حقا انه جديد ، لكن ليس بالضرورة ان يكون كل جديد موافيا لقيم المجتمع ومتطلبات بناء دولة على اسس حضارية ،يلبي المعايير الديمقراطية ويضمن للمواطن حقوقه الدستورية بممارسة النشاط المدني بحرية لارغام السلطة بايفاء تعهداتها وواجباتها الوطنية والقانونية .
لا اتحدث عن كل او بعض ممارسات الحكومات العراقية والاحزاب المتسلطة ومليشياتها في فترة ما بعد الاحتلال وانتهاكاتها لحقوق المواطنين وحرياتهم ولوائح حقوق الانسان .
لم اكن اتوقع ابدا ، ان يكون في منهاج هذه الحكومة الحالية محاربة منظمات المجتمع المدني ، والاغرب ان تعلن على رؤوس الاشهاد حظر وتحريم نشاطاتها .
ربما كان الامر مفهوما نوعا ما ، لو اقدمت وزارة الداخلية على تضييق النشاطات المدنية ، لكن اقدام وزارة التعليم العالي على هذا الامر والطلب من الجهات التابعة حظر ومراقبة اتحادات الطلبة فتلك ما تسمى حقا بالطامة الكبرى .
كانت دهشتي كبيرة وانا اتمعن في تعميم لهذه الوزارة ، تبلغ تشكيلاتها بمعلومات وصلها من جهاز الامن تفيد بسعي مجموعات من الطلبة لتشكيل اتحاد لهم باسم ( الاتحاد العام لطلبة العراق ) .
وترى الوزارة انه يجب العمل على منع الطلاب من الانضمام الى اتحادات الطلبة وربما اتخاذ الاجراءات بحقهم .
لا اعرف ما هو السند القانوني للوزارة للاقدام على مخالفة صريحة لعدد من مواد الدستور ومنها المادة ( 39 ) اولا – والتي تنص ( حرية تأسيس الجمعيات والاحزاب السياسية ، او الانضمام اليها مكفولة ، وينظم ذلك بقانون ). وهناك المادة الدستورية برقم (45) اولا – تقول ( تحرص الدولة على تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني ، ودعمها وتطويرها واستقلاليتها ….الخ ).
لقد كان لطلبة العراق واتحاداتهم طيلة العصور التي تلت تشكيل الدولة العراقية ، نصيب وافر من النضال الوطني التحرري ، وساهمت هذه الاتحادات مع جموع الشعب لضمان الحريات والحقوق اضافة لما قدمته من خدمات وانجازات للطلبة . وعانت اتحادات الطلبة الكثير من الاضطهاد والاستهداف ، ومن ضمن هذه الاتحادات الطلابية ( اتحاد طلبة كردستان ) الذي تعرض طيلة عقود الى اجراءات عقابية اكثر تعسفا وقسوة .

في البداية ضننت ان الامر يتعلق ( بالاتحاد العام لطلبة العراق ) حيث كان هذا الاتحاد في الفترة الماضية مساندا من قبل الحزب الشيوعي العراقي ، ولكن تذكرت ان الحكومة الملكية قد سقطت من زمن بعيد ، كما ان حكم البعث لم يعد موجودا ، ثم ان الحزب الشيوعي مجاز قانونا وله مقاعد في البرلمان العراقي .
بمواصلة قرائتي للتعليم تبين ان كل اتحادات الطلبة مشمولة بالحظر ، يا للعار .
الحق الحق ، انتظر الكلمة الفاصلة لرئيس الحكومة قبل ان يقول القضاء كلمته .