الحياة؟
وأمر طبيعي أن تمر أيامنا ببعض التقلبات!
عليكِ نصحها كيف تتخطى هذه المرحلة وطرق معالجة المشكلة. أنتِ لم تسألي عن تفاصيل المشكلة وبدأتِ تطلقين القرارات التي قد تؤثر على تفكير صديقتكِ!
ألم تلاحظي أنها تتكلم بالعموم! كيف لها أن تعيش سنوات مع شخص لا تجد فيه ما يسعدها؟ فقط تحتاج أن تهدأ وتنظر للنافذة المشرقة التي جعلتها تستمر كل هذه السنوات، وما تقومين به تخبيب يهدم البيوت ويزرع الشك والتوتر.
فكثير من الأسر تصدعت جدرانها بسبب التخبيب واختلاق الأسباب الواهمة لتبرير الأفعال والقرارات الخاطئة.

وأريد أن أخبرك ياصديقتي العزيزة: لا تشكِ همك لمن يحرقك بناره، بل اختاري بعناية من تستشيرين، وهناك كثير من الأشخاص يرتدون أقنعة الصلاح والصداقة وخلف أقنعتهم حسد وضغينة!
إن كان لديك أمر أسري أو نفسي ويصعب عليك حله ابحثي عن مختصين لا عن أشخاص متسلقين على التخصص، أم أنكِ يا مدعية النصح لا تعلمين أثر كلامك المدمر وعقابه في القضاء، وقبلة أنت بنظر الشرع مذنبة.

إن إفساد المرأة على زوجها أو الرجل على زوجته أمر محرم ومنكر، وتترتب عليه مفاسد عظيمة، ويكون بتحسين الطلاق وتزيينه للزوج أو للزوجة، وهو ما يطلق عليه “التخبيب”، وهذا ما قمتِ به باسم الصداقة.

وآخر ما أحب أن أخبركم به جميعًا مقولة أحدهم:

وفّر حظك من الشكوى لمن كان له حظٌ من المروءة

وأيضًا أكد عليها منذ زمن طويل الشاعر بشار بن برد:
ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة
يواسيك أو يسيلك أو يتوجع

أحدث المقالات